-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في غياب مختصين... وانعدام التكوين

الفايسبوك لـ “نقد” الأعمال الرمضانية ودخلاء يقدّمون كخبراء

زهية منصر
  • 556
  • 0
الفايسبوك لـ “نقد” الأعمال الرمضانية ودخلاء يقدّمون كخبراء
ح.م
نبيل حاجي

تحوّل الفايسبوك إلى ساحة لمناقشة ونقد الأعمال المعروضة في رمضان، وفي ظل غياب منابر متخصصة ومدارس في التكوين السينمائي والتلفزيوني يتحوّل الفضاء الأزرق إلى ساحة لمحاكمة الأعمال ومنح الكلمة حتى لغير المتخصصين. وفي ظل استحواذ الفضاء الأزرق على ساحة النقاش وفرض نفسه بديلا عن الإعلام والمنابر التقليدية هناك من يدعو إلى استغلاله في الاتجاه الايجابي بهدف فتح نقاش مثمر وهادف حول الأعمال الرمضانية أو في الشأن العام.

ويرى جمال الدين حازورلي أن الفيسبوك أصبح ضرورة اليوم بل أصبح البديل النقدي لكل شيء ليس فقط لما يقدم على الشاشة الصغيرة، ولكن لكل تصرفاتنا وسلوكياتنا.. ويرى صاحب الحصة الشهيرة سينيراما أنه “جميل وضروري أن يبدي المشاهد رأيه حول الأعمال الدرامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهذا أمر مهم وفعل ديمقراطي..ويخدم بذلك الحركة النقدية الفنية.. بشرط أن يكون ذلك منظما وماطرا على صفحات فيسبوكية “ويعتقد صاحب البرنامج السينمائي الشهير أن المنابر الكلاسيكية للنقد والمتابعات صارت من الماضي” وذلك لاكتساح الفايسبوك والصحف الإلكترونية كل المجالات بل ويعتقد المتحدث أن الفايسبوك بإمكانه أن يكون نافذة يستفيد منها القائمون على الدراما “للتعبير عن الرأي والقيام بتوجيه صناع الصور التلفزية إلى ما ينتظره الجمهور…” ولذلك وجب على صناع هذه الصور إن كانوا جادين في عملهم أن ينصتوا لما يكتب عبر شبكات التواصل كي يحسنوا من مستوى أعمالهم شكلا ومضمونا.

من جهته يعتقد نبيل حاجي أنه وفي غياب “نقاد في المجال الفني عموما وفي مجال التلفزيون بوجه خاص، يجعل من التعاطي مع البرامج التلفزيونية الخاصة بشهر رمضان بعيدة كل البعد عن القراءة والتقييم الحقيقي وفق أدوات النقد التلفزيوني ومناهجه المتعارف عليه، “ونتيجة هذا الغياب فرض الموقع الأزرق نفسه كبديل “لإبداء الرأي” و”النقد” كل حسب أهوائه ونظرته الآنية لما يقدّم، وهناك من يصيب في وضع اليد عن مواطن الخلل وهناك ما يمكن اختصاره عن ردة فعل ساخنة حول العمل الذي روّج له سلفا ولم يعكس تطلعات المتلقي”. ويضيف حاجي أن هذا الوضع أملاه غياب تقاليد في متابعة ونقد وتقييم العمل التلفزيوني في بلادنا، وعدم قدرة القنوات ومنتجي هذه البرامج من خلق جسور مع الإعلاميين والمهتمين للترويج…”، وهذا ينتج عنه، “خلق مثل هذه المساحات الانطباعية التي تفتقد لنظرة موضوعية للعمل”. وفي السياق ذاته يؤكد حاجي أنه “من الواجب اليوم، أن ترسى تقاليد في متابعة وتقييم العمل الدرامي والتلفزي من خلال إشراك إعلاميين أو أقلام نقدية في المغامرة الإنتاجية ومتابعة مختلف تفاصيله منذ الانطلاق في المشروع، حتى تسعهم الكتابات النقدية إن صح القول في مساعدة المتلقي في التجاوب والتفاعل مع العمل المقدم”. وهذا كفيل، حسبه، “بالابتعاد عن ردود الفعل الآنية والساخنة والذاتية على هذه الوسائط التي يمكن أن تؤثر على الجمهور العام والقيمة الفنية والدرامية للعمل.

في الإطار ذاته يرى عبد الكريم قادري أن ما يكتب اليوم على الفايسبوك بخصوص الأعمال الرمضانية هي “انطباعات أكثر منها رؤى نقدية مؤسسة على معطيات ومرجعيات ثقافية”، لكن برغم ذلك يرى قادري أنها “مهمة جدا وتؤسس لصنع مدوّنة نقدية فنية مستقبلا، وتجعل من النقاش حول الإنتاج الفني خاصة الدرامي منه دائم الانعقاد، وهذا ما يجعل أصحاب هذه الإنتاجات يسعون لتطوير موادهم”، ويضيف المتحدث في تصريح للشروق أن “الفايسبوك تحوّل إلى وسط بين الجمهور والمنتجين”.

من جهة أخرى وبعيدا عن ما يكتب في الوسائط الاجتماعية يرى قادري أن النقد الفني مثله مثل عالم التلفزيون علم قائم بذاته، يملك أسسا ومرجعيات لا يمكن تحصيلها في الجامعة من خلال برنامج دراسي معين، هي مكابدات وبحث واطلاع مستمر، ثقافة حياة، يجب معرفة تفاصيل تكوين العمل، عناصره، أسسه، أهدافه، زلاته، مصادر قوته… من أجل إعطاء حكم نقدي يحمل الشرعية الفنية.

بالنسبة لسليم عقار، فقد أضحى النقد أو الانتقادات على الوسائط الاجتماعية “ماركة” مسجلة بحيث صار الجميع بإمكانه انتقاد البرامج، وأكثر من ذلك يضع رأيه كمرجع. ويجزم المتحدث أننا لا نملك خبراء في مجال السمعي البصري.

كما يجزم مدير سينيماتيك أن النقد يتطلب معرفة بالمجال وإلمام بالإنتاجات وحتى بما يدور خلف الكواليس، ورغم بعض الجوانب الايجابية للنقاشات التي تدور داخل الشبكات الاجتماعية لكنها تقدم دخلاء كخبراء بينما السمعي البصري مجال قائم بذاته ويحتاج إلى خبراء حقيقيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!