-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الصُّومال.. الخطر المنسي في القرن الإفريقي

الصُّومال.. الخطر المنسي في القرن الإفريقي
أرشيف

تمادت الأممُ المتحدة في مواقفها القاصرة، العاجزة عن الارتقاء في معالجة قضية شعب تخبِّئ أراضيه أعظم ثروات العالم، لو استثمرها لأضحى الأغنى بين شعوب القارات الخمس، وحشرته في معازل لاجئين، أضحت هي عنوان البؤس والشقاء في عصر همجي.
منذ 27 سنة، ومئات الآلاف من الشعب الصومالي، يعيشون في مخيمات عشوائية، لا يحتمي فيها الإنسان إلا بغطاء رديء طُبع عليه شعار الأمم المتحدة، التي لا ترى المأساة وفق قواعد عملها والمبادئ المقرة في ميثاقها الأممي.
لقد ادَّعى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وهو يزور مخيم داداب، أكبر مخيمات اللاجئين الصوماليين في العالم، أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبدعم من الحكومة الكينية، تقديم جميع الخدمات الأساسية للاجئين، بدءا من الغذاء والصحة إلى المأوى والصرف الصحي والتعليم، وهو ادِّعاءٌ يخالف حقيقة المشهد غير الإنساني.
اعتادت الأمم المتحدة، في معالجة الأوضاع المتفاقمة في الصومال، التي تعدُّ التحدي الأخطر في منطقة القرن الإفريقي، تبني ما ترسمه الدول ذات المصالح غير المشروعة، في أرض شُرِّد شعبُها إلى العهود البدائية.
وتتمادى في اعتماد تقارير دولية أعِدت بناءً على معلومات استخباراتية وفرتها دوائر المخابرات الغربية في سفارات منطقة القرن الإفريقي وتتضمن اتهامات على غاية من الخطورة ضد دول عربية وإسلامية باعتبارها تخترق الحظر الدولي لتصدير السلاح إلى الصومال التي تشهد حربا أهلية طاحنة، وهي تقارير خالية من الصحة ولا يمكن اعتمادُها بأي شكل من الأشكال لأنها تكشف عن أهداف سياسية لا علاقة لها بالوقائع المادية على الأرض.
وتقارير الأمم المتحدة المشكوك في مصداقيته فاتها أن تدرج خلفية جغرافية لابد منها في اكتمال فصول تقرير استراتيجي يعلن فيها أن في الصومال ثروات طبيعية أسالت لعاب الدول المهيمنة، مثل اليورانيوم وخامات الحديد، والقصدير، والملح، والغاز الطبيعي… وقد تمَّ التأكد من وجود النفط بكميات تجارية، إلى جانب الجبس والنحاس والموز، وتعدُّ تربية المواشي حرفة غالبية السكان، وفي حال تطوير هذا القطاع يمكن أن تصبح الصومال من الدول الرئيسة في تصدير اللحوم ومشتقات الألبان، بدلا من دولة الدنمارك، مع الإشارة إلى أن جنوب الصومال كل أراضيه زراعية.
وشواطئ الصومال الغنيَّة بالثروة السمكية، هي عرضة الآن للنهب من قِبل الدول العظمى.
وإلى أن تُحلّ المشكلة الصومالية في الجمهورية وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة إثيوبيا وكينيا، لن ينعم القرن الأفريقي بالهدوء والاستقرار والتعاون بين شعوب المنطقة لمواجهة التحديات والمآسي التي تعاني منها المنطقة من موجات الجفاف والأمراض والفقر.
الصومال القادرة على غلق أسواق الدنمارك في العالم العربي والإفريقي، والقادرة على فتح أسواق اليورانيوم والكوبالت والذهب والألمنيوم والحديد ومقارعة العالم الرأسمالي، تتقاتل القوى الكبرى بواجهة تنظيمات إرهابية، من أجل الاستحواذ على ثرواتها، وترك شعبها يئن تحت بساط الفقر المدقع.
وهل يبقى لقراءات الأمم المتحدة وإجراءاتها أي مصداقية يُؤخذ بها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!