“القاتل الصامت” يبيد العائلات.. ومواطنون يتجاهلون التحذيرات

أضحى تسرب الغاز كابوسا للعائلات، حيث حصد “القاتل الصّامت” منذ دخول موسم البرد عشرات الأرواح، لدرجة أبيدت عائلات بأكملها اختناقا، ورغم حملات التحسيس والتوعية التي أطلقتها كل من مصالح الحماية المدنية والأمن الوطني، إضافة إلى شركتي نفطال وسونلغاز، لا تزال أخبار الموت اختناقا تتوالى.
وكثّفت مصالح الحماية المدنية مؤخرا حملاتها التحسيسية، بخصوص تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي أباد عائلات بأكملها منذ دخول فصل الشتاء، والمؤسف هو عدم التزام المواطنين بالنصائح والتوجيهات، فيما يتعلق باستعمال المدافئ وسخانات المياه وقارورات الغاز، وتهوية المنازل ليلا، وتفادي الأجهزة المقلدة والتي تعمل بالغاز. وتمكنت مصالح الحماية المدنية منذ بداية السنة الجارية من إنقاذ 19 شخصا من الموت المحقق جراء تسرب غاز أحادي الكربون، فيما توفي 14 آخرون اختناقا بالغاز.
في الموضوع، أكّد المكلف بالإعلام على مستوى مؤسسة “نفطال” جمال شردود في اتصال مع “الشروق” الأحد، أن نفطال باشرت منذ دخول شهر أكتوبر المنصرم حملة تحسيسية ضد مخاطر الغاز، وخاصة غاز قارورات البوتان، شارك فيها مختصون من مؤسسة نفطال.
وحسب المتحدث، تنسّق نفطال لإنجاح حملاتها التحسيسية مع مصالح الحماية المدنية التي لتقديم توجيهات للمواطنين حول كيفية التعامل مع حالات الاختناق والحريق، وأيضا مع مديريات التربية، والتي تفتح أبوابها للحملات التحسيسية مع تقديم مطويات توعوية للتلاميذ، وحسب شردود “الطفل أحسن ناقل للمعلومة إلى العائلة”.
ويتأسف المتحدث، لسلوكات خطيرة تعود عليها المواطنون في التعامل مع قارورات الغاز، ما يتسبب في كوارث، وأهمها “تنفيس” القارورة” وهذا السلوك خطير، وأي قارورة يشك صاحبها في درجة أمانها عليه إعادتها لمركز التوزيع، حسبه، وأيضا سلوك وضع القارورة طوليا أثناء قرب نفادها.
كما حذر شردود من عملية تحويل الغاز من قارورة كبيرة إلى أخرى صغيرة بواسطة أنبوب مطاطي، وهو ما يهدد بحصول حريق، موضحا “الغاز المتسرب مثل المغناطيس، يتحرك في الأرض بسرعة بحثا عن أي شعلة نار، والخطر الأكبر عند إغلاق جميع منافذ الهواء”. كما دعا محدثنا، المواطنين لتغيير اكسسوارات قارورة غاز البوتان من الأنبوب والساعة دوريا.
من جهتها، ناشدت منظمة حماية المستهلك، المواطنين لتجنب اقتناء مدافئ وسخانات مياه مقلدة، مع ضرورة وجود أجهزة كشف تسرب الغاز بالمنازل.