-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العدل هو الأمل!

العدل هو الأمل!

مادام الشاب الجزائري لا يشعر بأنه سيُعَامل، في أي مستوى كان، بطريقة عادلة وبدون وساطات، ما دام هذا الشاب يعتقد أن الدَّعم الذي يُمكِن أن يتلقَّاه لإنجاز مشروع معين أو القيام بنشاط تجاري محدد أو البحث عن عمل ملائم، لن يُعامَل فيه على قدم المساواة مع غيره من ذوي النفوذ أو الوساطات “الفعّالة” و”المتينة”، ما دام هناك شعور لديه بعدم وجود قانون واحد يُطبَّق على الجميع بدون تمييز، بل هناك قراءات مختلفة لنفس القانون، واحدة للعامة والأخرى للخاصة وثالثة لخاصة الخاصة، فإن الانطلاقة الحقيقية لن تحدث في أي قطاع من القطاعات ولن نتمكن من إعادة المصداقية لأي منها، ولن نحيي الأمل في الناس القادر على صناعة التقدم المنشود.

نحن في حاجة قبل كل شيء إلى إقامة العدل بين الناس وهي غاية القانون، أي إلى توحيد معايير تطبيق القانون على الجميع، وعلى معاقبة كل من تُسوِّل له نفسه القيام بغير ذلك،  وهذا لن يتأتى إلا من خلال تمكين العدالة من صلاحيات أكثر ومن إمكانيات أكثر ومن ظروف أحسن لممارسة السلطة الحقيقية التي ينبغي أن تكون لها.

عندما يعرف الشاب بأن هناك عدالة ستنصفه إن هو ظُلم، وأنها لن تتأخر في تمكينه من حقِّه، وعندما يعرف المسؤول بأن القانون فوق الجميع، وسيُعَاقَب إن هو أخلّ به أو أساء تطبيقه، عندها يبدأ الجميع في استعادة الثقة والطمأنينة المطلوبتين لتحقيق أي تقدم وازدهار.

ومن حماية الشاب الذي بدأ يخطو خطوات عمله الأولى، إلى حماية المقاول أو الصناعي الصغير، إلى حماية الجميع من أن يتغول هذا على ذاك، نستطيع أن نتوقع بروز بداية  فعلية لاستثمار حقيقي قائم على المنافسة الشريفة، ونفس الشيء ينطبق على باقي القطاعات والنشاطات، لا يمكن لأي منها أن يعرف التطور الحقيقي والتماسك والمتانة الحقيقيتين دون أن يشعر القائمين عليها بأن هناك قانونا هو بحق فوق الجميع، ولا يمكن لأحد مهما كان أن يتجاوزه.

أما إذا بقي النظر للقانون بمعايير مختلفة، وتسللت إليه الحسابات الضيّقة،  فإن كل مبادرة تُقتَرح للنهوض بالاقتصاد أو تطوير قطاع الخدمات(وآخرها منطقة صناعية في كل بلدية) سيكون مصيرها التحول عن الغاية المنشودة منها، إذا لم يكن الفشل الذريع، كما انفتحت المؤسسات العامة للرأسمال الخاص أو تحسين أداء الإدارات والهيئات المختلفة سينحرف عن غايته إذا لم يكن قائما على عدل حقيقي في تمكين كل المواطنين من المساهمة في ذلك في إطار منافسة شفافة وشريفة.

بكلمة واحدة، ينبغي أن يتذكر أصحاب المبادرات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، أن العامل الرئيس لنجاحها ليس فقط تقينا أو ماليا، إنما أن تتم في نطاق القانون وأن يكون العدل هو أساسها، دون ذلك لن تساهم إلا في زيادة تقليص مساحة الأمل المتبقية أمام الناس…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • عبده عبد

    شكرا لك استاذ .
    لكن هناك شيء آخر البعوض لا يتكاثر الا في بيئة معينة لا يحبها الا البعوض نفسه .

  • بدون اسم

    و يضاف إلى عامل (القانون) العدل؛ عامل الأخلاق...فالقانون و الأخلاق خطان متوازيان لا يمكن الاستغناء عن أحدهما لتحقيق الإقلاع الحقيقي...

