-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فرنسا بوجه شاحب وكرواتيا تعرضت للذل من إسبانيا

الفوز بكأس العالم لن يكون مستقبلا للأقوياء فقط!

الشروق الرياضي
  • 1763
  • 1
الفوز بكأس العالم لن يكون مستقبلا للأقوياء فقط!
ح.م
المنتخب الفرنسي

تسعون دقيقة من مباراة كرواتيا أمام إسبانيا سهرة الثلاثاء كانت كافية لتؤكد أن ما حدث في مونديال روسيا الأخير هو مفاجأة من العيار الثقيل، ليس ببلوغ منتخب كرواتيا الدور النهائي فقط، وليس بفوز منتخب فرنسا بالتاج العالمي وإنما أيضا بخروج منتخبات قوية تكتسح أي منتخب مهما كانت قوته في صورة منتخب إسبانيا الذي حقق أمام نائب بطل العالم نسبة استحواذ فاقت 80 بالمائة وصال وجال في الملعب، وكان وحده من يلعب فسجل ستة أهداف وأضاع ضعفيها أمام منتخب كرواتيا الذي لم تشتغل تقنية الإعادة مع هجمات منتخبه طيلة أطوار المباراة، ولولا تساهل إسبانيا، لفازت بعشرين هدفا من دون أن يصرخ أحد بالمفاجأة، في مباراة لعبها المنتخب الكرواتي بنجومه وعلى رأسهم نجما ريال مدريد مودريتش وكوفاجيتش ونجم برشلونة راكيتيتش، وفي غياب بعض نجوم إسبانيا ومنهم إينييستا ودياغو كوستا من الذين شاركوا في كأس العالم الأخيرة في روسيا.
المباراة كانت ضمن رابطة أمم أوربا وهي بطولة مستحدثة لتعويض المباريات الودية في أوربا، وحضرها جمهور غفير وتابعها الكرواتيون على المباشر ولكن الأرض أبانت أن بلوغ كرواتيا النهائي كان مفاجأة من العيار الثقيل، ولو لعبت إسبانيا مئة مرة أمام كرواتيا وفي أي ملعب كان ولو في عاصمة كرواتيا زغرب ما تمكن المنتخب الكرواتي من الفوز أو حتى التعادل وتفادي هزيمة ثقيلة أمام أشبال إينريكي الذين قدموا لكرواتيا درسا راقيا في كرة القدم، وسجلوا أمامها بكل الطرق الممكنة ورحموها بتضييعهم أكثر من دزينة من الأهداف في شوطي المباراة التي سارت في اتجاه واحد.
منتخب فرنسا بكل نجومه وبتشكيلته التي فازت بكأس العالم لم يكن مقنعا وسرق الفوز من منتخب هولندا الذي كان غائبا عن المونديال الأخير، وهو منتخب يتشكل من لاعبين صغار في السن ومنهم من لعب أول مباراة رسمية له مع جيل هولندي تنقصه الموهبة، ولعبت فرنسا على أرضها وأمام 76 ألف متفرج في أول مباراة رسمية في باريس منذ التتويج بكأس العالم، ولكن مجريات المباراة وما قدمه الفرنسيون أكدّ أن فرنسا سرقت مثل كرواتيا الوصول إلى نهائي المونديال، وأكثر من ذلك تمكنت من خطف كأس العالم من العديد من المنتخبات التي تستحقها.
كأس العالم هي منافسة تلعب في آخر الموسم الكروي، أي بعد أن تكون أقدام اللاعبين قد صالت وجالت مع دوريات صعبة ومعقدة ورابطة أبطال أوربا وكلها منافسات تفوق في حماسها وأموالها منافسة كأس العالم، وهو ما يجعل فسحة المناورة فيها كبيرة، وأي منتخب لو راهن عليها وآمن بها وحقق لها الاستعداد القوي لتمكن من المنافسة عليها حتى ولو كان تابعا لقارة أخرى غير أوربا وغير أمريكا اللاتينية، وربما المنافستين القادمتين في قطر ثم في كندا وأمريكا والمكسيك، فتحلق بالكأس إلى أجواء أخرى ما دام منتخب مثل كرواتيا قد بلغ النهائي وكان قاب قوسين من الفوز باللقب.
منتخب فرنسا المنتشي ببطولة العالم لعب أمام أنصاره بكل لاعبيه من دون استثناء وهم بوغبا وكونتي وغريزمان ومبابي في غياب واحد وهو الحارس لوريس، وتصادم مع منتخب هولندي شاب تغير بالكامل ولم يضم أي لاعب مشهور، وكان عليه الاستفادة من أخطاء تحكيمية ومن حارس هولندا لأجل الفوز في ربع الساعة الأخير من المباراة.
ولو أعيد تنظيم المونديال مئة مرة، ما حلمت فرنسا ببلوغ الدور نصف النهائي، وليس الفوز باللقب، فقد تأكد أن كأس العالم فيها الكثير من الحسابات التي لا علاقة لها بنوعية اللاعبين ونوعية اللعب الجماعي لكل منتخب، وإنما الظروف المحيطة بكل منتخب وبكل فريق، في صورة رونالدو الذي شارك في المونديال وهو يفكر في تنقله من ريال مدريد إلى جوفنتوس أو ميسي الذي تدخل في شؤون المنتخب فكان مدربا أكثر منه لاعبا، فسنحت الفرصة لكرواتيا وفرنسا وأخواتهما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جثة

    هذا امر عادي في كرة القدم ....