-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفشل ليس قدرنا

صالح عوض
  • 346
  • 1
الفشل ليس قدرنا
ح.م

في شتى المشاريع التي تبنتها النخب السياسية في وطننا العربي كان الفشل هو نهاية المطاف ولم نجن من هذه المشاريع إلا الخسارة والحسرة، وبعد الخسارة نعيد الكرة في تجربة أخرى فاشلة وكأننا في حلقات لا نهاية لها من مسلسل التجارب والأخطاء.

طُرحت مشاريع التنمية والتكامل والتسيير وبناء دولة وخُصص لذلك ثروات البلاد التي تسرب جزء كبير منها إلى جهات باطلة.. وعدنا نحن الأمة الكبيرة التي تتبوأ الموقع الاستراتيجي في العالم وتمتلك من الثروات والمؤهلات ما يجعلها بحق صاحبة الحظ الأوفر في الإسهام الحضاري في المسيرة البشرية.

ولكن مع هذا كله ينبغي الانتباه بموضوعية إلى الصورة الأخرى من المشهد؛ حيث هذا الموار القوي المدوي في شبيبة الأمة في كل مكان، حيث ينفض أبناء الأمة الغيارى أيديهم من تلك المشاريع الفاسدة الطائفية والجهوية والفئوية ويطاردون الفسدة والمتهتكين لطردهم من المشهد كله.

وليس من باب الغرابة أن تبدو المنطقة العربية كلها غير مستقرة وتحت طرقات الغيب الشديدة مشرقا ومغربا وكل شيء قابل للتغيير والتبدل، وليس من باب الغرابة أن تكون أرض العرب وشعوبهم هي ساحة الحرب الكبرى منذ أكثر من قرنين واشتدت أوارها في السنين الأخيرة، ذلك بوضوح لأنها منطقة حيوية وأساسية وتحمل منهجا مختلفا وطبيعة ثقافية مختلفة.

إن استقراء التاريخ هنا مفيد جدا لأنه يقدم لنا صورا متقاربة مع ما نحن عليه.. فقبيل الإسلام كان العرب شذرا مذرا ولم يكن لهم إلا مملكتان واحدة المناذرة تحت وصاية الفرس وسلطان كسرى انوشروان والأخرى الغساسنة تحت وصاية الروم وسلطان قيصر، وبقية قبائل العرب تتصارع فيما بينها، فلقد اسقوا الصحراء دماء مهراقة غزيرة جراء عادات الثأر والتنافس المقيت في حروب لا تهدأ، واستمر الأمر كذلك حتى استفزت رجولتهم وأثيرت غيرتهم على عرضهم فانتفضت فيهم معاني الرجولة والكرامة فتوحدوا وكسروا هيبة كسرى في معركة فاصلة هي معركة ذي قار.

هنا إشارة مهمة: صحيح أنه لابد من منهج قوي ليصنع حضارة كما فعل الإسلام، ولكن أيضا لابد من الإحساس بالغيرة الوطنية والكرامة القومية والعزة الدينية ورفع التحدي إلى أقصى درجاته وعدم قبول العدوان على الثروات والأملاك والسيادة.. وليس خافيا أن العدو الاستعماري وأدواته في بلادنا العربية لا يتوقف لحظة عن التخطيط والتنفيذ لإحباط محاولاتنا في النهضة، ولكن هذا ليس قدرا، بل إننا نمتلك وعد الله بنصر عباده المؤمنين وبظهور هذا الدين على الدين كله ونمتلك لهذا الوعد شروطه ومؤهلاته لنصل ما انقطع من تاريخنا المشرق ونراكم على انتصاراتنا الوطنية السابقة في معارك التحرير الوطني انتصارات جديدة في النهضة والسيادة والكرامة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مامون

    كنا اذلة فأعزنا الله بالاسلام. فلن تكون لنا رفعة وازدهار الا به.