-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الظلمة لا يفلتون

الشروق أونلاين
  • 352
  • 0
الظلمة لا يفلتون

لن تنجح أساليب الظلمة في القتل المباشر أو في تأليب بعضنا على بعضنا الآخر ومهما بلغت تضحياتنا فإننا نسير إلى دائرة الوعي والصمود لنمسك بتلابيب الظلمة ولن يفلتوا منا أبدا.. لم يتوقف كفاحنا لطردهم وتوحيد ديارنا وتحرير أوطاننا ولن يتوقف حتى يظهر الله أمرنا في العالمين.. فلا داعي لليأس والإحباط، إنها سنن التاريخ وحتمياته تحكم فيما بيننا.
في حركة تيار التاريخ تطلّ معالم لا تخفيها عاتياتُ المحن ولا تشوبها نزعات الهوى والرغبات المنحرفة.. إن الظلمة لا يفلتون وهم بجرمهم مقيدون يساقون إلى محاكم التاريخ ليستقر في الضمير الإنساني أن النصر قادمٌ للأصوات الحرة والمواقف النبيلة وأن ساعة الباطل أقصر كثيرا مما كان يتوقع الطغاة.
أين ذهبت جيوش الاستعمار الفرنسي وترسانته الفتاكة؟ والسؤال نفسه نطرحه اليوم على الجيش الصهيوني وترسانته الفتاكة: ما هو مصيرك والى أين تذهب؟.. هاهي آثار الفرنسيين الاستعماريين في كل مكان وقد اسكن الله المستضعَفين المظلومين مساكنهم.. هاهي الأرض تتنفس بملء رئتها حرية واستقلالا، فماذا كانت نتيجة ما فعله الاستعماريون خلال قرن وثلث قرن في مواجهة شعب حرّ أبى حياة الضيم فقاوم الاستعمار ثقافة وحربا وعلى أكثر من جبهة؟ النتيجة أن الاستعماريين لم يجدوا إلا الهروب المُذلّ لهم ليكون ذلك إيذانا بانهيارات تسلّطهم وعنجهيتهم واندحارهم في العالمين.. والأمر لا يقف عند حدود الظاهر بل يتسرَّب إلى نفسيات المهزومين الذين سلَّموا بالأمر الواقع فأصبحت صورة الثائر المنتصِر أقوى وأعزّ في وجدان البشرية جمعاء في حين مثَّل المستعمرُ المهزوم المدحور رمزَ الخسة والنذالة.
إن الظلمة لا يفلتون.. هو قانونٌ إلهي نافذ حتما، ومهما حاول الظلمة تمديد ساعة ظلمهم فهي لن تكون إلا وبالا عليهم وشاهدة على خستهم ونذالتهم، وإن كل ما تفعله الإدارة الأمريكية الآن لن ينقذها من عقاب التاريخ الحتمي وسنن الانهيارات الماضية في الأمم والشعوب والحضارات.. لقد عتت هذه الإمبراطورية الشريرة ومدت أياديها الأخطبوطية في شرق الأمة وغربها تحاول التفتيت والتخريب في كل الحياة ومطاردة كل عناصر المقاومة فيها إلا أن الصمود الأسطوري الذي تبديه الأمة في العراق وبلاد الشام حيث تكسرت موجات الهجمة الغربية متعددة الأشكال والأنماط.. ليصبح الجندي الأمريكي رمزا للهمجية والجريمة والانحدار الأخلاقي ولتظل محاولاتهم في كسر الروح المعنوية للأمة شهادة إدانة للحضارة الغربية جملة، وهاهو كل شيء في الولايات المتحدة ينهار لتتحول الدولة إلى إقطاعيات للمافيا السياسية والأمنية والمالية.. وهاهي تسير نحو نهايات التسيُّد الذي قاتلت من اجله وأنفقت الأموال الطائلة ودفعت بمئات آلاف الأمريكان إلى الموت في حروب جميعها انتهى بفشل وخسران كبيرين.
إن الظلمة لا يفلتون وما هي إلا ساعة ظلم قاسية، والأهم هنا أن المظلومين لم يستسلموا للطغيان الأمريكي او الفرنسي أو البريطاني أو الصهيوني.. فمنذ الحملة الفرنسية على مصر مرورا بالهجوم على الجزائر وصولا إلى الإعلان عن ضم القدس للكيان الصهيوني.. لم تترك الأمة الاستعمارَ يهنأ لحظة؛ فلقد قاومته ولا تزال وسيستمرّ كفاحُها حتى توصله إلى لحظة الإرهاق والارتباك والانهيار.. تولانا الله برحمته.
نُشرت من قبل

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!