-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الفستي” لتقنين النهب!

جمال لعلامي
  • 442
  • 0
“الفستي” لتقنين النهب!
ح.م

الاتفاقية الجديدة بين وزارة الثقافة والكوبيين، من أجل إعادة ترميم القصبة العتيقة والعريقة، يعني فيما يعنيه، أن الوصاية ومعها ولاية الجزائر، تكون قد تخلت عن الصفقة التي أبرمها والي العاصمة المعزول، مع الفرنسيين، بقيمة 2600 مليار سنتيم، كدفعة أولى، حيث كان يُنتظر ضخ ملايير أخرى لاحقا!

تغيير الاتفاقية، أو إلغاء الصفقة الأولى، أو “تصحيح” مسار عملية الترميم، يدفع إلى التوقف من أجل التساؤل عن خلفيات وحقيقة مثل هكذا قرارات، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاريع وصفقات ومناقصات “عمومية”، وفي هذه الصفقة التي كان يرعاها والي العاصمة، تمّ تخصيص 2600 مليار سنتيم، لترميم القصبة، التي انهارت بعض بيوتها مؤخرا على قاطنيها!

نعم، 2600 مليار، تسيل اللعاب وتثير شهية أطراف الصفقة، سواء كانوا جزائريين أو فرنسيين أو كوبيين، ومصيبة مثل هذه الصفقات “الثنائية”، أنها في الغالب تسلك الطابع السرّي، وتكون بعيدة عن الشفافية والوضوح، باستثناء الإعلان الرسمي عن المبلغ المخصّص لتنفيذ الصفقة، وتصوّروا كيف يتم تخصيص 26 مليار دينار لعمليات ترميم!
هذا النموذج يحيل المراقبين والفضوليين إلى عديد الصفقات والاتفاقيات والمزايدات والمناقصات، التي كان جزء كبير منها تحت الطاولة، وباسم التراضي أو “القري قري”، ونصيب آخر تحت بواسطة “الراي رايي”، أو بالعربي عن طريق النصب والاحتيال!

إيه.. على الـ2600 مليار المخصصة للترميم، وآه على الملايير التي “راحت في كيل الزيت”، والملايير التي ضاعت في مجاري المياه القذرة، والملايير التي نُهبت باسم تبليط الشوارع وتغيير “الطروطوارات”، ولكم أن تتصوّروا كم ضاع من مليار على “الهفّ” و”الفستي”!

من يتذكّر مثلا، عاصمة الجزائر في باريس، والجزائر عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، والمهرجان العالمي للشباب والطلبة بالعاصمة.. من يتذكّر الملايير التي نهبتها قفة رمضان، والملايير التي دخلت “الصناديق” مثل صندوق الجنوب وصندوق الهضاب وصندوق النفقة وصندوق التضامن وغيرها، دون أن يستفيد منها مستحقوها الفعليون؟

قروض فلكية ومبالغ خيالية خرجت كذلك من البنوك، وفي عزّ الأزمة المالية المنجرّة عن تهاوي أسعار البترول، لكن الكثير منها خرجت ولم تعد، ولم يسدّد أصحابها من رجال الأعمال، لا فوائدها ولا أعادوا الأموال التي سلخوها من بيت مال الجزائريين، فكانوا سببا آخر لتعميق الأزمة الاقتصادية، بدل حلحلتها وابتكار مخارج النجدة لها!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!