-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القنطة تقتل أيضا!

جمال لعلامي
  • 1421
  • 0
القنطة تقتل أيضا!

عندما يحذر الأطباء والمختصّون من تنامي أسباب ومسببات الموت بالسكتة القلبية، وسط الجزائريين، ومقتل جزائري بها كلّ 10 دقائق، فمن الضروري أن يخاف هؤلاء وأولئك من هذا “الوباء” الجديد نتيجة تفاقم الضغوط الاجتماعية والمهنية والقلق والفوبيا وغيرها، وتراجع نسبة المقاومة والمواجهة وعدم الاستسلام والرضوخ!
نعم، نار الأسعار التي تحرق جيوب المواطنين، وانهيار قدرتهم الشرائية، وسقوطهم أمام تغيّر طريقة المعيشة، ضربت أيضا سكينة الزوالية ممّن لم يعودوا قادرين على التصدّي، فسقطوا تحت “رحمة” السكتة القلبية!
الزحمة اللامتناهية عبر الطرقات، وما تنتجه كحتمية من قلق ونرفزة وضغط دموي وارتفاع السكّر، هي الأخرى من بين الأسباب المخفية للسكتة القلبية، التي تقتل موظفين أصبح عملهم بمثابة “الكوشمار” كلّ صباح!
التغيّرات الجوهرية العميقة، داخل العائلة، وما فرضته الحياة الجديدة على الأفراد، وتبدّل نمط العلاقة التقليدية بين الأولياء والأبناء، واقتحام أفكار دخيلة وغريبة مستوردة، قلاع الأسرة، تسببّ هو أيضا في تعرّض العشرات والمئات إلى السكتة القلبية!
السكتة القلبية سببها كذلك، ودون شكّ، تسلّل هذه الانترنت والفايسبوك واليوتوب إلى غرف نوم الجزائريين، وتدخلها الفاضح في حياة الأزواج وعلاقاتهم، وكشفها لأسرار البيوت، حيث عمّ الطلاق وتفشّى الخلع، بعد ما ماتت الضمائر وانتحرت الأخلاق والقيم التربوية وغاب الاحترام!
50 ألف “قتيل” سنويا، و70 ألف إصابة جديدة كلّ عام، يكشف إلى أن يثبت العكس، بأن السكتة القلبية، تحوّلت قولا وفعلا وعملا إلى “خطر” يتربّص بشرائح واسعة من مجتمع مريض بمختلف الأوبئة الاجتماعية والتربوية والثقافية والأخلاقية والاقتصادية!
سوء التسيير وفشل الكثير من الوزراء والولاة والأميار، وتلاعب النواب وتمثيلهم على المواطن بدل تمثيله والدفاع عنه، هو كذلك يعرّض مواطنين ومسؤولين إلى سكتة قلبية “ما يسلك فيها غير طويل العمر وقاسح الكبدة” مثلما يقول المثل الشعبي الشهير!
حتى العقليات تبدّلت و”تبهدلت”، ولم يعد مفهوم الحياة، مرادفا من نفس القاموس الذي كان يسيّر حياة الجزائريين في “الزمن الجميل”، فرغم البساطة والمعاناة والوجع، إلاّ أن المشاكل كانت تسيّر بطريقة فنية، تجنّب الأفراد والجماعات، مختلف الأمراض التي أصبحت توصف اليوم بأنها أمراض العصر، شفى جميع المرضى منها، وعفانا وإياكم.. اللهمّ آمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!