-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العناية بالإنسان أولا…

العناية بالإنسان أولا…
ح.م

تبقى أي سياسة اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية بلا أساس إذا لم تتمحور حول بناء الإنسان.

كانت جميع سياستنا السابقة تعلن أن من أهدافها الرئيسة، بناء صناعة، أو تطوير فلاحة، أو تحسين الصادرات خارج المحروقات، أو إيجاد موارد طبيعية جديدة لزيادة المداخيل من العملة الصعبة… الخ، ونادرا ما كانت تضع شرطا لتحقيق هذه الأهداف يقول أنه بدون تطوير الموارد البشرية، ودون الاستثمار فيها بعمق، لا يمكن أن يتحقق أي هدف من هذه الأهداف…

بكل تأكيد كانت تتم الإشارة إلى قطاع التعليم بجميع أطواره، ويتم الحديث عن تخصيص موارد كبيرة لهذا القطاع، ولكننا أبدا كُنّا نعتبر أن هذا القطاع هو المحرِّك، وهو الأساس، وأن البلاد لن تستطيع التقدم من دونه. وأن لا صناعة ولا تجارة ولا تنمية دون هذا القطاع، أي نادرا ما كُنّا ننطلق جازمين من كونه هو مصدر الثروة الحقيقية وليست القطاعات الإنتاجية الأخرى..

عكس ذلك تماما، كان الخطاب السياسي يصنِّف باستمرار هذا القطاع ضمن المستهلك للموارد وغير المُنتِج، إلى درجة أن أصبحت أجور القائمين عليه الأكثر تدنيا، ووضعيتهم ومكانتهم الاجتماعية لا تحمل أي تحفيزات مثل بعض القطاعات التي تُسمى مُنتِجة ويتطلع الكثير إلى الفوز بما تُقدِّمه من امتيازات…

هذه الوضعية ينبغي أن تتغير ضمن السياسات العامة التي يُفترَض أن نعتمدها في المستقبل.

إننا في حاجة إلى الانتقال من المفهوم القائل أن قطاع التعليم والتكوين غير منتجين، إلى مفهوم أنه أول قطاع منتج بامتياز، أو على الأقل ينبغي أن يكون كذلك.

إننا نعيش في زمن أصبح فيه الإنسان هو الثروة الحقيقية، وليست الثروات المادية التي يزخر بها باطن الأرض وسطحها كما يزعم الكثير، وكما افترضنا ذلك لسنوات، ولم نتمكن من وضع البلاد على الطريق الصحيح…

وعليه فإنه إذا كان ولا بد من قرارات استراتيجية حاسمة ينبغي أن نتخذها اليوم لإعادة الأمل للناس، فليس هناك أولى من تجسيد شعار الإنسان وتعليمه وتنمية قدراته المختلفة، هي أولى الأولويات… وذلك لن يتم إلا من خلال اعتماد سياسة تعيد الاعتبار للمُكوِّن بالدرجة الأولى في أي مستوى من مستويات التكوين، ليس فقط من الناحيتين المادية والمعنوية إنما من ناحية درجة تكوينه ومستواه والمسار الذي يتبعه لكي يفوز بهذه الدرجة، لأننا إذا كُنّا نعتبر أنه هو المحرّك لعجلة التنمية، فالأولى أن نحرص أن يكون ذي تأهيل ونوعية ممتازة حتى ينعكس ذلك على كل المحيط الذي يؤثر فيه… ولعلنا بهذه الطريقة سنتوقف عن السير عكس الاتجاه الصحيح…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • معانات مواطن

    قبل أن أقرأ الموضوع أردت أن أعلق على العنوان ( العناية بالإنسان أولا) و أقول: (نحن فقط نريد رفع المعانات عن الإنسان)، نحن نعيش معانات حقيقية تغول فيها المجرمون في كل الأحياء و صاروا ينغصون على الإنسان معيشته اليومية من خلال المتاجرة بالسموم على مرأى (ربي و عبادو)

  • مخ لص

    قال مالك بن نبي : قبل قصة كل استعمار هناك قصة شعب يقبل الاستخذاء
    استخذى : خضع وذل