-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العصابة.. و..”أذيال” العصابة

حسان زهار
  • 2650
  • 10
العصابة.. و..”أذيال” العصابة
ح.م

يحدث أن تتحول العصابة الى مجموعة من الحملان الوديعة، تقوم على الدفاع عليها مجموعات من المحامين الملائكة، أصحاب القلوب الرحيمة.

وفجأة يتحول الجلاد، إلى ضحية مسكين، لا يحظى بإجراءات محاكمة انسانية، لتثور معها منظمات حقوق الانسان المزيفة.

في أول جلسة لمحاكمة المتهمين في قضية تركيب السيارات، قبل أن تؤجل، ارتفعت اصوات الداعين إلى احترام حقوق التقاضي، واحترام الإجراءات القانونية كاملة، وحفظ حقوق المتهمين ومشاعرهم الرقيقة أيضا..

بل أكثر من ذلك، سمعنا من يدافعون عن العصابة، يصرخون “لا انتخابات مع العصابات، ولا محاكمات مع العصابات”.. فهل تغير موقع العصابة فجأة بهذا الشكل، إلى درجة انها انخرطت في الحراك وهي من تكتب شعاراته وتروج لها؟

الحقيقة، أن ما حدث في محكمة سيدي امحمد، من محاولات التأجيل، ورفض المحاكمة، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، هي عملية تسييس واضحة، وابتزاز مفضوح، تشرف عليه اقطاب الدولة العميقة، هدفها تصوير المشهد على أنه “مسرحية فعلا”، بغرض توجيه ضربة للانتخابات الرئاسية.

لكن ما يهم في الواقعة، هو أن التأجيل كان لـ48 ساعة فقط، وحتى إن تم التأجيل مرة أخرى فلن يكون لمدة أطول من ذلك، لتصطدم المناورة في النهاية بإجراء المحاكمة في الوقت المحدد، قبل الانتخابات، ولو في غياب هيئة الدفاع نفسها، التي هددت بمقاطعة الجلسات.

وهذا يعني أن الصراع مع العصابة، يمتد من الشارع إلى المحكمة، ومن قصر المرادية إلى سجن الحراش، ومن مصنع الياغورت مصنع تركيب السيارات، في كل مكان تثار معركة، غير أن معركة الشارع اليوم تبدو أعظمها، حيث تلعب العصابة دور الضحية، حين تسقط الصفة عن نفسها، وتلبسها لغيرها.

العصابة التي نهبت ثروات البلاد، وسرقت أحلام الشباب، تريد محاكمة عادلة بمواصفات عالمية، بينما كانت بالأمس تمارس مع ابناء الشعب، شتى صنوف القهر والإذلال، تدخل السجن من تشاء وتخرج من تشاء، دون اعتبار لعدل أو قانون أو اجراءات تقاض.

المثير في الحكاية، أن الذين صدعوا رؤوسنا بحكاية الحرية والديمقراطية، هم اليوم على رأس المدافعين عن العصابة التي سقطت، بادعاءات كاذبة تقول أن عصابة سقطت وخلفتها عصابة مثلها، أن “أذناب العصابة” التي سقطت، تريد اليوم أن تعيد الرؤوس المقطوعة، وهي تستميت في استعادة تلك الرؤوس، ولو بالانخراط في لعبة الشارع، والانضمام إلى الحراك الشعبي.

لاحظوا فقط بعض الشعارات المرفوعة في هذا الحراك، كيف توجهت من إسقاط الخامسة، وإسقاط رموز العصابة المالية والأمنية المعروفين، اإلى اتجاه آخر تماما، لم يكن أحد يتصور أن يصل اليه الحراك يوما، وهو توجيهه السهام المسمومة إلى جسم المؤسسة العسكرية.

من يفعل ذلك، لا يمكنه الا أن يكون عصابة، مهما لبس لبوس الحرية والديمقراطية، أو سار في ركاب الحراك، أو خلق لنفسه عذرية مزيفة.

من يسعى لإسقاط من أسقطوا العصابة، هو امتداد طبيعي لها، ويكفي أن نرى تعامل بعضهم مع مجريات المحاكمة الجديدة، لنفهم كم يمتلك البعض من الحنين إلى العهد البائد.

إن المستفيدين من العصابة، والذين يتمنون عودتها، هم بالتأكيد أكبر وأخطر من العصابة ذاتها، وهؤلاء هم من يحاولون اليوم تعويم المصطلح على كل شيء، وقلب الحقائق، بجعل العصابة وطنيين شرفاء، والشرفاء من الوطنيين عصابة.

