-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العراق ساحة حرب مرتقبة

العراق ساحة حرب مرتقبة
ح.م

دخلت خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإنهاء الدور الإيراني في العراق والشرق الأوسط، مرحلة تنفيذ محاصرته والقضاء عليه، بمناطق تواجده، في مشهد أمني إقليمي مضطرب.

النظام الإيراني يعيش أسوأ مراحله، مواجهات على كل الجبهات، جبهة داخلية متأزمة في ظل وضع اقتصادي لا يحتمله الشعب الإيراني، جبهات مفتوحة في العراق ولبنان فتحتها انتفاضة شعبية رافضة لكل إشكال التبعية لـ “نظام ولاية الفقيه” وداعية لإسقاط ذيولها، أما جبهة الحرب في اليمن، فميليشيا الحوثي في موقف حرج بعد قطع طرق الإمدادات الواصلة من طهران .

فقدت إيران هامش المناورة مع خصومها، بعد الاستغناء عن التوافق معها في إدارة ملفات الشرق الأوسط، ودول أوروبا لا تخفي انزعاجها من التلاعب بالملف النووي، بينما بدت روسيا تتململ من الوجود الإيراني في سوريا الذي يفتح أبواب الهجوم “الإسرائيلي” عليه دون رد.

لا تمتلك إيران خيارات المواجهة على تلك الجبهات، ولم تعد قادرة بأدواتها السياسية على حماية قواعد نفوذها، وتأمين سلامة أذرعها، فلجأت إلى تحريك ميليشياتها لإنهاء الانتفاضة في العراق دون جدوى، والتحرش بالمنتفضين في لبنان، وإثارة الصدامات معهم.

مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، يجدد تعهدات واشنطن بدعم مطالب انتفاضة الشعب اللبناني، ودعم محاربة ما وصفه بـ”الإرهاب”، لكن الموقف المعقد في العراق، يجعل الخطاب الأمريكي متضمنا جملة من المطالب الأمنية، كان قد وضعها في مكتب رئيس مجلس الوزراء المستقبل عادل عبد المهدي وهي تدعو إلى تفكيك جميع الميليشيات الطائفية وسحب جميع أسلحتها، وعلى رأسها ميليشيات الحشد الشعبي وميليشيات بدر وعصائب الحق وحزب الله وسرايا السلام وأبو الفضل العباس والخراساني والنجباء، وغلق المنافذ الحدودية مع إيران، وإشراف القوات الأمريكية بالتعاون مع الحكومة العراقية على جميع المنافذ الحدودية، وإنهاء سيطرة الميليشيات عليها، وإنهاء دور السفارة الإيرانية بالتحكم في مركز القرار السياسي .

مطالب بومبيو دفعت إيران للإسراع نحو تدبر الأمر، وبحث الخيارات المناسبة لمواجهة الموقف الأمريكية، الرامي إلى إنهاء الوجود الإيراني في العراق.

وتحرك قادة الميليشيات بناء توجيه إيراني، من أجل الحفاظ على وجودهم، الذي يعد قاعدة القوة الإيرانية في العراق، بتوجيه صواريخ نحو القواعد الأمريكية، لا تصل إلى أهدافها عمدا، في محاولة لإجبار أمريكا على التخلي عن مطالبها.

إيران عززت تسليح الميليشيات الطائفية، وأنشأت لها القواعد الجديدة داخل العراق، ونصبت منظومة الصواريخ متوسطة المدى، الموجهة نحو المملكة العربية السعودية ودول الخليج.

القوات الأمريكية، عززت وجودها أيضا في مواقع إستراتيجية في بغداد، ولا تتردد في اقتحام مواقع أمنية أو سياسية دون سابق إنذار، كما فعلت سابقا باقتحام مقر وزارة الداخلية، أو القيام برد عسكري على استفزاز الميليشيات الحاكمة.

الشارع العراقي لا يخفي قلقه، مما تخبئه الأيام المقبلة، وأمريكا لن تتراجع عن تنفيذ خططها الجديدة، والميليشيات الطائفية المتغلغلة في جميع مفاصل الحياة، ستعبث بما تبقى من أمن البلاد، قبل الهروب شرقا باتجاه المدن الإيرانية عبر طريق آمن، محملة بمليارات الدولارات المنهوبة من خزائن المال العراقية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبدو

    تتمه // اضافه لزياده عدد الطائرات في قاعده انجرليك التركيه و العديد القطريه و قاعدتين سعوديتين على الاقل و هذا لم يحصل . ثم ليس من مصلحه اسرائيل بناء عراق قوي و مستقل و هذا لن يحصل الا في حاله بقاء النفوذ الايراني في بغداد .
    للاسف ايران ستبقى في العراق و سترتكب مجازر تلو المجازر حتى تخمد الاحتجاجات الحاليه و سوف لن يسمع العراقيون من الامريكان و غيرهم الا ادانات بارده .
    الخطا الاستراتيجي تم يوم قدم شيعه العراق المذهب على الوطن و تركوا ايران تبيد سنه العراق بل شاركوا بذلك فتم تدمير جميع المدن السنيه و تهجير السنه من بغداد و الاستيلاء على مئات المساجد و تحويلها لحسينيات

  • عبدو

    لن يحصل شئ للاسف و سيبقى العراق تحت سيطره ولايه السفيه لسبب بسيط وهو ان جميع القوى الامنيه و الجيش العراقي يطيع ايران اكثر من الحكومه العراقيه و التي لا تكون الا بقرار ايراني ولا نتكلم عن الميليشيات و الحشد التابعين للحرس الثوري الايراني .
    زياده الف او الفين في عدد القوات الامريكيه سوف لن يغير شئ و ترامب متقلب في مواقفه فلا يستبعد ان يعيد العلاقه مع ايران و يرفع العقوبات في الغد !!
    انهاء الوجود الايراني في العراق يستوجب احتلال امريكي جديد و حل للجيش و القوى الامنيه و هذا لم و لن يحصل لانه بحاجه الى تجييش 200 الف الى 300 الف من القوات الامريكيه اضافه الى زياده في عدد الطائرات