-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حاصروا مبنى قصر الحكومة..

الطلبة يُحاصرون الحكومة

الشروق أونلاين
  • 2339
  • 0
الطلبة يُحاصرون الحكومة
ح.م

نجح آلاف الطلبة، الثلاثاء، ولأول مرة منذ بداية الحراك الشعبي في الوصول إلى قصر الحكومة، بعد أن تمكنوا من اختراق الحواجز الأمنية لقوات مكافحة الشغب التي كانت تحاصر شوارع العاصمة منذ الساعات الأولى من صباح أمس، حيث جدد الجامعيون موقفهم الثابت بالاستجابة لكافة مطالب الشعب ورحيل كل ورثة نظام بوتفليقة وعلى رأسهم رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، وحكومة الوزير الأول نور الدين بدوي ومعاذ بوشارب، مع تأكيد رفض الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع جويلية المقبل.

خرج آلاف الطلبة في العاصمة وباقي ولايات الوطن في مسيرات لدعم الحراك الشعبي، إذ وفي حدود الساعة العاشرة صباحا، تجمع مئات الطلبة أمام مقر الجامعة المركزية، وعلى طول الشارع الرابط ساحة موريس أودان والنفق الجامعي، ضاربين موعدا مع مسيراتهم، بعد أن قرر الطلبة سحب البساط من السلطات العمومية وقرروا الاحتفال بعيدهم المصادف لـ19 ماي في الشارع والمطالبة برحيل فلول النظام البوتفليقي المنهار والمطالبة بإبعادهم جميعا عن السلطة.

“الطلبة غاضبون وللحراك مواصلون”

وحسب ما رصدته “الشروق”، فقد سار الطلبة من شارع عبد الكريم الخطابي المحاذي للجامعة المركزية، وصولا إلى ساحة البريد المركزي رافعين شعارات “جزائر حرة ديمقراطية” و”الطلبة غاضبون وللحراك مواصلون”، وكذا “نحن من لبى نداها..عندما اشتد بلاها.. نحن طلاب الجزائر.. نحن للمجد بناة”، قبل أن يواصلوا سيرهم باتجاه شارع الدكتور سعدان، حيث يوجد مبنى قصر الحكومة، أين تمكن المحتجون من اجتياز حاجز الشرطة الذي تم وضعه لمنعهم من الوصول إلى البوابة الرئيسية لقصر الحكومة، بعد أن قاموا بتجاوز قوات الشغب التي لم تستطع مواجهة الأعداد الهائلة للطلبة، واندفعوا نحو وجهتهم، هاتفين بشعار “بدوي ديقاج” قبالة مكتبه و”بن صالح ديقاج” و”البلاد بلادنا ونديرو راينا”، وكذا “لا رجوع لا رجوع التغيير الجذري حق مشروع، طلبة واعون للنظام رافضون”.

ولم تمر ربع ساعة من الزمن حتى تدخلت قوات مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفرقة اعتصام الطلبة أمام مبنى قصر الحكومة، ما أجبر المتظاهرين على محاولة العودة إلى ساحة البريد المركزي في لعبة الكر والفر مع مصالح الشرطة كالعادة، مرددين شعارات “مراناش حابسين للحراك مواصلين”، و”الطالب يريد شخصية توافقية لقيادة المرحلة الانتقالية”، و”يا جزائريون هذه الأرض لنا، الزرع فوقها لنا.. والنفط تحتها لنا.. وكل ما فيها بماضيها واتيها لنا”.

بالمقابل، فرضت مصالح الأمن حصارا مشددا على ساحة البريد المركزي، لمنع الطلبة من الوصول إلى ما بات يسمى بمدرجات “موطن الحرية” عن طريق إقامة سد أمني، مكون من قوات مكافحة الشغب ومدرعات الشرطة.

وعقدنا العزم أن نحرر الجزائر!

خرج طلبة وأساتذة جامعة “عبد الرحمن ميرة” لبجاية، في مسيرة حاشدة انطلقت ككل ثلاثاء من القطب الجامعي “تارڤة أوزمور”، وصولا إلى ساحة حرية التعبير “سعيد مقبل” بالقرب من مقر الولاية، رافعين العديد من الشعارات التي تؤكد في مجملها تمسكهم بمطالب الحراك، المطالبة برحيل بقايا نظام بوتفليقة، وعلى رأسهم بن صالح وبدوي وحكومة هذا الأخير، منها “لا بدوي ولا بن صالح”.

