-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ذكرى رحيله التاسعة

الطاهر وطار.. عندما تفتقد الساحة الثقافية محركا 

زهية منصر
  • 632
  • 0
الطاهر وطار.. عندما تفتقد الساحة الثقافية محركا 
ح.م

تحل الذكرى التاسعة لرحيل الطاهر وطار لتؤكد أن الساحة الثقافية افتقدت  محركا كبيرا كان يضفي الحركية والحيوية بسجلاته ومعاركه وحتى آرائه.

وقد افتقدت الساحة برحيل وطار نكهة “المعار” الثقافية والسجلات التي كان يجعل منها الراحل ملحه اليومي في جمعية الجاحظية التي فقدت هي الأخرى بريقها منذ رحيله وتحولت إلى هامش  صامت وغاب  عن الساحة بعد ما تفرق شمل الجماعة المؤسسة والتي كانت تلتف حول “أب الرواية المعربة في الجزائر”.

الموت لم يمهل الطاهر وطار لإصدار الجزء الثاني من مذكراته التي قدمها في جزئها الأول تحت عنوان “أراه”. في هذا الجزء لم يقدم وطار ما كان منتظرا منه  كعراب الساحة الثقافية بمعاركها، خاصة وانه كان مقربا من دوائر صنع القرار حتى انه لقب نفيه بـ”حزب وحيد الخلية”.

عرف عمي الطاهر كما يحلو للبعض مناداته بمزاجه الثائر بحكم انتمائه للاوراس وهو الذي كان يفتخر بانتمائه الشاوي وارتباطه بقرية مداوروش، أين رأى النور لأول مرة. كان الراحل مناضلا عنيدا ومثقفا مشاكسا، لا يجامل ولا يخاف الجهر بآرائه في اشد الأوقات إحراجا حتى عندما أعلن تعاطفه مع الإسلاميين الذين رأى انه من حقهم التواجد في الساحة، لأن تواجده لا يكتمل ويصبح بلا قيمة لو أعلن عن إعدامهم من الساحة.

ارتبط اسم الطاهر وطار بالرواية في الجزائر كما ارتبط بالرواية الواقعية في الوطن العربي، وقد وصل صيته للعديد من الدول التي ترجمته وظل دائما وفيا للمناضل الشعبي والبسيط الذي كانه ويفتخر دائما انه “ذلك الطفل الذي كان بالأوراس لا يعرف شكل القلم ويعجز عن ركوب الدابة”، لكنه  صار  من ابرز كتاب الرواية في الجزائر والعالم العربي في أعماله التي تجاوزت خمسة عشر كتابا بين رواية وقصة ومسرحية، أهمها “الموت والعشق في الزمن الحراشي”، “عرس بغل”، “الحوات والقصر”، “الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، “الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي”، “الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء”.

واكب الطاهر وطار تحولات الجزائر السياسية والاجتماعية ولم يكن يجد حرجا  في نعته بالكاتب السياسي، كان يقول عن نفسه “طرف ثالث في المعادلة معارض من داخل السلطة، فكان هو المعارضة تارة، وهو السلطة تارة أخرى”، فلا السلطة قبلت به ولا المعارضة استوعبته. في شخص الطاهر وطار تتجسد طباع الجزائري البربري العنيد المعتد برأيه أو كما يقول هو عن نفسه  طريق الشاوي بين عينيه”.

 في ذكرى رحيله التاسعة ما تزال الجائزة التي تحمل اسمه تنتظر تدخل وزيرة الثقافة لفك الإشكال العالق بين جمعية “نوافذ ثقافية” التي تنظمها والديوان الوطني لحقوق التأليف التي قال المنظمون أنها رفضت تمويل الطبعة الثالثة لها وهذا بعد أن تم الإعلان عن أسماء الفائزين وقامت اللجنة بعملها. وقد ناشد المنظمون وزارة الثقافة لإنهاء هذا الإشكال على الأقل إكراما لاسم وطار الذي بقى عميد الرواية المعربة في البلاد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!