-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سكان مناطق الظل بالولاية يستغيثون

القطفة في بوطي السايح بالمسيلة.. نموذج للتهميش

أحمد قرطي
  • 705
  • 0
القطفة في بوطي السايح بالمسيلة.. نموذج للتهميش
ح.م

جدد سكان منطقة القطفة التابعة إداريا لبلدية بوطي السايح شمال شرق ولاية المسيلة، نداءهم إلى سلطات الولاية، من أجل تخصيص برنامج تنموي استثنائي، لإنهاء معاناة السكان، الذين يعيشون على الهامش، في ظل العزلة التنموية والإقصاء، رغم الوعود الجوفاء، على حد وصف محدثينا.

يرى هؤلاء الذين التقت بهم “الشروق”، بأن مرارة البعد عن مركز البلدية بحوالي 40 كليومترا، والوقوع على الحدود مع ثلاث ولايات تتمثل في الجلفة، المدية والمسيلة، ليست السبب الوحيد في ظروفهم المعيشية الراهنة، بل زادهم الحرمان من العمليات التنموية عزلة وتهميشا وإحساسا بالحقرة، على حد تأكيداتهم، رغم توالي الوعود خاصة في المواعيد الانتخابية، أين تتحول القرية إلى مقصد للظفر بأصواتهم والعودة في مناسبة انتخابية أخرى.
وتتجسد معاناة حوالي ألفي نسمة، في انعدام المشاريع التنموية التي تساهم في استقرار القاطنين هناك، وهم من يشتغلون في الفلاحة وتربية المواشي لكسب قوت عائلاتهم، وكذا عدم دخول بعض المرافق حيز الخدمة إلى غاية الساعة، على غرار الفرع الإداري الذي يبقى موصد الأبواب، في وجه الراغبين في استخراج الوثائق الإدارية، مما يضطرهم إلى التنقل إلى غاية مركز البلدية على مسافة 40 كلم في ظروف صعبة وقاسية، لغياب وسائل النقل. وهو الأمر ذاته بالنسبة للفرع البريدي منذ التسعينيات.

والتمس محدثونا من المسؤول الأول بالولاية عبد القادر جلاوي، التدخل وتخصيص برنامج تنموي وتخصيص زيارة فجائية للوقوف على الأوضاع والحقائق، باعتبار المنطقة إحدى أبرز مناطق الظل التي تسعى السلطات العليا في البلاد إلى تنميتها وإخراجها من العزلة، وبذلك يأتي البرنامج المأمول الذي كان ولا يزال محل مراسلات وشكاوى، لينهي عقودا من التهميش وسياسة الإقصاء، فيتم إنجاز المسالك الريفية والإنارة العمومية التي تغيب عنهم، وكذا الربط بالغاز الطبيعي، على اعتبار أن القناة الناقلة تمر بجوار أراضيهم، دون أن تشملهم الاستفادة من هذه المادة الحيوية التي يضطرون إلى تعويضها بقارورات غاز البوتان، وتتحول خلال الفصل البارد إلى حلم يصعب تحقيقه.

ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، بل تمتد إلى معاناة التلاميذ المتمدرسين، الذين ينقلون في الساعات الأولى من الفجر من أجل الدراسة والتحصيل العلمي، يقطعون يوميا مسافة طويلة، ما دفع الكثير من الأولياء إلى حرمان فلذات أكبادهم من مواصلة الدراسة، خاصة بالنسبة للفتيات أو تركهم لدى الأقارب والأصهار في سيدي عيسى أو بوطي السايح، ناهيك عن وضعية سد القطفة الذي يحتاج إلى مشروع لتهيئته بالخرسانة، لتفادي ضياع كميات كبيرة من المياه، وكذا معاناتهم مع جسر وادي اللحم، بينما الحديث عن وجود ملاعب ومرافقه جوارية ترفيهية يعد ضربا من الخيال وحلما بعيد المنال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!