-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العراق يكسر الطائفية والتكفير

صالح عوض
  • 771
  • 0
العراق يكسر الطائفية والتكفير
ح.م

كم تنتظر فلسطين العراق؟ لقد ضيّعوه لكي يتفرّدوا بفلسطين، فلقد كان سيف العرب البتار وحصن الأمة المنيع، وأدخلوه المتاهة ولكنه يسير نحو التعافي؛ فهاهو يسير نحو الانتخابات والتي لن تكون شبيهة بالانتخابات السابقة في ظل الاحتلال أو ذيوله.. إنها محاولة للعودة إلى الذات.. إنها أول محاولاته لنبذ الطائفية والولاء للأجنبي.. فلقد واجه العراق عاصفة القرن بعدوان غربي استعماري شاركت فيه جيوش الغرب قاطبة، وكل قوى الشر والنذالة والخيانة والهوان في العالم، وكانت القوى الطائفية المرتهنة للأجنبي الموطئ للعدوان.. وصبّت قوى الاستعمار النار على العراق، ما كان يكفي لانهيار أمة بكاملها إلا أن العراق لا تجري عليه قوانين الدمار والحرق، فهو يخرج من تحت الركام والنار عملاقا قويا فيه روح الأمة لأنه أحد أهم ركائزها.
العراق خلال سنوات قليلة انتفض نيرانا وبارودا في مقاومة لم يشهد التاريخ لها مثيلا، فلقد كانت العمليات الحربية تزيد عن الـ1000 عملية يوميا، تكبد العدوان فيها خسائر فادحة في الجنود والمعدات، وقد أعلنت القيادة الأمريكية عن خسارات مهولة بلغت 3 تريليون دولار، كما أكدت مصادر مطلعة مقتل أكثر من 40 ألف جندي أمريكي حسب إحصائيات قام بها خبراء في الولايات المتحدة، كما أصيبت المؤسسة العسكرية الأمريكية بضربات عنيفة في عمق تكوينها النفسي..
انتصرت الموصل والأنبار والفلوجة وصلاح الدين ونينوى وبغداد والبصرة.. وأصبح لكل مدينة عراقية عناوين مجد وبطولة وتميز رجال كبار في الميدان وأصوات حرة وكان لسورية الدور الكبير في إسناد المقاومة العراقية وفتح المجال واسعا لإعلامها وتحرك قياداتها لتؤدي سورية بعضا من واجب الوفاء لبلد كان دوماً في المواجهة المباشرة ضد العدو الصهيوني دفاعا عن العروبة وعن سورية بالذات.
صحيح أن العدو الأمريكي دخل مستعينا بالعملاء، وصحيح أنه كوّن جيوشا منهم وركز وجودهم في المؤسسات الرسمية بعد أن حلّ جيش العراق وقام بعملية ماكاروثية ضد رجالات الدولة وخبراتها، وقام بتصفية علماء العراق وضباطه الكبار.. وصحيح أنه وضع دستورا للبلاد يكرس المحاصصة والطائفية ليقتل بذلك دور العراق ويشغله بنفسه ويشعل الحروب الطائفية والعرقية فيه.. وصحيح أنه مكّن لطبقة سياسية رديئة وفاسدة تتدثر بغطاء طائفي لتستفز مكونات أخرى، يتم الدفع بها أمريكيا للرد على التطهير الطائفي من خلال منطق تكفيري، فكانت الطائفية والتكفير وجهين لعملة واحدة، كادت أن تكرس حدودا جغرافية لاقليمين أحدهما شيعي والأخر سني، وأخذ الكلام والتخطيط مداه، بل وكاد الدم النازف يرسم حدود كل إقليم بالإضافة إلى الإقليم الكردي.
ضمير العراق وروحه يرفض التقسيم الطائفي ويرفض اللغة الطائفية ويرفض التبدد الداخلي.. ضمير العراق عراق الحضارة وعراق العرب وعراق الاسلام والصحابة والأئمة والفقهاء يرفض أن يكون بلون واحد إنما بكل ألوان الطيف لأنه حقيقة كونية كبرى.
صحيح أن العراق لم يتعاف بعد وأن الأمريكان لا يزالون يتحركون في مفاصل السياسة والأمن وأن لهم مستشارين وعسكريين ومصالح كبيرة.. وصحيح أن الادارة في العراق منخورة بفعل الاختراقات التي صنعها الاستعماريون البريطانيون والأمريكان، إلا أن العراق له طريقة في التخلص من هؤلاء جميعا فالعراق ليس لبنان الموبوء بالطائفية.. فهو يتحرك الأن نحو نبذ الطائفية والمحاصصة والاعلان عن عراق الجميع؛ عراق متوازن ويعيد التوازن لأمته العربية الاسلامية، فهو تعبير أصيل عن قوة العرب وقوة الاسلام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!