-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عبد الرحمن مهداوي المدرب السابق للمنتخب العسكري لـ"الشروق":

القايد صالح ترك بصمته في الرياضة العسكرية وكان سندا كبيرا لنا

إسلام بوشليق
  • 1526
  • 1
القايد صالح ترك بصمته في الرياضة العسكرية وكان سندا كبيرا لنا
ح.م

عبر المدرب السابق للمنتخب الوطني العسكري عبد الرحمان مهداوي عن حزنه العميق بعد سماعه نبأ وفاة نائب رئيس وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي أحمد قايد صالح، وعاد بنا إلى الوراء ليروي لنا ذكرياته مع الراحل المجاهد البطل الذي وهب حياته لخدمة الوطن والرياضة العسكرية، وقال “إن القايد صالح أثنى عليّ بعد تتويجنا بكأس العالم بالبرازيل على حساب الفراعنة وقال للحاضرين في حفل التكريم: حافظوا على هذا الرجل لقد أدى الأمانة”.

كيف تلقيت خبر وفاة أسد الجزائر أحمد قايد صالح؟

ككل الجزائريين بحزن شديد بطبيعة الحال وأول من أخبرني بذلك ابني، لقد فاجأني بهذا الخبر الذي لم أكن أنتظره إطلاقا حيث بقيت في مكاني ولم أستطع أن أتلفظ بكلمة واحدة، وبصفتي كنت قريبا منه لما كنت أشرف على تدريب الفريق الوطني العسكري اكتشفت طيبته، لقد قدم الكثير لكرة القدم العسكرية خاصة وللرياضة الجزائرية عامة، لقد سخّر حياته كلها في خدمة الجزائر.

متى كان لك أول احتكاك به؟

كان ذلك سنة 1993 لما كنت أشرف على الفريق الوطني الأول أنا وزميلي مزيان إيغيل، حيث كنا نحضّر لمقابلة ضد فريق بورندي، نحن كنا لا نعرفه كثيرا نسمع عليه فقط، وكان أنذاك قائدا للناحية العسكرية الثانية، حيث استدعانا إلى المقر العام للناحية العسكرية الثانية بوهران ودعانا إلى جلسة حميمية، حيث شجعنا كثيرا وقال لنا “نحن معكم وسنتكفل بحمايتكم أنتم للأمام ونحن وراءكم”، ومنذ ذلك الوقت لم يتخلى علينا في أي منافسة كروية، كان حاضرا قبل وبعد الحدث الرياضي، والحمد لله لقد ترك بصمته على الرياضة العسكرية وذلك ببناء المنشآت الرياضية من ملاعب وفنادق ذات 5 نجوم ومسبح أولمبي بمقاييس عالمية، وعندما تقف على هذه الإنجازات الضخمة تحس أن رجلا كبيرا يقود المؤسسة العسكرية في الجزائر.

بصفتك مدربا سابقا للمنتخب العسكري هل لك من ذكريات معه؟

أجل، الرجل له مواقف كبيرة ومؤخرا كانت لنا فرصة للتحضير للألعاب العالمية التي جرت في الصين أكتوبر الماضي، حيث وقف على تحضيراتنا التي احتضنتها النواحي العسكرية الثلاث الأولى والثانية والخامسة، ووفّر لنا كل وسائل العمل، والحمد لله حضرنا منتخبا وطنيا في القمة، حيث أجرينا 5 تربصات بالمركب الوطني للناحية العسكرية الأولى، وثلاثة تربصات في الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة وتربصين في وهران، ووفّر لنا فنادق في المستوى العالمي والمرافق الرياضية العالية الحمدلله لم نخذله وتحصلنا على المرتبة الثالثة.

بعد عودتكم هل كان في استقبالكم؟

رغم أنه كانت له انشغالات كبيرة إلا أنه خصّنا باستقبال الأبطال وأتذكر أنه قبل الرحلة إلى الصين ودّعنا في المطار وطلب منا الدفاع عن الألوان الوطنية وكأننا في ميدان الحرب، كما قدّم لنا توجيهات وتحفيزات، وكان حريصا علينا، وكان لنا نفس الاحترام والتقدير وكان في استقبالنا هو شخصيا.

وماذا قال لكم بعد تتويجكم بكأس العالم سنة 2011 بالبرازيل؟

آه.. إنها ذكرى عزيزة على قلبي لا تستطيع ذاكرتي أن تمحوها، خاصة وأن التتويج كان على حساب منتخب الفراعنة بهدف لصفر أحرزه سيد أحمد عواج في الدقيقة الـ 17، ولما استقبلنا في المطار منح لنا القيمة التي نستحقها وأعطانا تحفيزا ماليا، وطالب بضرورة الحفاظ على المكسب وقال لنا “أنتم أولادنا وتستحقون كل التقدير والاحترام خاصة وأنكم رجعتم من مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية ظافرين بالتاج العالمي، أنتم تستحقون كل شيء، وكم كان شعوري كبيرا أثناء عزف النشيط الوطني لقد رفعتم الراية الوطنية والجميع فخورون بكم” كما أوصى كل الضباط بمنح الدعم للمنتخب العسكري.

وأنت بصفتك مهندس هذا التتويج هل خصّك بشيء ما؟

أجل.. لقد شكرني كثيرا وأثنى عليّ والكلمة التي أثرت في نفسي لما ودعني في حفل التكريم، حيث أوصى الجميع وقال لهم “حافظوا على هذا الرجل لأنه أدى الأمانة”.

وماذا تقول عن هذا الرجل الكبير؟

لقد ساهم أحمد قايد صالح رحمه الله في استقلال الجزائر وإعادة بنائها، فقد سخر عمره كله للجزائر، فالبلاد خسرت بطلا من أبطالها ولقد وعد وأوفى، والرجل سيخلده التاريخ بعدما كتب اسمه بأحرف من ذهب، فقد سار بالحراك الشعبي لمدة 9 أشهر من دون أن تراق أي قطرة دم واحدة، وسار بالجزائر إلى بر الآمان وساهم أيضا في التخلص من العصابة التي كانت تتربص بالجزائر.

هل من إضافة؟

إنها فاجعة أليمة وقاسية أن ودع أمس، الشعب الجزائري أسدا من أسود الجزائر في هذا الوقت بالذات، كنا نأمل أن يواصل جهاده لكن الضغوطات الكبيرة نالت منه بسبب قلقه على مستقبل البلاد، وهو الذي حارب أمس المستعمر الفرنسي واليوم حارب عملاءها في الداخل والخارج، ومن دون شكّ سيكتب التاريخ مواقفه الشجاعة بأحرف من ذهب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الشيخ عقبة

    ليست لمسات ، إنما قد تمكن الرجل العظيم من أستنطاق روح الذات الجزائرية الحية النظيفة الأصيلة وإعادة تلقيحها بروح جزائرية عصرية جديدة " ربي يرحم عمي الصالح " ويسدد خطى من وقف بجانبه في خدمة الوطن .