-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفاحشة بالصوت والصورة!

الفاحشة بالصوت والصورة!
أرشيف

إذا كان تورّط المسؤولين الصغار والكبار في فضائح أخلاقية، من معاكسة وتحرش واغتصاب، هو حكاية قديمة لرجال ضعاف النفوس، منهم من غيّره الكرسي فصار عبدا له ولشهواته، ومنهم من سعى إلى المنصب من أجل هذه الأمور وليس لغيرها، فإن الجديد هو طائفة المتربصين بهذه الفئة من الناس، من خلال تصويرهم وتحويل صورهم ومشاهد الرذيلة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بحثا عن الفضيلة، وإنما انتقاما وتشفيا وثأرا وبُغضا ضمن حلقة الأحقاد التي صارت تمزِّق المجتمع الجزائري وتطعنه في الصميم.
وما حدث لرئيس بلدية “راس الماء وبني حميدان” وقبلهما كثير، هو لقطة عابرة من مشهد مطوّل، وما لم تلتقطه عدسة المصورين أقسى وأمرّ.
لا جدال في أن ما قام به رئيس البلدية في قلب مكتبه أو سيارته المهنية من ممارسة الرذيلة هو قمة الفساد، ولكن ما يقوم به هؤلاء المصورون من توفير للطعم وتصوير للجريمة، هو فسادٌ آخر، يغرق المجتمع وينسخ من الجريمة، جرائم أخرى.
تنفق الجزائر ما يوازي ميزانية دولة إفريقية، في تنظيم الانتخابات المحلية، وتستهلك من عمر المواطنين الوقت والمال والأعصاب، ويتقدم المرشحون، كلّ بطريقته غير القانونية وغير الأخلاقية الخاصة، بحثا عن هذا المنصب، ويشارك بعض الناس- لحسن الحظ بعض الناس- في عملية الاقتراع، أملا في التغيير، ليتسلم المنصب بعد هذا الصداع، رجل يمضي عهدته متحرشا ومساوما السيدات والقاصرات والمعوزات، مستغلا منصبا يشكّل في بعض بلاد العالم، المحطة الأولى نحو منصب رئيس الجمهورية.
للأسف ما أقدم عليه رئيس هذه البلدية أو ذاك من نيل من شرف عائلات جزائرية، له ما يشبهه في مجالات حيوية كثيرة، وما خفي أشدّ إيلاما، وللأسف الشديد فإن نقل الرذيلة من السرّ إلى العلن، بهذه الطرق العابرة لقارات الفايس بوك، على طريقة مداواة الداء بالداء، هو انتقالٌ بالشرّ إلى ما هو أشرّ منه، وقبرٌ للخير، وإشاعة للفاحشة في مجتمع صار يصحو على فضيحة، وينام على أخرى.
لقد تمكن المسمى كمال “البوشي” من جرّ الكثير من المسؤولين، مثل الأغنام بطُعم النساء، فبنى إمبراطورية فساد، حتى تخال أن في نفس كلّ شخص من هؤلاء، أندلس، في فترة الاستيلاء على طليطلة، قبل سقوط المجتمع كما سقطت الأندلس، والسبب واحد، وهو الرذيلة.
عندما يصبح هدف أي مدير ببلوغ المنصب المرموق هو إنشاء بِلاط مليء بالجواري، وتصبح بعض النساء مستعدَّات للعب هذا الدور الذي كان دائما مؤشرا لانهيار المجتمعات، وعندما يصبح هدف من لم يتمكنوا من بلوغ هذا المنصب المرموق، هو جرّ صاحبه إلى الرذيلة من أجل فضحه، نكون قد قرأنا على أمَّتنا الفاتحة، ودخلنا دائرة “الفتنة” التي عاشها المسلمون في زمن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-، ومازالوا:
“إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري

    ثقافة أصحاب البلاد هي الطاغية في الجزائر. يعني ثقافة اللذين بقدرة قادر اصبحوا أثرياء وحكام دون ثقافة أصيلة ودون حضارة ودون تربية