كما عبر الطلبة مرة أخرى عن رفضهم المطلق للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 4 جويلية، حيث تساءل الطلبة في هذا الصدد “لماذا يريدون فرض انتخابات على الشعب والهيئة الناخبة قد خرجت إلى الشارع وقالت لا؟”، كما تساءل طالب آخر “من سينتخب يوم 4 جويلية وأين ستقام الحملة الانتخابية؟” حيث أشار الطلبة أنه “نفس الظروف تؤدي دائما إلى نفس النتائج”، رافضين بذلك إجراء هذه الانتخابات في ظل غياب الشروط التي تضمن شفافيتها ونزاهتها.

رفض رئاسيات جويلية في ظل غياب الشفافية

وقد طالب الطلبة مرة أخرى بعدم تضييع المزيد من الوقت والمرور إلى تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور، كونه كما يقول الطلبة فإن “المادتين 7 و8 قد وجدت في الدستور من أجل تطبيقهما”، في الوقت الذي أكد فيه الطلبة أنهم قد عقدوا العزم على تحرير الجزائر، من قبضة بقايا نظام بوتفليقة الذي دمر البلاد طولا وعرضا.

كما خرج طلبة جامعة تيزي وزو، كعادتهم كل ثلاثاء للمطالبة، برحيل العصابة كلها، وحل البرلمان، والحكومة التي وصفوها بغير الشرعية.

وكرّر طلبة جامعات الشرق مسيراتهم أمس الثلاثاء بعد يومين فقط من وقفاتهم الاحتجاجية، ومسيراتهم بمناسبة عيد الطالب، ففي سطيف جاب المئات من الطلبة والطالبات المسافة الفاصلة بين جامعة الباز ومقر الولاية مرورا بمحطة المسافرين ومقر الأمن الوطني، ورفعوا شعارات تطالب بالتغيير الشامل والإسراع في مغادرة كل وجوه الفساد، كما وصل طلبة قسنطينة رغم الصيام وزخات المطر من جامعة منتوري إلى وسط المدينة على نفس النهج وبنفس المطالب وهي التغيير الشامل ورحيل كل أذيال النظام السابق، رفضا لانتخابات يؤطرها ويسهر عليها من سبق لهم التورط في التزوير.

لا بديل عن تنحي “الباءات”

كما تميزت مسيرة طلبة عنابة بأجواء احتفالية من خلال إظهار طلبة كل منطقة تقاليدهم سواء في اللباس أو في الأغاني، ما جعل وصولهم إلى قلب المدينة يحظى باهتمام وفضول العديد من المواطنين، وواصل طلبة جيجل وسكيكدة وأم البواقي على نفس المنوال من خلال الإصرار على نفس المطالب التي يرون بأن تحقيقها بقي مبتورا وهم في انتظار سقوط كل الباءات من دون استثناء، ويرون بأن موعد الانتخابات لم يحن بعد.
وفي لفتة إنسانية حمل بعض طلبة قسنطينة صورة طالبين جامعيين من معهد الطب توفيا مؤخرا في حادث مرور، كما طالب جامعيو برج بوعريريج بقبر المنظمات الطلابية الحالية وبعث منظمات جديدة تكون قريبة من الطلبة.

كما كان منتظرا فقد خرج الطلبة في الكثير من جامعات الجهة الغربية، في إطار مواصلة الحراك الشعبي، حيث كان الموعد مع مسيرات حاشدة في وهران، تلمسان، عين تموشنت وتيارت، سعيدة وغيرها من الولايات، الكل خرج ليقول كلمته حاملين الأعلام الوطنية، منددين بتواصل الأزمة السياسية، ومطالبين بتنحية رموز النظام السابق.

ونفس السيناريو تكرر بولاية سيدي بلعباس أين تجمهر الطلبة أمام جامعة الجيلالي اليابس للمرة الثالثة عشرة لتبدأ مسيرة الكرامة وكلهم عزم على تغيير الوضع نحو الأحسن، منددين بالأحداث المؤسفة التي وقعت في مسيرة الطلبة بالعاصمة، خلال مسيرة الثلاثاء، مطالبين وزارة العدل بفتح تحقيق للوقوف على ما قالوا إنها تجاوزات مسجلة خلال المسيرات الماضية .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!