-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العلامة 18 لأطروحات النسخ واللصق!

حسين لقرع
  • 1839
  • 15
العلامة 18 لأطروحات النسخ واللصق!
أرشيف

لا يختلف متابعان منصفان لشؤون التعليم العالي ببلادنا، ي كونه يشهد منذ أزيد من عقدين على الأقلّ، تدهورا كبيرا ومتواصلا في المستوى العلمي والمعرفي، بالتوازي مع تدهور مستوى المنظومة التربوية برمّتها، ما دفع بالسلطات منذ أيام إلى اتخاذ قرار بـ”إجراءِ إصلاحات هيكلية عميقة للتعليم العالي”.

الجامعة الجزائرية التي كانت إلى غاية نهاية القرن الماضي ذات مستوى رفيع وسمعةٍ مرموقة، والمتخرِّجون فيها يجدون الأبواب مفتوحة على مصراعيها للعمل في شتى بلدان العالم، تراجع مستواها بشكل لافت في العقدين الأخيرين، وتراجعت سمعتُها ومكانتها عالميا، ولم يعُد المتخرِّجون فيها، إلا القليل منهم، يحظون بالترحيب للعمل في الكثير من البلدان، كما أضحت لا تظهر في التصنيفات العالمية للجامعات، وإن ظهرت، فتقبع عادةً في ذيل الترتيب، وخلف جامعاتٍ إفريقية كثيرة!

أسباب تراجع مستوى الجامعة الجزائرية كثيرة، ومنها سياسة رفع نسبة النجاح في البكالوريا منذ منتصف التسعينيات لأسبابٍ شعبوية، ما أدّى إلى غزو الرداءة– من دون تعميم- للجامعات سنواتٍ متعاقبة أفضت في النهاية إلى تدهورٍ كبير في المستوى، حتى بتنا نرى متخرِّجين في الجامعة غير قادرين على كتابة طلب عمل بكيفيةٍ صحيحة وخالية من الأخطاء اللغوية والنحوية وحتى الإملائية، ومع ذلك واصل بعضُهم دراساته العليا وأضحى يدرِّس في الجامعة، ولكم أن تتصوَّروا ما الذي يمكن أن تقدّمه نماذج مثل هذه إلى الجامعة والبحث العلمي ببلادنا؟!

ومن بين الأسباب أيضاً استغلال لصوص العلم والكسالى والمستهترين الإنترنت لـ”إنجاز” بحوثهم، بتقنية “النسخ واللصق” وقراءتها حرفيا في الأعمال الموجّهة من دون أن يفقه أصحابُها مضمونها في بعض الأحيان، كما أكّده لنا أساتذة جامعيون، وامتدّت هذه الآفة إلى أطروحات الماستر والدكتوراه. وهنا نودّ أن نفتح قوسا لنقول إنّ اعتماد هذا النظام يُعدُّ بدوره أحد الأسباب الرئيسة لانحطاط مستوى التعليم العالي ببلادنا، ومع ذلك لا تزال السلطاتُ تتشبّث به وترفض العودة إلى النظام الكلاسيكي الذي أثبت جدّيته وفعاليته، وبعد ذلك تتحدّث عن إصلاح التعليم العالي. أليست هذه مفارقة؟!

المفارقة الأخرى، أنّ إنجاز الكثير من أطروحات الماستر والدكتوراه بتقنية النسخ واللصق؛ لم يمنع الدكاترة المناقِشين من منح مرتكبي هذه السرقات العلمية الحرْفية لجهود الآخرين معدّلاتٍ عالية تصل إلى 18 من 20 في الكثير من الأحيان، مع توصياتٍ بالنشر، بدل أن تُرفض ويعاقَب أصحابُها بإقصائهم من الحياة العلمية ما بين 5 إلى 10 سنوات، كما تفعل الدول التي تحترم نفسها وقواعدَ البحث العلمي، وهي آفةٌ غزت شتى الجامعات الجزائرية حتى أضحت “تتنافس” في ما بينها: أيّ جامعةٍ تمنح أعلى المعدّلات لطلبتها الذين يناقشون أطروحات الماستر لتعزيز حظوظهم في الترشّح للدكتوراه، وهي خيانة للأمانة العلمية، وتواطؤٌ مقيت مع الغشّاشين، وجرائم ضدّ العلم، وضربٌ في الصميم لمعايير البحث الصارمة.

