-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عبد الحميد عبابسة:

الفنان العبقري صانع رائعة “حيزية”

صالح عزوز
  • 1575
  • 4
الفنان العبقري صانع رائعة “حيزية”
ح.م

هو مغنٍّ وملحن ومؤلف، توفيت والدته قبل أن يحتفل بعيده ميلاده الأول، ولد في مدينة “باتنة” سنة 1918، ونشأ في بسكرة، ثم انتقل إلى مدينة قسنطينة، حيث تلقى تعليمه في اللغة الفرنسية.. لامس عالم الشغل، وهو في سن مبكرة، فاشتغل في مطبعة في مجلة الشهاب للشيخ عبد الحميد بن باديس، رفقة والده، الذي كان صحفيا في نفس المجلة. كان متفوقا في العلم الديني منذ نعومة أظافره، وعرف عنه حسن الصوت، لذا، كان من المتفوقين في التجويد، كما كان مولعا في سن مبكرة بخيرة الحناجر في الطرب العربي، على غرار أم كلثوم، التي هذبت حسه في هذا الميدان، وعبد الوهاب، وفريد الأطرش.. لذا، كان، في ما بعد، مبدعا وفنانا من طينة الكبار.. كيف لا وقد ارتوى من الاستماع إلى هؤلاء القامات حتى الثمالة.. انتقل إلى الجزائر العاصمة سنة 1930، واحتك بالكثير من الشخصيات، حين أصبح يدرس اللغة العربية، في مدرسة كانت تديرها جمعية العلماء المسلمين، وهنا تعرف على عملاق آخر في الأغنية الأصيلة، وهو عبد الرحمن عزيز. شهد له الجميع وكل من عرفه وجلس إليه من عباقرة ذلك الزمان بخلقه وقدرته على التحكم في أحباله الصوتية، لذا، لم يتردد الشاعر محمد العيد آل خليفة في أن يقدّم له النشيد المعروف “عليك مني سلام”، من أجل تلحينه. كان نشطا جدا ومجتهدا، ولم يلتزم بالأوقات المخصصة للتعلم من أجل تطوير نفسه فقط، فقد اشتغل كذلك كمنضّد حروف في المطبعة العربية. لقد تميز بعدة خصال، لم تكن في أقرانه، لهذا، كان متفوقا عليهم في بعض المجالات.. فقد استطاع أن يتعلم الضرب على آلات موسيقية عديدة، على غرار البيانو. استطاع أن يصنع لنفسه شخصية كبيرة، ومتمكنة، في تقديم الأجود في مجال اللحن، خاصة في الأغنية الوطنية في تلك الفترة، التي كانت بمثابة مفتاح للحماس، وكان بارعا في تلحينها، فلحن لصديقه “مفدي زكرياء” واحدة منها..

كان مولعا بالأغنية الوطنية، فصنع لنفسه فيها اسما من ذهب، استطاع من خلالها أن يلامس الشهرة بكل ألوانها، خاصة أنه كان مشبعا بالشعر الشعبي، كما أنه جالس الكثير من عمالقة ذلك العصر، وأخذ منهم مفاتيح النجاح والتمكن. كما كان من بين الوطنيين المتشبعين بالذود عن كرامة الجزائر وحريتها، لذا، كان شديد اللهجة تجاه المستعمر في مجاز 8 ماي 1945، فسجن سنتين نافذتين، رفقة الشيخ الحسناوي. وبعد الاستقلال، كرس نفسه لخدمة الأنشودة والأغاني الوطنية، كما ألف سيناريو الفيلم السينمائي “حيزية”. توفي سنة 1998، بالجزائر، عن عمر 80 سنة.

فنان من طينة الكبار، خلد لنفسه ولأسرته اسما لا يزال إلى حد الساعة مضيئا في الساحة الفنية، ويكفيه فخرا أنه من نفخ الروح في الرائعة “حيزية”، التي تبقى أجود ما تزينت به مكتبة الثقافة في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ماأدراه

    هل تعود العربية الفصحى التي تم القاؤها كجثة تنام بدون ذنب لم يأبه انسان لعشق اللغة

  • حب حيزيز حز في نفسه

    عندما جلس عند قبرها بعد ما رجع الناس الى منازلهم بعد الصلاة على الميت افتقد حبيب حيزية وجودها وجلس يهذي بشعر يقول فيه
    خايف من الليل لولا التراب كنتي جثة تحللت وملأت الدنيا نيترات فلم يدرك ان الروح مازالت

  • لا علاقة ببسكرة

    هو ولاد دراج بريكة

  • حيزية

    عزوني يا ملاح حيزية ماتت
    يا حفار لقبور سايس لا تلوح تراب على حيزية