  • المشي على الحبل

    العدل يعني التوازن
    فعندما ناتي بميزان و نضع على كفته اليمنى كيلو سكر
    و نضع على كفته اليسرى كيلو ملح
    فهنا يتحقق العدل بتوازن الكفتان
    لاننا لا نستطيع ان نستغني عن مادة السكر
    كما اننا لا نستطيع الاستغناء عن مادة الملح
    و نفس الشيئ لما يسمى بالحرية
    الحرية تفقد معناها عندما تغيب القيود
    و القيود تفقد معناها عندما تغيب الحرية
    الشمس تشرق لانها تغرب و لانها تشرق كذلك تغرب
    يجب تحقيق التوازن بنظام منسجم الى الحد الكافي
    فكلنا يعلم بانه "لا شيئ كامل" و حتى هذه الكلمة
    هناك مساحة فارغة تخلق حركة التوازن

  • الطيب

    العدل هو الجذور التي تثبت شجرة الحكم و تسندها و تمدها بعناصر القوة فتؤتي ثمارها الطيبة و إذا تعرضت الجذور إلى التلف انهارت الشجرة و انهار معها كل شيء عاجلاً أم آجلاً .

  • بدون اسم

    العدل عند البشريين..وهؤلاء الكائنات الجاثمة على صدور المواطن والشعب بصفة عامة لاصلة لهم بالبشر ولا أشباه البشر...وهل الأوبئة الفتاكة القاتلة (بشر)

  • نصيرة/بومرداس

    في احدى المرات ذهبت لرؤية مدير من اجل منصب عمل فدخلت الى ذلك المكان القيت التحية على السكرتيرة واخبرتها اني جئت لرؤية المدير في امر يتعلق بوظيفة..فطلبت مني ان اذهب الى المكتب الموجود في الجهة الاخرى واترك ملفي هناك وان المدير لا يمكنه استقبالي فقلت لها انه يعلم بمجئي لان احد معارفه السيد...فلان ذكرت اسمه لها فغيرت معاملتها لي مباشرة وقالت لي لما لم تقولي من الاول وطلبت مني الجلوس ونادتني بعدها واستقبلني ذلك المدير...للاسف هذا هو واقع البلاد .

  • قانون الجذب

    على تردد يجذب المزيد من الامور السيئة كانك تقول انني اريد المزيد من الاحباط والغضب والنقمة هي التي تحرمك من السيطرة على زمام الامور حسنا الامر بغاية البساطة ما الذي اقوم بجذبه في هذه اللحظة بم تشعر ? اشعر بشعور طيب من المستحيل ان ينتابك شعور طيب وفي الوقت نفسه تكون لديك افكار سلبة واذا كنت تشعر بشعور طيب تحظى بافكار طيبة

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    كل عام وأنتم بخير
    .. إذا ما استمرت ظاهرة "المحاباة ،التميز والمفاضلة "
    في أي نشاط كان - التي ضرت الأقتصاد بشكل عام؟
    و أدت الى تشويـــــــــــه صورة العمــل
    وتعطيــل مصـــــــــالح المجتمع
    راح نبقى ندور في نفس الحلقة ؟
    وشكرا

  • قانون الجذب

    سر الحياة الاعظم هو قانون الجذب ينص قانون الجذب على ان الشبيه يجذب شبيهه وهكذا حين تفكر في فكرة ما فانك كذلك تجذب الافكار الشبيهة اليك للافكار قوة مغناطيسية انك مثل البرج للبث ولكن برج بشري تبث ترددا بافكارك اذا اردت ان تغير اي شيء في حياتك فلتغير التردد بتغيير افكارك (غير تفكيرك تتغير حياتك )ان قانون الجذب هو قانون طبيعي انه غير موجه لشخص معين وهو حيادي تماما مثل قانون الجاذبية الارضية كما انه دقيق وصارم
    هناك نوعان من المشاعر المشاعر الطيبة والمشاعر السيئة عندما تصبح مشاعرك سيئة فانك تكون على