-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في كتاب عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

العرب والهند: تحولات العلاقة مع قوّة ناشئة ومستقبلها

العرب والهند: تحولات العلاقة مع قوّة ناشئة ومستقبلها
ح.م

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب “العرب والهند: تحولات العلاقة مع قوّة ناشئة ومستقبلها”، ويضم ثلاثة عشر بحثًا تنطلق من اعتبار أنّ الصورة التي ترسم مستقبل الهند بصفتها قوّة عالمية صاعدة من الشرق، إضافة إلى قربها الجغرافي من البرّ العربي، وروابطها التاريخية والثقافية بشعوبه، ووجود كتلة كبيرة من العمالة الهندية في دول الخليج العربية، تفرض اهتمام العرب المتزايد بها. كما أن الهند من أكبر مستوردي الطاقة العربية، وبات نموها الاقتصادي ومكانتها العالمية مرتبطين بتوافر مصادر طاقة آمنة ومستمرة ورخيصة؛ ما يجعل علاقتها بالعالم العربي تكتسي أهمية استثنائية.

يتألف الكتاب 472 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من 13 فصلًا، توزعت في ثلاثة أقسام.

العرب والهند بين الماضي والحاضر

يضم القسم الأول، “العرب والهند بين الماضي والحاضر”، 5 فصول. يعالج شمس الدين الكيلاني في الفصل الأول، “المتخيّل العربي عن الهند في برها وبحرها”، نظرة العرب إلى الهند في العصر الوسيط، لفهم ما قدمه العرب من أفكار وأحكام وتخيّلات ومواقف عن الهند، وتوصيف مظاهر تقدمها الثقافي، في برها وبحرها، وذلك في مبحثين، يتعلق أولهما بمُتخيَّل العرب عن الهند بما تمتلك من مظاهر العمران، وتزخر به من غنى ورقِيّ في مجالات شتى، ويتعلق ثانيهما بالتعرف إلى بحر الهند في شواطئه الزاخرة بالعمران، وتخومه البعيدة في أقصى الجنوب بما تعج به من عجائب وغرائب وتصورات أسطورية.

ويدرس صاحب عالم الأعظمي الندوي، في الفصل الثاني، “العلاقات بين الهند والجزيرة العربية في عصر الدولة المغولية”، التجارةَ المتبادلة بين شبه القارة الهندية والجزيرة العربية، والتي ساهمت في تقوية علاقات الهند التجارية والدينية والثقافية بالجزيرة العربية في عصر الدولتين الأموية والعباسية. ويهدف إلى قراءة طبيعة هذه العلاقات المتنوعة بين الهند والجزيرة العربية ودول الخليج في عصر الدولة المغولية لمعرفة إسهام السلاطين المغول في تطوير تلك العلاقات.

وتبحث بهية بنت سعيد بن جمعة العذوبية، في الفصل الثالث، “العلاقات العسكرية العُمانية – الهندية في الفترة 1913-1970: دراسة في الوثائق”، وجودَ القوات الهندية في عُمان في فترة حكم السلطان تيمور بن فيصل، وما ترتب عليها بعد ذلك من اهتمام بتشكيل الجيش العُماني والتأثيرات الهندية في اللغة والأزياء العسكرية. كما تتناول فترة الوجود البريطاني في الهند، وارتباط سلاطين عُمان باتفاقيات صداقة مع الحكومة البريطانية، وأثر ذلك في ظهور ارتباطات وعلاقات عسكرية مشتركة ومتبادلة بين الهند وعُمان.

بحوث وترجمات وعلاقات ثقافية

يناقش جافيد أحمد خان وديبا كروبان في الفصل الرابع، “البحوث المعاصرة في العلاقات العربية – الهندية بالجامعات الهندية: دراسة تقييمية”، مقاربات الأكاديميين والباحثين الهنود للعلاقات العربية – الهندية الناشئة في العقود الأخيرة، لرصد وتحليل وتقييم الموضوعات والمسائل المهملة في البحوث المعاصرة في العلاقات العربية – الهندية. ويهدف الباحثان إلى قراءة موضوعات ومضامين البحوث المنجزة عن العلاقات بين الهند وغرب آسيا التي أجرتها الجامعات الهندية في العقود الأربعة أو الخمسة الأخيرة، وخصوصًا عقب تدفّق عائدات النفط في منطقة الخليج، كما يهدفان إلى تقييم أهمية هذه الموضوعات والمسائل الناشئة المتصلة بالعلاقة بين الهند وغرب آسيا في العصر الحديث.

ويجادل محمد أفتاب أحمد، في الفصل الخامس، “دور الترجمة في تعزيز العلاقات العربية – الهندية”، بأنّ الترجمة ساهمت في نقل الإرث الهندي الثقافي والعلمي إلى لغات العالم المختلفة، ومن بينها العربية. ويهدف إلى تسليط الضوء على الأعمال المهمة التي جرى نقلها من اللغة الهندية إلى اللغة العربية، والعكس، خلال القرن الحادي والعشرين، والتي أدّت دورًا رئيسًا في التبادل الفكري بين الطرفين.

الحضور الهندي في غرب آسيا

في القسم الثاني، “الحضور الهندي في غرب آسيا”، 3 فصول. يتناول عماد قدورة في الفصل السادس، “الأهمية الجيوبوليتيكية للخليج في استراتيجية الهند”، مكانةَ الخليج العربي الراهنة ودوره المتنامي في النظام الاقتصادي الدولي، ومكانة الخليج في استراتيجية الهند وسياستها الخارجية، وتأثير علاقات الفاعلين الإقليميين في تلك الاستراتيجية، مثل الصين وباكستان وإيران.

