-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وعود المجلس البلدي السابق تتبخر في السماء

الفوضى تعود من جديد إلى السوق المركزي بالوادي

الشروق
  • 395
  • 1
الفوضى تعود من جديد إلى السوق المركزي بالوادي
ح.م

عاد السوق المركزي بمدينة الوادي، إلى سابقه عهده من حيث الفوضى، وضيق الشوارع والممرات، التي شكلت ازدحاما رهيبا في وسط المواطنين، فضلا عن عودة التجارة الطفيلية والتجارة الموازية، التي زادت من تأزم حالة الفوضى داخل السوق من جهاته السبع، في ظل تقاعس السلطات المعنية عن أداء مهامها في منع التجارة الطفيلية من العودة مرة أخرى، لاسيما بعد التجارب العسيرة في اقتلاعها بصعوبة لا يمكن تصورها.

ورغم الوعود التي أطلقها المجلس البلدي السابق لبلدية الوادي، وتعهده لأصحاب الأكشاك القصديرية، المحاذية لقاعة سينما الأصيل سابقا، الذين قامت البلدية بتكسير أكشاكهم و”براريكهم” غير القانونية، ليلة 30 ماي 2015 قبل حلول شهر رمضان آنذاك، بأنهم سيكونون ضمن الأوائل من المستفيدين من المحلات البالغ عددها 250 محل، التي قال رئيس البلدية يومها بأن أشغال إنجاز هذه المحلات، ستنطلق بعد شهر رمضان مباشرة، كما وعد بنزع ”البرّاكات” وإعادة ساحة السوق إلى سابق عهدها في نهاية الستينيات وفترة السبعينيات من القرن الماضي، غير أن الأيام أثبتت أن تلك الوعود كانت مجرد كلام للاستهلاك الظرفي فقط، حسب أحد الشباب الذي أزيلت “براكته”.

ومن جانبهم، تأسف العديد من الشباب الذين احترقت ”براريكهم” أمسية الجمعة 14 أوت 2014، في الساحة المحاذية لقاعة سينما الأصيل سابقا، وأخمدت الحماية المدنية تلك النيران بصعوبة بالغة، حيث سخرت قرابة 70 عونا، و6 شاحنات إطفاء و4 سيارات إسعاف، غير أن ألسنة اللهب التهمت سلعة أزيد من 34 شابا وأحالتهم على البطالة والفقر المدقع، في حين استعاد البعض منهم عافيته المادية نوعا ما، وأعاد إنجاز ”البراكة”، فإذا به يتفاجأ بالبلدية تأتي بعد 9 أشهر من الحريق لتنزع البراريك بالجرافة، وهو الأمر الذي رفضوه في بداية الأمر، نظرا إلى الخسائر التي لحقت بهم، وكلفتهم مئات الملايين، غير أنهم رضخوا للأمر الواقع بعدما تم طمأنتهم والتعهد لهم بأنهم سيستفيدون من المحلات التي ستشيدها البلدية في المكان ذاته.

ومرت السنوات ولم تف البلدية بوعدها، في حين عادت التجارة الطفيلية، وأصحاب الطاولات في المكان الذي طردوا منه، بعدما توقفت عناصر الشرطة عن تأمين المكان ومنع عودة التجارة الطفيلية، وهو الأمر الذي زاد من حسرتهم، حيث صرحوا بأنهم ضحايا الوعود الكاذبة، في حين إنهم أكدوا على أنهم رضخوا لقرارات إزالة أكشاكهم، وذلك من أجل توسعة طرقات السوق، حتى يتمكن المستهلك من شراء متطلباته اليومية من غذاء وألبسة وأوان منزلية بكل أريحية، بعدما أعاق الاكتظاظ الذي أصبح إحدى سمات السوق، الكثير من المواطنين والسياح من دخول إليه والتسوق فيه بأريحية، وجاءت عملية التطهير لإعادة إحدى واجهات مدينة، التي تعتبر المرآة التي تعكس عمق الثقافة والذهنية لأهل المدينة، غير أنهم تفاجؤوا بعودة السوق إلى سابق عهده، ولم تواصل السلطات المحلية في فرض برنامجها المتعلق بالسوق، وهو ما سيعيد عقارب الساعة إلى نقطة البداية، حيث سيتجرع التجار الطفيليون مرارة ما ذاقوا، لكن يومها لن تجد السلطات المحلية أي مبرر لإقناعهم بالرضوخ لقرارات إزالة طاولاتهم وأكشاكهم، بالأخص أن الثقة أصبحت في خبر كان.

وطالب العديد من المواطنين الوالي بالتدخل، لإيقاف عودة المآسي التي مرت بالسوق المركزي سابقا، على غرار الحريق الذي وقع في شهر أوت 2014، وفتح تحقيق حول الدوافع والخلفيات لغض البصر والطرف لعودة التجارة الطفيلية وتجار الطاولات بالقرب من سينما الأصيل بالسوق المركزي، كما طالب بعض الشباب الذين طردوا من المكان في شهر ماي 2015، بألا يسمحوا لغيرهم بممارسة التجارة في أماكنهم القديمة وفي حالة تقرر عودة السوق إلى سابق عهده بطريقة غير مباشرة، فإنهم أولى الناس بالعودة إلى المكان الذي كانوا فيه، بالأخص أن منهم من اشترى المكان بمبالغ باهظة قبل أسابيع من مجيء جرافات البلدية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري

    اولا الفوضى ليست في سوق الوادي فقط بل هي في كل اسواق الجزاءر بل هي في كل الجزاءر. على بعد بضعة كلومترات فقط من العاصمة وبالضبط في بلدية الكاليتوس اسواق فوضوية وسط الطرقات وارصفة محتلة من طرف التجار وركن همجي للسيارات في اي مكان. لا مخطط مروري ولا شرطة لتنظيم المرور وكانك في الصومال. المشكلة ثقافية بامتياز. عندما يتجرا احد على التشويش على حركة المرور بتوقف سيارته العشواءي دون ان يحرك ذلك فيه ادنى شعور بخطا ما يفعله فالمشكلة ثقافية وفكرية وتربؤية وحضارية والامر يخص الجزاءر برمتها وثقافة اغلب الجزاءريين وليس فقط الوادي والا فاننا نكذب لاننا نخفي باقي الحقيقة