الفاف تضع نفسها في ورطة مجددا ومشاركة فريق ثالث غير مضمونة

وضع الاتحاد الجزائري لكرة القدم نفسه في ورطة مجددا، بعد أن قرر التراجع عن ترشيح فريق اتحاد بلعباس للمشاركة في البطولة العربية للأندية التي ستنطلق في شهر أوت المقبل، بالتزامن مع توقيع رئيسي فريقي وفاق سطيف واتحاد العاصمة الأربعاء بمقر الفاف وثيقة التزامهما بخوض المسابقة. والغريب في الأمر أن الفاف طالبت الاتحاد العربي بإشراك فريق جزائري ثالث في المسابقة، ورغم قبول وفد الهيئة الكروية العربية الطلب، إلا أن مشاركة “الفريق الثالث” في المسابقة غير مضمونة تماما.

كشفت مصادر متطابقة لـ”الشروق” أن فريقي اتحاد العاصمة ووفاق سطيف رسّما الأربعاء مشاركتهما في البطولة العربية للأندية التي ستجري بنظام خروج المغلوب في الفترة ما بين أوت وماي المقبلين، حيث قام الرئيسان حسان حمّار وعبد الحكيم سرار بتوقيع وثيقة التزامهما بخوض البطولة، في حضور “لجنة الضيافة” المكونة من 3 مسؤولين بالاتحاد العربي لكرة القدم الذين حلوا بالجزائر في زيارة أول أمس الثلاثاء وغادروا أمس باتجاه تونس، وبعدها المغرب.

وأوضحت ذات المصادر أن مسؤولي الفاف بقيادة الرئيس خير الدين زطشي، أنهوا الجدل القائم مع الاتحاد العربي للعبة بعد أن كانوا قد احتجوا مؤخرا على قيامه بدعوة فريقي الوفاق والاتحاد إلى المشاركة في البطولة، دون العودة إلى الفاف التي كانت قد اختارت اتحاد بلعباس خلال اجتماع المكتب الفدرالي يوم 15 فيفري الماضي.

وبحسب ذات المصادر، فإن الفاف قبلت مقترح الاتحاد العربي، وطلبت مشاركة فريق ثالث في المنافسة، ووضعت بعض الخيارات قصد إحداث التوازن الجهوي وتفاديا لحساسيات أو تأويلات من خلال اقتراح أسماء نوادي شباب قسنطينة ومولودية الجزائر ومولودية وهران، ومنح مسؤولو الهيئة العربية موافقة مشروطة لنظرائهم في الفاف قصد إشراك “الفريق “الثالث” على غرار ما تم الاتفاق عليه مع الاتحاد المصري للعبة الذي سيكون ممثلا بنوادي الأهلي والزمالك والإسماعيلي، لكن وفد الاتحاد أكد أن أمر إشراك فريق جزائري ثالث في البطولة العربية سيكون مرتبطا بانسحاب أحد الأندية العربية المدعوة إلى المشاركة في البطولة، وبالتالي فإن مشاركة فريق جزائري آخر غير مضمونة إطلاقا، إن لم تكن مستحيلة، بالنظر إلى عدة عوامل أهمها ضيق الوقت، حيث إن مراسيم القرعة من المنتظر أن تجري في منتصف شهر أفريل المقبل، فضلا عن استحالة انسحاب أي فريق لكون الاتحاد العربي هو الذي سيتكفل بمصاريف كل الأندية المشاركة، وبالتالي فإن المشكل المالي الذي كثيرا ما تسبب في انسحاب بعض النوادي، لن يكون هذه المرة مطروحا إطلاقا.

ورغم الهالة الإعلامية التي أحدثها رد فعل مسؤولي الفاف ومعهم وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، حول الطريقة التي تم بها دعوة فريقي الوفاق والاتحاد من طرف الاتحاد العربي، إلا أن المعطيات الأخيرة أكدت أن الأمر لم يكن سوى “زوبعة في فنجان”، حيث كان من المفروض على الفاف أن تتمسك على الأقل بقرارها الأول بمشاركة اتحاد بلعباس في المنافسة “حفظا لماء الوجه”، أو حتى تفويض الاتحاد العربي اختيار الفريق الجزائري الثالث الذي سيخوض المسابقة، لكنه قرر الاستئثار بهذا القرار الذي قد يضعه في مأزق مجددا، لكونه سيواجه صعوبات كثيرة لاختياره من الأندية المذكورة سابقا، التي قد تحتج مرة أخرى في حالة عدم منحها “البطاقة الثالثة”، فضلا عن كون الاتحاد العربي اشترط عدة معايير لقبول إشراك فريق ثالث، أهمها امتلاكه قاعدة جماهيرية كبيرة وتتويجه بالألقاب.