-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العراق الغائب في الرئاسات ثلاث

العراق الغائب في الرئاسات ثلاث
ح.م

لم يعد للعراق وجودٌ إلا في خارطة وهمية، حدودها تتآكل شيئا فشيئا، دون أن يسأل أحد.

فقد أظهر الانتهاء من أزمة الرئاسات الثلاث “رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة البرلمان” أن العراق مجرد دولة افتراضية، في عصر اتصالي، تتحكم قوة إقليمية بتنشيط صفحات تواصله الاجتماعي.

وبدا المشهد أشبه بكوميديا ساخرة، في مسرح سياسي، يفتقر إلى جمهور متذوق، يرفض ما يتلقاه من نص أعجمي، يمقت لغته الهجينة، ويستخفُّ بأدوار اللاعبين فيه.

اختار البرلمان رئيسا للجمهورية، بعد توافق كتله، من دون تغيير يُذكر في الانتماء القومي لمن يشغل هذا المنصب، منذ احتلال العراق في غزوة أمريكية في مارس 2003، فهو منصبٌ وُضع على مقاس سياسي كردي، ينتمي إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، كلف بدوره رئيسا لمجلس الوزراء من المجلس الإسلامي الأعلى الموالي لإيران، بعد الاتفاق على رئيس برلمان “سني” يتوافق مع هذه المنظومة ويكملها، وفق الإطار الدستوري المعمول به.

ومع اكتمال التشكيل الرئاسي “الإيراني – الكردي” لقيادة العراق، أقصِي العراقيون تماما من إدارة شؤون بلدهم، وأجبروا على الخضوع لهذا الهجين، الذي لا يقرُّه منطق.

برهم صالح سياسي كردي، رئيسا لجمهورية العراق، يحمل الجنسية البريطانية، عُرف بنزعته الانفصالية، ومحاربته على امتداد عمله السياسي لوحدة العراق وطنا لشعب موحَّد تعددت أعراقُه وأديانه، ويرتبط الاتحاد الوطني الكردستاني الذي ينتمي إليه باتفاق استراتيجي مع النظام الإيراني.

عادل عبد المهدي، رئيسا لمجلس الوزراء، يحمل الجنسية الفرنسية، قيادي بارز في المجلس الإسلامي الأعلى، الذي دعا قائد الثورة الإسلامية الإيرانية “الخميني” إلى تأسيسه إبان الحرب العراقية – الإيرانية، وإعداده كبديل لحكم العراق وجعله تابعا لـ”ولاية الفقيه”.

محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان، برز في قائمة “الأنبار هُويتنا” كتكتل طائفي سني، يتوافق في توجُّهاته مع المنظومة الطائفية الموالية إلى إيران، التي دفعت به إلى شغل هذا المنصب.

رئاسات ثلاث، طوى البرلمان الذي يشكِّل أغلبية طائفية موالية لإيران، ملف أزماتها، كما خطط لها منذ البدء، مغيِّبا شرائح المجتمع العراقي، وقواه السياسية التي فُرضت عليها العزلة بعد قمع الانتفاضة الشعبية التي انفجرت في مدن الجنوب احتجاجا على التدخل الإيراني في شؤون البلاد وتفشي الفساد وسوء الخدمات.

جددت إيران وجودها في العراق وعززته في نظام محاصصة طائفية عرقية، يشرِّعها دستورٌ لم تطبق بنوده، ليتماشى مع واقع سياسي شاذ، أرسى دعائمه الحاكمُ المدني الأمريكي بول برايمر، لا يكون فيه للعراق وجود.

ووقفت الولايات المتحدة الأمريكية موقف المشاهد لهذا الواقع المتجدد، وهي التي دعت العراقيين قبل وقت قريب إلى مقاومة النفوذ الإيراني، فهل تخفي بصمتها حدثا يترقبه العراقيون خلال الأشهر القادمة؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • benchikh

    ايران اصبحت سعودية فارسية!!!! من ياترى سيرحل اوسيبقى في المنطقة ???? وفي النهاية احياء مجد روما بقيادة الولايات الامريكية المتحدة.