-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 العيب والمزيّة!

جمال لعلامي
  • 1314
  • 3
 العيب والمزيّة!
ح.م

والله يا الأخ جمال قد ذكرتني بسنوات السبعينيات والثمانينيات. فهل تعلم بأن معظم الكتب التي كانت تدرس آنذاك من تأليف الأساتذة والمعلمين؟ وهل تعلم بأن معظم الأساتذة لا يملكون لا البكالويا ولا حتى شهادة التعليم المتوسط؟

..هل تعلم بأن الوسائل التعليمية كانت من تحضير المعلمين وبأموالهم الخاصة؟ وهل تعلم بأن المعلمين يبقون في المدرسة حتى الخامسة مساء عوض الساعة الرابعة ليكملوا دروسهم؟

..كل هذا وذاك كان بالإرادة الفولاذية وحب المهنة، والرغبة في التفوق تحقق النجاح رغم الإمكانيات المادية والظروف الطبيعية الصعبة وبُعد المسافات، لكن تحققت المعجزات وصار الإطار الجزائري مثالا يحتذى به في العالم الغربي .

..ليت مدرسة واحدة من مدارس السبعينيات تعود يومًا لنخبرها بما فعلته فينا مدارس الإصلاح .

..تعليقان جميلان هادفان ضاربان للعقول والقلوب، الأوّل وقعه “ابن الجبل”، والثاني “الطيب”، تعليقا على عمود “الهبل لصناعة الفشل”، والحال، أن ما ورد ضمن هذه الكلمات الثاقبة، هو تشخيص واقعي، وتوصيف مستمدّ من زمن جميل، لا يختلف اثنان حوله ولن تتناطح عنزتان، حتى وإن كانت المعيشة آنذاك صعبة والظروف الاجتماعية قاهرة!

نعم، مدرسة الأوّلين كانت مغايرة في الشكل والمضمون، ورغم الأخطاء التي سجلها مختصون وأساتذة في وقتها، فإن النتيجة كانت تغطي على الفراغات والثغرات، وأنست المعلمين وأهل الاختصاص والأولياء والمتمدرسين، العتاب الذي كان يلفت الانتباه، لكن العموم كان مقبولا ومدروسا، فكانت الحصيلة بأقلّ الخسائر المسجّلة اليوم!

المعلـّم الذي كان يقتطع من “شهريته” الزهيدة، لشراء كتاب أو علبة طباشير أو قارورة حبر، لم يكن ينتظر جزاء ولا شكورا، لأنه كان مقتنعا بأنه يؤدي وظيفته التي اختارها، ودوره الذي فضله في المجتمع، بعيدا عن “المزيّة”، وبعيدا عن عقلية التجريب من باب “تعلّم الحفافة في روس اليتامى”!

ليس عيبا ولا نقيصة، أن يكون الأستاذ غير حامل لشهادة عالية، لكن شهادات حية ووقائع ميدانية، تكشف أن أساتذة من الزمن الجميل، أقوى علما ومعرفة ووقارا، من معلمين (وليس كلهم طبعا) هجموا على القطاع فحوّلوه للأسف من التربية إلى التغبية، ولنا أن نحلّل ظواهر عجيبة وغريبة على شاكلة أستاذ يدخن أمام تلامذته، سواء في القسم أم خارج المدرسة!

لا يُمكن لأستاذ “يبيع” النقاط، بعد الامتحانات، وآخر يبتز متمدرسين، وآخر يسرق الوقت من أجل الدروس الخصوصية، أن يُنافس أستاذا كان يدخل القسم بسروال مزوّق بـ “طبّات” دون أن يلتفت إليه التلاميذ، أو يفقد احترامهم، والحديث قياس!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • saro

    الى صاحب التعلق الثاني ..... اكبر نسبة من الاطفال عديمو التربية امهاتهم ماكثات بالبيت .... وشكرا

  • عبد النور

    صحيح ماتقوله، لكن ذلك الوقت كانت الأم تربي أبناءها في المنزل وتعتني بهم، خاصة من الجانب الأخلاقي، فما يكون على المعلم إلا أن يكمل المهمة..أما اليوم، فالأم أخرجتها "منظمة روكفلر" والجمعيات النسوية والنظام الإقتصادي لسوق العمل، فأصبحت تشكل مصدرا آخر للضرائب، وتساهم في إضعاف الأسرة التي هي نواة كل مجتمع، وأي مجتمع تكون نواته رخوة لاصلابة لها أخلاقيا وأسريا، يسهل على رجال المال اللعب والتحكم بعقول أبناءه، يترك الطفل للتلفاز فتفسد أخلاقه ويلقنه أن سعادته تكمن في شراء الأشياء، ويلقنه العنف والتمرد على الكبار وقلة الإحترام برسوم وبرامج تبدو بريئة.
    لابد للمرأة أن لاتعمل فوق ٤ ساعات وبنفس الأجر.

  • Azad boulakroune

    في السنة التي كنا سنجتاز فيها شهادة السادسة ابتدائي في عام 1978 أمرنا المعلم أن نأتي على السابعة صباحا .بإرادته ودون مقابل والحضور إجباري كل العام وبعد ظهور النتائج كان كل القسم قد نجح وذهبت إلى المعلم وبدأ يتساءل عن التلاميذ وفلان هل نجح وانا اجيبه بالايجاب ولما انتهى اغرورقت عيناه بالدمع وأصبح يردد الحمد لله الحمد لله .لم اعر هذه اللقطة اي اهتمام إلا بعد 30 سنة عرفت كم كنت محظوظ لاني عشت هذه اللحظة مع هذا العملاق المخلص لعمله ولضميره وبلاده انه الإخلاص والوفاء والقناعة وكل شئ جميل ولقد مات هذا المعلم ولن انساه ما حييت وساضل اتذكره وأدعو له بالرحمة