-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العصا لمن عصى!

جمال لعلامي
  • 1207
  • 0
العصا لمن عصى!
ح.م

الظاهر أن برّ-لمان “والف” منطق “الكادنة”، ولذلك يرفض رئيسه رمي المنشفة، أو الاستقالة، أو الرحيل، أو المغادرة، أو الانسحاب بشرف، أو الاستجابة لنداء وأمر حزبه، رغم أنه باء من الباءات التي يصرخ الحراك باسمها ويرفع صورتها ويطالبها بالرحيل فورا!

عندما يُمسك معاذ بوشارب بيديه وأسنانه ويربط نفسه فوق الكرسي بأرجله، فمن الطبيعي أن تلجأ كتلته البرلمانية إلى التصعيد، ويتحالف نواب الموالاة سابقا والمعارضة، وتهدّد قيادة حزبه باستخدام “العصا” ضده بعدما “عصى” وخالف رغبتها، وتمرّد على الإرادة الشعبية، ومازال يقاوم بعدما قالها بالفم المليان عند بداية الحراك: “صحّ النوم”!

قد يأتي يوم ويقول النواب لرئيسهم الحالي “صحّ النوم”، حيث ستسقط هذه الباء، وقد يكون سقوطها “هدية عيد الاستقلال” للحراك الشعبي، لكن من الغرائب أن يؤجل المعني رحيله ويرفض المغادرة رغم رفضه من طرف المسيرات، وإهانته من طرف حزبه وسحب الثقة والبساط منه من قبل النواب التابعين لكتلته النيابية والمنتمين لأحزاب المعارضة والأحرار!

من بين المصائب التي تعوّد عليها الجزائريون خلال السنوات الماضية، أنه لا وجود لشيء اسمه الاستقالة في مفاهيم وعقلية وتصرفات المسؤولين، بوزيرهم وواليهم ومديرهم، وحتى الأميار والمنتخبين والسيناتورات، لا يستقيلون حتى يُقيلهم الولاة، أو يُنزعون بـ”راشكلو” سحب الثقة مثلما تـُقتلع المسامير من اللوحات المبلّلة!

رئيس الجمهورية السابق هو الآخر لم يستقل رغم المرض ورغم الحراك ورغم المسيرات المليونية ورغم ورغم، وحاول عن طريق “العصابة” والحاشية وبطانة السوء تمرير العهدة الخامسة، تارة بالانتخابات وتارة أخرى بالتأجيل والتمديد، ولم تأت الاستقالة في الأخير إلاّ بعد أن بلغ السيل الزبى!

كذلك، رئيس الغرفة السفلى للبرلمان، يرفض الاستقالة، رغم أنه “أقال” بدعم الجماعة السابقة سابقه واستخدم ضده “الكادنة والسلاسل” لإجباره على التخلّي عن منصبه، وتمّ الجلوس فوق مقعده رغم أنه لم يستقل ولا هم يحزنون، وهاهو اليوم السيناريو يتكرّر، مع اختلاف الظروف، وهاهو بوشارب في موقع ضعف، مقارنة مع بوحجة، فالأول يطالب الجميع برحيله، وأولهم الحراك، بينما رحّل الثاني نواب الأفلان بتواطؤ النواب الآخرين بواسطة الصمت!

فعلا، “الكرسي يدوّخ”، لكن لن تتوقف الدوخة، ما لم يتمّ معالجة سببها، سواء بحبّات الآسبيرين أو الخلود للراحة، أو ربط الرأس بلفـّة باردة مثلما كانت عجائز الزمن الجميل تواجه به الآلام والأوجاع الطارئة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!