الطلبة بصوت واحد: “ماراناش حابسين.. وحبس الحراش في انتظاركم”

لم يخلف الطلبة في العاصمة وباقي ولايات الوطن موعدهم مع الثلاثاء “التاسع عشر على التوالي”، فخرجوا مجددا إلى الشوارع، وعلى غرار الأسابيع المنصرمة، تجمع طلاب الجامعات في الجزائر العاصمة بساحة الشهداء، وساروا بهدوء وسلمية صوب قلب العاصمة وسط انتشار أمني مكثف، مطالبين بالاستجابة الفورية لمطالب الشعب التي رفعها على مدار 5 أشهر مع الإسراع في إيجاد حلول سياسية توافقية ورحيل ما تبقى من الباءات، مع استئصال كل رموز الفساد بزجهم في السجون.
وتحت شعار “ماراناش حابسين..” و”وطني وطني غالي الثمن، لتعش حرا طول الزمن”، خرج للأسبوع التاسع عشر على التوالي عدد كبير من الطلبة بالعاصمة في مسيرة انطلقت من ساحة الشهداء، إذ كالعادة شهدت مسيرة الثلاثاء، تطويقا أمنيا مكثفا في جميع شوارع العاصمة، حيث سار المتظاهرون من شارع باب عزون، مرورا بالشارع المحاذي لمحكمة عبان رمضان التي صنعت في الوقت والساعة نفسها الحدث، بسبب مثول أحمد أويحيى الوزير الأول السابق وسلفه عبد المالك سلال، وكذا وزير الصناعة السابق يوسف يوسفي ووزير النقل والأشغال العمومية عبد الغاني زعلان، أمام وكيل الجمهورية في قضايا فساد. وردد الطلبة بصوت واحد في تلك الأثناء الهتافات المعهودة منذ بداية الحراك الشعبي “كليتو لبلاد ياسراقين”، “حبس الحراش في انتظاركم”، و”العصابة تحت المراقبة.. والعدالة مطالبة بتسليط أقصى عقوبة”، مؤكدين على استمرار الحراك الشعبي السلمي، والوعيد برحيل العصابة، إما بالقانون أو بالدستور أو مثلما جاء في بعض الهتافات “، “تتحاسبوا قاع يعني تتحاسبوا قاع “، كما أعربوا عن رفضهم القاطع لكل ما هو صادر من أنصاف الحلول للأزمة الراهنة من طرف النظام ودعوه إلى تكريس إرادة الشعب تحت عنوان “الشعب هو سيد السلطة” من أجل بناء جمهورية ثانية تمهد لقيام دولة القانون والعدالة الاجتماعية.

استقالة بوشارب تصنع الحدث

وقد رفع الطلبة في مسيرتهم الـ19 شعارات منها “لا خضوع ولا رجوع” و”جزائر حرة ديمقراطية”، “طلبة في الصيف حاضرون” و”سنسير حتى يحدث التغيير”، “جيش شعب خاوة خاوة”، وكما دعوا إلى رحيل رموز النظام “البوتفليقي” واقتلاع كل جذور “ورثة السلطة” مرددين بصوت واحد “سيستام ديقاج” ،”حرروا الجزائر”، و”مكاش لبريوكلاج يا العصابات”، وطالبوا من خلال الشعارات المرفوعة بتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة على غرار تلك اللافتات التي كتب عليها “نريد هيئة مستقلة لتنظيم ومرافقة الانتخابات بعيدا كل البعد عن حكومة بدوي”، و”الثقة فيك معدومة استقيلي ياحكومة”، وكذا “اسحبوا أسماءكم وانصرفوا” .

وشدد الطلبة على سلمية مسيراتهم الطلابية، رغم ما وصفوه بالتضييق الأمني الذي حاصرهم من كل الجهات، التي شهدت حصارا أمنيا من طرف قوات مكافحة الشغب التي طوقت المكان، ما جعلهم يغيرون الوجهة والسير نحو البريد المركزي وساحة موريس أودان”.

وفي الوقت الذي كانت فيه حناجر حشود الآلاف من الطلبة تصدح بقلب الجزائر العاصمة، بضرورة رحيل الباءات الثلاثة، أعلن رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب استقالته رسميا، لتكون بذلك إحدى أهم النتائج التي حققها الحراك في مساره النضالي إلى حد الآن في انتظار الباءين المتبقيين بن صالح وبدوي، إذ تغيرت هتافات الطلبة من رحيل الباءات الثلاثة إلى المطالبة بالمزيد مرددين وبصوت واحد أغنية “إيه مبروك علينا ومازال مازال”، قبل أن يقرر المتظاهرون الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.