لذلك، إذا كان هناك إصلاحٌ حقيقيّ يعيد عهد جامعة النُّخبة، فيجب أن يبدأ أولاً من الإصلاح الجذري للمنظومة التربوية من الابتدائي إلى الثانوي لتكوين طلبة مؤهَّلين للتعليم الجامعي والبحث العلمي، ثم العودة إلى النظام الكلاسيكي مع مواكبة المستجدّات، والتشدّد في التكوين والبحث وتقييم المذكّرات والأطروحات، فضلا عن تفعيل مكانة الإنجليزية في مجال التدريس الجامعي والبحث العلمي، وبعدها تأتي بقيّة محاور الإصلاح تِباعاً… ولكنْ، في ظلّ تشبُّث السلطات بنظام “أل أم دي”، وقرارها “فتحَ التكوين في الماستر والدكتوراه لكلّ الطلبة الراغبين في ذلك، من دون أيّ انتقاءٍ مسبق”، كما ورد في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، فإننا نخشى أن تضيع فرصةٌ أخرى لإصلاح التعليم العالي، ويميّعَ تماماً، ويغرق في الرداءة، ويوصلَ إلى الحضيض.. ولن نجد بعدها بلدا واحدا يعترف بالدكتوراه الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • HECHAICHI

    النظام برمته مبني على النسخ واللصق يعني الغش

  • kalmas

    نشكر الاستاذ على هذا المقال القيم المفيدلمن اراد ان يتعظ . فعلا اصبحت الجامعة الجزائرية عبارة عن دكان تباع فيه الشهادات الجامعية وحتى العليا منها , الكفاءات هاجرت الوطن وذاك من حقها للبحث عن فضاء علمي حقيقى والباقية تتسكع الشوارع اما الرداءة فهي صاحبة الدكتوراة والمجالس العلمية ,اصبح العلم في الجزائر محاباة وتلفون وصداقة ووراثة ايضا للمناصب العليا في الجامعة . نعم الجامعة الجزائرية ترتب في ذيل القائمة بعد جامعة مالي والنيجر وتشاد.وهذا كثير , العلم في الجزائر اصبح شكارة دراهم والسلام والادهي من ذلك غزو هذه الرداءة للمناصب الحساسة في الوطن وتسييرها بمنطق اللوصوصية والسرقة والنهب ,

  • نور الدين

    الجرح عميق، ولكن العلاج ممكن. السلبيات الموجودة في المؤسسات الجامعية موجودة كذلك في أعلب مؤسسات الوطن، والإصلاح يكون أولا بالعودة إلى الأخلاق وخاصة خلق العدل، وتطبيق المحاسبة وتقدير أصحاب المواهب والكفاءات.

  • عمروش.ز

    ي جامعة المسيلة وخاصة العلوم الاجتماعية مثل الادب والحقوق وعلم الاجتماع والتجارة وغيرها تناقش اطروحات الدكتورة-تن صح التعبير-يوم السبت صباحا،يحضر المترشح بالبذلة والكرافات والحذا اللامع والتسريحة كالعروس ويستقبل لجنة المناقشة:مشروبات-مكسرات-الشاي-القهوة-الكعك اللذيذ ويجتمعون كالطيور الجائعة ثم يملؤون جيوبهم بالمكسرا ويحضرون بدء المناقشون ثم ينصرفون لتبقى اللجنة مع المترشح ولما يصلهم اقتراب الاعلان عن النتيجة يحضرون من جديد ويتبادلون القبلات والعناق ثم يشكلون طابورا بالسيارات باتجاه احد المطاعم ويبدؤون في تناول الشخشوخة باللحم والفاكهة ثم علب الحلويات في المطعم وفي الغد يشرعون في القذف.

  • مواطن بسيط

    أحسنت النشر..جدت وأفدت ..لا فض فوك ..ليت كل الصحفيين ينفضون الغبار عن مرايا البؤس والحقيقة..نضيف بالنسبة لمنظومتنا التربوية والجامعية غياب استراتيجية المناهج المرتبطة بمتطلبات البناء الاقتصادي والحضاري والتكنولوجي والفكري للبلاد كما هو معمول به في ألمانيا وأندونيسيا على سبيل الذكر لا الحصر..واحسرتاه على رتب البروفيسور التي نالها مؤخرا أناس لا يفقهون إلا السرقة العلمية لأبحاث طلبتهم ونشرها ..

  • عمار بن عمار

    "ما دفع بالسلطات منذ أيام إلى اتخاذ قرار بـ”إجراءِ إصلاحات هيكلية عميقة للتعليم العالي”.قالتلك خالتو بوعلام راك ضحكتني و انا منيش قادرة نضحك!

  • جبران حيران

    منذ ان فتح الوزير السابق حراوبية مجال خروج الطلبة و الأساتذة إلى الدول العربية كالأردن مصر ووووو…. فعادوا لنا ببضاعة الأطروحات الجاهزة و المقالات الجاهزة للنشر و النتيجة الحتمية الرداءة المستدامة و القابلة للتوريث.مبروك على الجزائر!