ويبحث عمير أنس، في الفصل السابع، “نهاية سياسة الهند المترددة تجاه غرب آسيا”، تحولات سياسة الهند تجاه غرب آسيا، للوقوف على التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الهندية في غرب آسيا، والمتمثلة في السعي إلى تحقيق التوازن بين المملكة العربية السعودية وإيران من جهة، وإسرائيل وفلسطين من جهة أخرى، ودور القوى الدولية في المنطقة ونشوء التنافسات بين دول غرب آسيا لفرض نفوذها، ولا سيما في إثر الثورات العربية.

أما في الفصل الثامن، “إسرائيل وفلسطين: السياسة الخارجية الهندية إشكالية المبادئ وبراغماتية المصالح”، فيبحث أيمن يوسف ومحمود الفطافطة في تحولات السياسة الخارجية الهندية تجاه الصراع العربي – الإسرائيلي، وفي بواعث تحول السياسة الهندية مع التركيز على حاجة الهند الماسة إلى السلاح، وسعيها الاستراتيجي إلى تعزيز علاقتها بواشنطن، والخروج من أزمتها الاقتصادية، ومواجهة التحديات في منطقة جنوب آسيا، ومحاولتها الحصول على موقع متقدم في النظام الدولي الجديد.

البعد الاقتصادي للعلاقات العربية – الهندية

في القسم الثالث، “البعد الاقتصادي للعلاقات العربية – الهندية”، 5 فصول. يدرس يوسف بن عبد الله الغيلاني وسعاد بنت عبد الله بيت فاضل، في الفصل التاسع، “العلاقات الاقتصادية بين عُمان والهند منذ منتصف القرن الثامن عشر حتى مطلع القرن العشرين”، طبيعةَ العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتغيرات التي طرأت عليها، والدور الذي أداه التجار الهنود لتحسين الاقتصاد العُماني، وإسهامهم في توسع تجارتَي الرقيق والسلاح منذ أن تولى أحمد بن سعيد الحكم إلى عهد السلطان فيصل بن تركي.

ويبيّن ناصر بن سيف السعدي، في الفصل العاشر، “الجالية الهندية في منطقة الخليج العربي قبل الطفرة النفطية: دراسة في جذور علاقة الهند بالخليج”، أن الهند كانت منذ القدم سوقًا ومصدرًا لسلع أهل الخليج وبضائعهم، وإليها تُصدّر منتوجات الخليج وبضائعه، وأن وجود الجالية الهندية في بلدان الخليج ليس أمرًا طارئًا ظهر مع ظهور النفط، إنما له امتداد بعيد في التاريخ، وكان الهنود أحد أهم مقومات الحياة الاقتصادية، بما قاموا به من أدوار في عملية التبادل التجاري وحركة السلع والبضائع في منطقة الخليج.

أما في الفصل الحادي عشر، “العلاقات العربية – الهندية: الطاقة وجوانب أخرى”، فيركز محمد أزهر على الجوانب المختلفة للعلاقات الاقتصادية العربية – الهندية، بما في ذلك تجارة الاستيراد والتصدير وميزان المدفوعات ومسألة القوى العاملة والتحويلات المالية، وكذلك ناقش حجم التعاون في قطاع الطاقة والقطاعات الأخرى.

في الطاقة والمحددات

في الفصل الثاني عشر، “العلاقات العربية – الهندية: نحو صيغة جديدة في مجال الطاقة المتجددة”، يتناول غيريجيش بانت التطور التاريخي لطبيعة العلاقات العربية  الهندية، مع التركيز على اعتماد الهند على قطاع الطاقة. ويهدف إلى البحث في إمكانية تطوير واقع جديد لا يستند إلى القرب الجغرافي الاستراتيجي فحسب، بل إلى الاستثمار في التكنولوجيا المتجددة أيضًا.

أما الفصل الثالث عشر، والأخير، “العمالة الهندية في دول الخليج العربية: محدداتها الداخلية ودوافعها الخارجية”، ففيه تدرس سهام معط الله موضوع العمالة الهندية في دول الخليج، من ناحية أثر عدم المساواة في توزيع الدخل والبطالة في الهند في هجرة العمال الهنود نحو قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وعُمان. كما تدرس وتحلل أثر أسعار النفط في تدفّق العمالة الهندية المهاجرة إلى الخليج، وفي التحويلات المالية المرسلة من دول الخليج إلى الهند أيضًا في الفترة 1995-2016، باستخدام طريقة المربعات الصغرى، وأنموذج التأثيرات الثابتة، وطريقة العزوم المعممة الدينامية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • أبو مصعب

    كل هذه البحوث تشير إلى العلاقات القوية التي تربط الهند بالدول العربية وشعوبها، ولكن هل هذه العلاقات لاتزال محل اهتمام واحترام واعتراف بين نواب الحزب الحاكم في البرلمان الهندي؟ الجواب للأسف الشديد هو: لا، قطعا! فقد تغيرت الأوضاع بشكل رهيب في الآونة الأخيرة. وأكبر دليل على ذاك ما قام به بعض القادة البارزين من الحزب الحاكم بتغريدات مشبعة بالكراهيه والتحقير تجاه العرب ومحملة بالسب والستم والنيل من كرامة المرأة العربية على منصات التواصل الاجتماعي. ولا زالوا مستمرين على منوالهم. ومن أراد أن يتأكد من ذلك فليبحر في منصات التواصل الاجتماعي من التويتر والفيسوك، فسيرى ما يبطل العجب ويبدد الشك.