-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب البناء وغلق مسارات السيول وغياب النجاعة في الدراسات

الفيضانات بجانت قائمة في انتظار حلول ناجعة لمواجهة الكوارث

الشروق
  • 274
  • 0
الفيضانات بجانت قائمة في انتظار حلول ناجعة لمواجهة الكوارث
ح.م

تعتبر مدينة جانت إحدى أهم المدن المعرضة لمخاطر السيول والأمطار. ويأتي ذلك بسبب اعتبارات جغرافية، مرتبط بموقع المدينة وسط سلسلة جبلية، بل بموقعها في منطقة تصب فيها الكثير من الشعاب، مع واد كبير، يسمي “اجريو” التي تعني بالتارقية البحر، نظرا إلى حجم السيول الكثيرة التي تأتي منه.

ترتبط مخاطر الأضرار بشكل رئيس بمدينة جانت، بظاهرة البناء على حواف الوديان والشعاب، ففي الوقت الذي كانت أول نواة المدينة تتمثل في ثلاثة قصور مبنية فوق أماكن مرتفعة وبعيدة عن ممرات السيول، فإن النسيج العمراني الحدث بالمدينة، اتسع بشكل لافت في مواقع تعتبر مهددة بالسيول العادية، فضلا عن التهديد الأكبر الذي نجم عن تصرفات الإنسان نفسه، جراء غلق ممرات الوديان أو تحويلها إلى مرمى للنفايات الصلبة، خصوصا نفايات البناء والنفايات المنزلية، هذا ويعتبر مسار الوادي الرئيس لمدينة جانت، أهم روافد السيول وحتى المخاطر، بسبب قوة السيول التي تأتي في كل مرة على عدد من الأحياء، على غرار حي الجزيرة المبني على حافة الوادي، حيث كان الحي ضحية في العديد من المرات، إذ يعيش سكانه في كل مرة معاناة وأضرار اجتياح السيول للمنطقة، رغم الحماية المنجزة التي لا ترقى- حسب متابعين- إلى كبر المخاطر المرتبطة بالسيول، حيث لم تكن الخسائر مادية فحسب، بل كانت ضمن خسائر السيول، أرواح بشرية جرفتها المياه في العديد من المرات.

من جهة أخرى تكمن مخاطر السيول بمدينة جانت، بعد حماية أجزاء من المدينة من خلال إنجاز السد الواقي من الفيضانات على غرار وضعية حي جاهيل وأغلب الأجزاء الغربية للواحة، التي تضم سكانا، تبقى حياتهم دوما مهددة بالسيول التي تدمر في كل مرة الكثير من المساحات الفلاحية وتجرف حجما كبيرا من الأتربة، الأمر الذي يقلص في كل مرة حتى من المساحة الفلاحية للواحة القديمة غير المحمية من الانجراف ومياه السيول.

هذا، ويرى الكثير من الآراء عدم نجاعة الدراسات الجاري إنجازها والمشاريع التي يتم تجسيدها لحماية بعض أجزاء المدينة، كما هي الحال في مشروع حماية منطقة الجزيرة، حيث تبقى نجاعة الدراسات حقيقية حينما تصبح المشاريع تحمي فعلا المواطنين من السيول، وهو ما لم يحدث إلى اليوم، رغم العديد من التغييرات والمشاريع التي استفادت منها المنطقة، التي تبقى تحت رحمة الله وحده، حيث لا تزال السيول تجتاح المنطقة رغم الإنجازات التي تمت ويجري إنجازها إلى اليوم، ليصبح بذلك تحدي مجاري الوديان، ومحاولة التقليل من قوتها، أمرا ينطوي على مخاطر كبيرة، يتوجب تفهمها من طرف الجهات المسؤولة ومكاتب الدراسات والمقاولات المشرفة على الإنجار على حد سواء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!