  • الشروق تحقق

    عدد الطلبة الجزائريين في الجزائر، يفوق حتى عدد الطلبة في بلدان تعداد سكانها ضعف أو ثلاثة أضعاف عدد سكان الجزائر، مثل فرنسا التي بلغ تعداد الطلبة الجامعيين فيها مليونين و300 ألف طالب، 40 بالمائة منهم من الخارج ومن كل بلدان العالم وليس الأفارقة فقط، مما يعني أن عدد الطلبة الفرنسيين قرابة المليون و400 ألف طالب،

  • الشروق تحقق

    يحتفل قرابة المليون ونصف مليون طالب جامعي جزائري، في التاسع عشرة من الشهر الحالي بعيدهم الوطني، في ظروف اختفى فيها الطالب نهائيا عن صنع الحدث، ليس في عالم السياسة، وإنما أيضا في المجالات الاجتماعية والثقافية وحتى الرياضية، ولا نتحدث عن المجا العلمي، الذي صار آخر اهتمامات الطالب الجامعي، فما بالك بالأستاذ الجامعي.

    ظهرت في الجامعات والخدمات الجامعية العشرات من الفضائح تورّط فيها أساتذة ومديرون، ناهيك عن الفضائح الأخلاقية التي أدخلت بعض الطلبة والطالبات عالم الفساد بكل أنواعه، وإذا كان انهيار الجامعة من انهيار الوضع العام، وهو نتيجة حتمية لتخلف البلاد، فإن الجامعة في سبعينات القرن الماضي،

  • الشروق تحقق

    وأشارت أوساط جامعية إلى ضرورة مراقبة ما يسمى بميزانية البحث العلمي والتكوين في الخارج التي يستفيد منها بعض الدكاترة من مختلف الجامعات الجزائرية، خاصة بعد بروز ظاهرة السفر إلى الأردن، حيث يقترح الدكتور نفسه على جامعة أردنية، فترسل له دعوة لحضور يوم دراسي عادي، فيقدم الدعوة للمعهد الذي ينتمي إليه، فتتكفل الجامعة بسفريته وبمنحة الإقامة،وفي غالب الأحيان يقضي يومه في التجوال،ويعود بعد ذلك محملا بشهادة رمزية لا علاقة لها بالعلم والتكوين، أما عن الدكاترة الذين يشترون مختلف الشهادات من المراكز الخاصة فتلك حكاية أخرى

  • hadou

    الملاحظة التي طرحها بعض الأساتذة هي التعدّي غير المفهوم على قانون 1971 في عهد وزير التعليم العالي الراحل محمد الصديق بن يحيى، الذي ينص على منع غير الحاصلين على شهادة البكالوريا، من مواصلة دراسة ما بعد التدرج، والتوقف عند حدود شهادة ليسانس فقط، ولكن القانون تم تغييبه، ويوجد حاليا أكثر من نصف دكاترة الجامعة وحتى الحاصلين على رتبة بروفيسور من دون بكالوريا، رغم أن القانون الذي تم اقتراحه في عهد الرئيس هواري بومدين كان له مبرراته بسبب مرور ثماني سنوات فقط عن الاستقلال، وبسبب نقص الكفاءات في ذلك الوقت، أما أن يجد الطلبة، دكتورا دون الستين من العمر لم يحصل على البكالوريا فذاك ما يُحبط عزيمتهم

  • djamel

    حبذا لو تكلمت عن تجميد الجريدة الرسمية العدد 76 الصادرة بتاريخ 15 ديسمبر 222 والذي يحدد تصنيف شهادات ل م د والمفارقة العجيبة في حالة دفاع السلطات عن هذا النظام مع استحقار لشهاداته وفي نفس الوقت تلغي النظام القديم مع رد اعتبار لشهاداته

  • سياسة اللاعقاب

    الشيء الغريب و المحير هو تعاقب وزراء تربعوا على عرش وزارة التعليم العالي و هم لا يحوزون على البكالوريا، و منهم خالق نظام (LMD) و الذي أرسل كل أبناؤه للدراسة في الخارج طبعا بأموال الخزينة العمومية، أرسلهم لأنه لا يثق في النظام الذي أسسه و فرضه على أبناء الغلابى.و عندما كان سبيسيفيك يفضح وزيرا أمام الكميرات و يفول له "أنت لا تملك البكالوريا" كيف أصبحت وزيرا و أي وزير؟ للتعليم العالي و في الجزائر العظيمة؟و بعدها بأيام يصرح معالي الوزير "صاحب جائزة نوبل ما نحتاجوش، واش اندير بيه؟" بينما الناجحين بأصفار في الماجستير و بجامعة بسكرة تحديدا وظّفهم و أصبحوا أساتذة في الجامعة

  • nacer

    il etait une fois, l universite

  • raid

    كان عندما تنجح في السيزيام ترتدي كوستيم او ثياب جديدة كان في العيد او عريس والنجاح في الشهادة الابتداية كانت بشلاغمها و شهادة التعليم المتوسط تخرج تخدم على طول اما البكالوريا نهاية المطاف الجامعة عالم اخر كانك تدرس في امريكا وليس فرنسا وتصبح وكانك في الخارج وليس في الجزاير