-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القمة العربية.. المخاطر الراهنة لا تقبل التأجيل

القمة العربية.. المخاطر الراهنة لا تقبل التأجيل
أرشيف

قمة الجزائر المؤجلة يفرض الواقع الراهن انعقادها عبر الدائرة التلفزيونية دون انتظار قد يطول، فالتحديات تعاظمت، والمخاطر المحدقة تختصر الطريق في ضرب قواعد الأمن القومي العربي.

استكملت الجزائر إجراءات عقد القمة في موعدها التقليدي، واستجابت لموعدها الجديد بالتنسيق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، لكن كورونا التي فرضت شروط التباعد الطارئ عطلت المواعيد السياسية المبرمجة رغم خطورة التحديات الراهنة التي تواجه العالم العربي.

كان الموعد المنتظر في مارس الماضي، التئام القمة العربية في دورتها العادية الـ31 بالجزائر، ألغت جائحة كورونا موعدها، على أن يتجدد في جوان الماضي، قبل إن يلغى هو الآخر دون تحديد موعد جديد.

كورونا التي تعلن عن تجدد موجاتها الوبائية في أنحاء العالم، يبدو أن حراكها لن يهدأ في زمن قريب، وتعاظم خطورة التحديات لن يقبل التمادي في التأجيل، لاسيما أن ملف كورونا بحد ذاته يضاف إلى جدول أعمال القمة العربية باعتباره تحديا جديدا بأبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية تدعو إلى مجابهته وفق قاعدة العمل العربي المشترك.

ملفاتٌ في غاية الخطورة على الأمن القومي العربي، مدرجة في قمة الجزائر المؤجَّلة، تمتد بمؤثراتها على علاقة العالم العربي بمحيطه الدولي، ومستقبل استقراره سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، في خارطة جغرافية تتآكل يوما بعد يوم أمام مخططات توسعية بلغت مداها الأرض والبحر والجو.

الملف الليبي بلغ أوج مخاطره التي تهدد بحرب إقليمية، قد تمتد إلى أوروبا، وتشعل نيران شرق المتوسط، ودول الجوار الواقعة في مرمى مدافعها، لم تر مبادراتُها في فرض حل سياسي ليبي– ليبي أي تجاوب إقليمي أو دولي، رغم التزامها بقرارات الأمم المتحدة.

الملف السوري المثقل بتعقيدات أمنية وسياسية تدخل عامها العاشر، حتى اتسعت مخاطره بتنوُّع التدخُّلات الخارجية، وتنامي النشاط الإرهابي في ظلِّ عزلة سياسية فُرضت على النظام السوري المستبعَد من محيطه العربي.

ويبرز الملف الفلسطيني بمستجداته، وما يحمله من مبادرة أمريكية أو ما يعرف بخطة “ترامب للسلام” أو “صفقة القرن” التي أغلق الرفض الشعبي صفحاتها قبل أن تذهب بعيدا في مسخها للقضية الفلسطينية، حتى تأتي خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أراض في الضفة الغربية، وكأنها تطبيقٌ مسبق لـ”صفقة القرن” التي تغير خارطة أريحا وغور الأردن، أجل تنفيذها بسبب الرفض الدولي.

أزمة حوض نهر النيل، حرب مازالت في طور دبلوماسي متعثر، تنذر بتوتر أمني مضاف في قارة إفريقيا، وحرب أهلية في السودان تتجدد، وحرب اليمن خطر يهدد بغلق مضيق باب المندب، يعززه صراع سياسي خليجي- إيراني يتصاعد، وينذر بعواقب وخيمة في منطقة الشرق الأوسط التي زادها انفجار مرفإ بيروت توترا.

 أزماتٌ وتحديات تجتمع في مواجهة العالم العربي، تهدد الوجود وقواعد استقراره، لن يتم احتواؤها دون موقف عربي مشترَك، مازال غائبا، بينما التحديات تتزايد بمتواليات هندسية، لن ينأى عن تهديداتها أحد، ولا يمتلك صلاحية اتخاذ القرار إزاءها سوى قمة عربية تأهلت الجزائر لتنظيمها بضمان قوة ثقلها الدبلوماسي ومكانتها المؤثرة عربيا ودوليا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • من بلادي

    منذ تأسيس هذه الجامعة المفلسة سنة 1945 وهي تعقد اجتماعات وقمم ولقاءات ....... ولم يحدث أن خرجت بنتيجة أو قرار أو اتفاق .......يستحق الذكر وهي كذلك الفريق الذي ينهي موسم بعد موسم ب 0 نقطة فابن خلدون أرخها : اتفق العرب على أن لا يتفقوا

  • nacer

    أنت مريض بايرن فيجب أن تذكرها حتى في منامك، جيد ، ستعيش و تموت و أنت تنظر لهذا الكابوس يفتت أفكارك المتهالكة و حقدك الكريه

  • ثانينه

    انتم مازلتم تعيشون في الماضي ..مازلتم تراهنون علي الجامعه العربيه .لهده الدرجه..شمال افريقيا اصبح يري مستقبله مع الضفه الشماليه للبحر الابيض المتوسط وهدا يعد بمستقبل احسن والحمد لله الامارات السعوديه قطر خارج عن السرب تبقي الدول اليائسه مصر سوريا اليمن جيبوتي الاردن السودان ....ليس في جعبتها الا التدمير والمشاكل