لكن علمتنا التجارب أن قطع ذيل الحية، يبقى يتحرك ويرقص رقصة الموت طويلا جدا، وكذلك تفعل أذناب العصابة الآن وهي ترقص الموتة الأخيرة، بهذا الكم من الحركات اليائسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • جزائري

    كم عدد العصابات في الجزاءر؟ قال لي احد الاصدقاء ان عددهم يقارب ال 40 مليون عصابة!

  • الأرجح

    وصف رائع حقا. من يسعى لإسقاط من أسقطوا العصابة فهو امتداد لها. الشعب فاق و توعى و اصبح يرى جيدا.
    الان يريدون اسقاط الانتخابات بكل الوسائل و سيمكرون و سينكرون

  • Sadmagdz

    انها متلازمة ستوكهولم أوStockholm syndrome . عليكم فقط بالبحث عنهاعبر الإنترنت لكي تفهموا مرضهم، ربي يشفيهم!!!!!!!

  • صالح بوقدير

    الذي برمج جلسة المحاكمة قبل 12ديسمبرهو المسيس الحقيقي الذي يريد اللعب بعواطف العوام

  • يوغرطة

    طبعا هم يريدون ضرب مصداقية الانتخابا تو با التالي العزوف عنها لي يتمكن ميهوبي من الفوز با الانتخابات عبر الاحزاب التي دعمته مؤخرا مثل الافلان ووووو الصورة اصبحث واضحة ميهوبي هو ديل الافعى و الورقة الاخيرة لدولة العميقة

  • Karim

    لا أحتاج إلى تفكير عميق لاختيار الجانب الأمثل في الصراع القائم حول الانتخابات.
    لنا من جهة الجيش و مواطنون يخشون أن تذهب البلاد إلى المجهول.
    و من جهة أخرى مواطنون يطالبون بمنع الانتخابات.
    لكن في المعسكر الثاني بمجرد أن جاءه الدعم من الإتحاد الأوروبي بإيعاز من فرنسا يكفيني هذا لأختار المعسكر الأول لأن في العراق و سوريا و ليبيا الأحداث تصاعدت عندما تدخلت الدول الغربية باسم حقوق الإنسان ناهيك عن الانفصاليين و أذناب فرنسا و شبه الديمقراطيين و بقايا الحزب المحل و كل من يكن ضغينة ضد الجيش و من يخشون المحاسبة على ما اقترفوه من نهب لأموال الشعب.

  • ياسين

    هؤلاء الذين يصرخون في الشارع و يرفعون شعار لا انتخابات مع العصابات أصدق وصف يطلق عليهم هو "قطاع الطرق" الذين يترصدون الشعب في المنعرجات الحاسمة ليسلبوه حريته و إرادته تماما كما يفعل اللصوص الذين يترصون الناس في المننعرجات الخطيرة ليسلبونهم أشياءهم...فهؤلاء الذين يرفضون الانتخابات لا لإنها ستكون مزورة بل لأنها ستكون نزيهة...تماما سرقوا صوت الشعب سنة 92؟ و انقلبوا على الرئيس الشاذلي؟ فهم اليوم يريدون التأسيس لمنهج "قطاع الطرق" و ليس التأسيس للديمقراطية و الحرية التي يتغنون بها؟ لكنهم أبعد الناس عن الحرية و الديمقراطية؟ فهم قطاع طرق بامتياز؟

  • الدكتور محمد مراح

    ماذا نقول يا سيدي : تابعنا أمس بيانا سياسيا ثوريا في من قاعة المحكمة : لو شهده شيقيفارة لأكلت الفيرة قلبه : نُزعت منه الريادة الثورية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  • الوطني

    نعم يا صحفي انت محق في كل كلامك هيئة الدفاع هذه هي من اذناب العصابة وهي تريد التخلاط اليوم الخونة والعملاء اصبحو ملائكة في نظر هيئة الدفاع اين هئة الدفاع من معتقلي الراي منذ 1992 وهم في السجون ولا كلمة سمعنا منكم لان الذي يسجنهم ويظلمهمهم هم العصابة نفسها وعليه نطالب من العدالة ان لا تسير في فلك هيئة الدفاع التي هي واحد من اذناي عملاء وخونة الجزائر ... اصلا لو كان فيهم ريحة ما كانو يدافعون على المجرمين الذين دمرو البلاد في كل الميادين على العدالة ان تسير في محاكمة هؤلاء وان رفض الدفاع الحضور فالمواد فهي مفصلة في قانون العقوبات ونطبق عليهم مواد هذا القانون ... اصلا الدفاع سيدافع على عملاء فرنسا

  • رضوان

    توصيف ولا أروع. شعارنا دائما الجيش الشعب خاوة خاوة. أما الفرنكو بربريست فالى مزبلة التاريخ هم وأسيادهم المستعمرين.