-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العبرة من نهاية الاستبداد…

العبرة من نهاية الاستبداد…
ح.م

وأنا أرى ما يحدثُ لرؤساء وزعماء وقادة الكثير من الدول العربية والافريقية هذه الأيام، تذكرتُ ما نصحهم به الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” في الكلمة التي وجهها بطريقة غير مباشرة لهؤلاء القادة المتمسكين بكرسي الرئاسة في شهر جويلية من سنة 2015 بأديس أبابا… لقد ذكر بالحرف متحدثا عن نفسه “إن ترشحتُ سأربح، ولكنني لا أستطيع، رغم أنه لدي الكثير مما أريد أن أفعله لتبقى أمريكا تتقدم، إلا أن القانون هو القانون ولا أحد فوق القانون حتى ولو كان الرئيس”. وأضاف على ذلك من بين ما أضاف “يمكنني أن أجد طرق أخرى لخدمة أمريكا.. أي عليكم أيها القادة ألا تتمسكوا بكرسي الحكم إلى أن يخطفكم الموت أو تُطيح بكم الانقلابات أو تطردكم شعوبكم، وإن كنتم تُحبون أوطانكم بحق، ما عليكم إلا أن تُفكِّروا كيف يُمكنكم أن تخدموها بطرق أخرى غير البقاء في كرسي الحكم”. ولكن لا حياة لمن تنادي… ليس فقط أغلب قادتنا، بل كل من تبوأ منصب مسؤولية في أي بلد من بلداننا الافريقية والعربية إلا وأراد أن يخلد فيها، بل ورفض أن يتنحى طواعية عن المسؤولية والحكم، حتى يُقتلع اقتلاعا أو يتم إخراجه من الباب الضيق أو ينتهي إلى ما لا تُحمَد عقباه.

وبالرغم من كوننا نعرف أن أمريكا ذاتها، تدعم الكثير من الأنظمة الدكتاتورية في العالم، كما أشار إلى ذلك أستاذنا الدكتور وليد عبد الحي في صفحته على الفيسبوك أخيرا (من بين الـ 49 دولة المصنفة ديكتاتورية مطلقة هناك 36 منها تلقت دعما أمريكيا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا)، إلا أن ذلك لا يمنعنا من تحميل المسؤولية للقادة الأفارقة والعرب أنفسهم ولشعوبهم أيضا، إذ ليس هناك ما يفرض على أي طرف قبول الاستبداد، أو قبول ما يمليه عليه الأجنبي.

ولعل ما نراه اليوم أمامنا من نتائج تسلط الحكام على شعوبها، خير ما يُذكِّرنا بضرورة التفكير بطرق أخرى ونحن على أبواب مراحل جديدة من تحول السلطة في بلداننا. حُكَّام تطردهم شعوبهم ويتوفون في المنفى، وآخرون يقضون بقية حياتهم في السجون، وصنف ثالث مرعوبون لا يستطيعون المشي في الطريق مع الناس، ومجموعة رابعة تبقى في الحكم حتى تصل إلى أرذل العمر فلا تعي إن كانت تحكم أو محكوم بها… ناهيك عن مَن يُقتَلون شر قتلة من قبل شركائهم كما يفعل مجرمو العصابات مع بعضهم البعض…

أليست هذه كلها إشارات قوية أنه علينا أن نفكر بحق بطرق أخرى، لكي نخدم بلداننا، ليس فقط وليس بالضرورة بالسياسة، أو بالحُكم أو بتحمل المسؤوليات، إنما يكفي أن نقوم بعملنا حيثما كُنَّا وبأحسن وجه، وبإتقان وبتفان لا نرجو في ذلك سوى رضى الله تعالى وخدمة الوطن. ألا نعتبر مما يحدث الآن أمامنا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • mokri mehdi

    نحنا الشعوب العربية لنا قابلية للأستبداد للأسف لا حياة لمن تنادي

  • benchikh

    اشاطرك الراي يا استاذ سليم قلالة ,, ولكن االسؤال هو من وكيف تم وضع هؤلاء في هرم???السلطة الشعب !!!! لا اعتقد ! فتزكية الشعب تاتي بعد تخطيط استعماري دقيق ,لمساعدة هؤلاء الرؤساء لتولي مناصب حساسة لخدمة مصالح الاستعمار الحديث (الذي غير اسلوبه باقل تكلفة بشرية) فمن يقيلهم يا استاذ سليم هم نفس الاشخاص الذين وضعوه ,,,فالشعب لامكان له في العملية فهو "شكلي برواز للزينة "

  • صالح بوقدير

    الاستبداد لاينتهي مادام وجود القابلين له والساهرين على خدمته "إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

  • ياسن

    و يمكن أن نقول ايضا للذين يسعون إلى الكرسي و لو على جثث الناس :"إن كنتم تُحبون أوطانكم بحق، ما عليكم إلا أن تُفكِّروا كيف يُمكنكم أن تخدموها بطرق أخرى ...”.