-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسماء من الذاكرة

الفنان شريف خدام.. موزار شمال إفريقيا

صالح عزوز
  • 1936
  • 2
الفنان شريف خدام.. موزار شمال إفريقيا
ح.م
الفنان "شريف خدام" رحمه الله

اسم فني، قال عنه الكثير ممن عرفه،سواء داخلالوطن أمخارجه، إن مجرد وضعه في خانة الشعراء فقط وكذا المطربين، هو إجحاف له ولن يوفيه حقه،ولو قلنا هو ملحن ومجدد فحسب، فلن ننصفه. لذا، يجب أن يوصفبأنه ذاك الكل في مجال الفن والموسيقى القبائلية الجزائرية. استطاع أن يؤسس للأغنية القبائلية طابعا جديدا،وأن يخرجها بفضل اجتهاده وإبداعه، من خانة الشعبوية المحلية، إلى فن يرتكز على مؤلفات وقواعد عصريةأوصلته إلى العالمية،يغنى وتعزف موسيقاه في كل أقطار العالم وفي أكبر الأوبرات، وتستمتع به كل الأجناس دون استثناء.

كان شريف خدام ملحنا ومديرا للأكسترا،وشاعرا ومغنيا، كتب الموسيقى على طريقة الهندسة، كما عبر عنها الكثير ممن جلسوا إليه، وكانت موسيقاه تتميز بروح تقليدية كلاسيكية من حيث الكتابة والترتيب، لأنه كان يعرف الموسيقى ويتقن كتابتها جيدا. تعتبر الموسيقى عنده جزءا لا يتجزأ،أي كل متكامل، يجمع اللحن والصوت معا،يظهر من خلالها تناسق دقيق في كل ما قدمه للساحة الفنية..كل هذا الإبداع الذي أتى به الفنان، شريف خدام،استطاع من خلاله أن يقدم للأغنية القبائلية روحا جديدة، كانت تفتقدها من قبل. لذا، اعتبره الكثير هنا في الجزائر وخارجها مجدد الأغنية القبائلية.

ولد المبدع، شريف خدام، في قرية بومسعود، في “تيزي وزو”،سنة 1927، التحق منذ طفولته بالكتاتيب القرآنية في منطقة “بوجليل”،التي قضى فيها بعض السنوات،ثم انتقل إلى العاصمة،ومنها إلى بلاد المهجر،إلى فرنسا بالضبط، سنة 1947. اشتغل في عدة مصانع، منها مصنع لصهر الفولاذ ،ومصنع للطلاء،وفي نفس الوقت، وبالتوازي مع عمله اليومي، سجل في معهد للموسيقى لتعليم الصولفاج،تلقى دروسا على يد “فرنو لامي”،ورئيس الجوق الإيطالي الشهير “روبرتو بنزي”،ثم جلس إلى الفنان الموسيقار التونسي الشهير “محمد الجاموسي”، الذي تعلم عنه قواعد وأسس الفن الشرقي. استطاع بعدها أن يركب كل الأغاني التي قدمها على شكل هندسة كلاسيكية متميزة في الطرح والأداء.

كلمات مستوحاة من أعماق الحياة اليومية

لم يذهب شريف خدام بعيدا،للبحث عن مواضيع يترجمها في أغانيه،فقد عالج بصدقفي كل ما قدمه، الحياة الاجتماعيةللأشخاص، فكانت مخالفة بذلك لما قدمه من سبقه أو من عاصره في الأغنية القبائلية. وكانت في الغالب عبارة عن دروس قدمها إلى من كانيستمع إليه. اختلفت المواضيع التي تطرق إليها، وصبت أغلبها في الهجرة والوطن،والتغني بجمال الطبيعة، وكذا جمال المرأة، التي خصها بحيز كبير من مشواره الغنائي، وندد في بعض أغانيه بأن تكون المرأة كائنا من الدرجة الثانية، مؤكدا أن لها دورا فعالا في المجتمع، رغم كل الاختلافات. لذا، كانت عبارة عن مواضيع راسخة في التقاليد والأعراف، ولكنها في نفس الوقت تتزامن مع الحداثة. استطاع من خلال ذلكأن يلج أكبر القاعات والأبرات، حيث غنى سنة 1995 بقاعة”المؤتمرات” بفرنسا،وقاعة “الزينيت” بفرنسا كذلك سنة2005. بعد الاستقلال مباشرة، رجع الفنان شريف خدام إلى الجزائر،والتحق بالإذاعة الوطنية سنة1963، حيث عمل مقدما ومنتجا للبرامج الموسيقية،أنتج خلالها برنامج “مطرب الغد”،حصة كانت تستقبل مواهب الفن والموسيقى..
يشهد له اليوم الكثير من الفنانين، الذين وصلوا إلى العالمية، بفضله في وصولهمإلى ما هم عليه اليوم، على غرار الفنان القبائلي “إيدير”، الذي صرح بأنشريف خدام هو مكتشفه، وهو من وضعه على السكة الصحيحة في هذا المجال.

بعد كل هذا العطاء الفني، وافته المنية سنة 2011، تاركا وراءه إرثا موسيقيا كبيرا، مازال إلى حد الساعة، تعدى ثلاثين أغنية جديدة مكتوبة وملحنة، مرتبة ومؤلفة، يمكن أداؤها منطرف الفنانين من بعده.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Farouk Alger

    Bonjour, merci d'ajouter qu'il a appris par coeur les 60 chapitres du CORAN (ne pas dire qu'il a paasé
    quelques années au sein de l'école coraniqu de Boudjelil) . Il est décédé en 2012 et non pas en 2011. Il reste un grand chantre de la musique mondiale. Allah yarahmou.

  • شاوي

    بدون إستثناء ؟؟؟
    والحقيقة هناك إستثناء
    مصر السعودية الإمارات اليمن الكويت قطرالعراق سوريا سلطنة قابوس .....وهو تحد
    الكذب حرام
    صحيح هو معرف عالميا لكن عند العرب فــ لا