-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثلة حورية بهلول للشروق العربي:

الكاستينغ هو أكبر أكذوبة في الجزائر

صالح عزوز
  • 4770
  • 1
الكاستينغ هو أكبر أكذوبة في الجزائر
ح.م

 ممثلة أعلنت التمرد على واقع الفن والتمثيل في الجزائر، ونادت صراحة بضرورة التوجه إلى حراك ثقافي فني من أجل استئصال الفساد في هذا القطاع، تحدثت إلينا في هذا الحوار، عن نقاط خفية في هذا المجال وما يحدث في الخفاء، في عالم بلغ فيه السيل الزبى على حد تعبيرها، والكثير من أسباب التدهور الذي يشهده المسرح في الجزائر، وغيرها من النقاط والتفاصيل في عالم الفن والتمثيل.              

تنددين كثيرا بما يحدث في المسرح على شبكات التواصل الاجتماعي أين يكمن الخلل في رأيك؟

الفساد متجذر في هذا المجال وغيره منذ الأزل، الخلل يكمن في ضرورة تجديد المنظومة ككل، للأسف أن في الكثير من البلدان المسرح في تطور مستمر، وفي الجزائر العكس، فهو في تدهور دائم، أقولها صراحة، الجيل الأول من الإداريين و المسؤولين في هذا المجال يجب عليه الرحيل، وترك المكان للجيل الحالي من الشباب، أي يجب التجديد في هذا القطاع.

  إضافة إلى هذا الجانب ما هو واقع أبي الفنون في الجزائر من وجهة نظرك؟   

أولا، في المسرح يوجد قلة التكوين، بالنسبة إلى الإطارات التقنية، من حيث الإضاءة والصوت، أي كل ما يتعلق بالخشبة داخل المسرح، هنا في الجزائر لا يوجد تكوين ماعدا بعض التربصات التي تكون مدتها في الغالب خمسة أيام أو عشرة أيام، هذا لا أعتبره شخصيا تكوينا، ما نلاحظه كذلك أن في المسرح لا يوجد إشهار، أي إن الكثير من العروض تمر مرور الكرام دون حتى تقديمها للجمهور عن طريق لائحات كبيرة وملصقات، ووضعها في كل مكان من أجل جذب الجمهور بها، بالإضافة إلى هذا، لا يوجد هناك الدعم المالي “السبونسور” للمسرح في الجزائر، أرى أنه يجب على وزارة الثقافة أن تخصص ميزانية خاصة للتكوين خارج الوطن، أما في ما يخص التقشف فهو مجرد ذر الغبار في الأعين لا أقل ولا أكثر.

نعترف بأن المسرح لا يملك قاعدة جماهيرية كبيرة اليوم، عكس الماضي، كيف يمكن إرجاع الجمهور إلى الركح؟

الجمهور لن يرجع إلى المسرح بين عشية وضحاها، والأمر يتطلب الوقت، لأن الحديث عن المسرح في ما مضى على مستوى المدن الكبرى، على غرار العاصمة ووهران وباتنة ومستغانم، كان لديه جمهور معتبر، لأنه كان هناك مسرحيون حقيقيون وموهوبون.. أذكر فقط هنا على مستوى باتنة، فقد كانت ولادة، قدمت عدة وجوه في الفن الرابع، منهم علي جبارة، مسعودي، صليحة بن براهيم، لذا يجب اليوم البحث عن هذه السبل من أجل إرجاع هذا الجمهور إلى الركح، وهذا بتضافر الكثير من الجهات سواء الإدارية أم الفنية.

هل تقرين بأن الوزارة الوصية على الثقافة تهمش المسرح؟

نعم، الملاحظ اليوم أنها أصبحت تهتم كثيرا بالأعمال السينمائية والتلفزية أكثر من المسرحية، والدعم المعنوي والمادي كله يكون موجها إليهما.

على ذكر المسرح ألا تعتقدين أن هناك حلقة مفقودة وهي النص؟

نعم هو من بين العيوب التي يعاني منها المسرح اليوم، ومشكل كبير يجب طرحه، لأنه من المؤسف أننا لا نملك كاتبا مسرحيا يرقى في ما يكتبه إلى ذوق الجمهور، لكن توجد هناك محاولات ولا يمكن أن نقصي كل الكتاب،  وما تلاحظه اليوم، هو التحول إلى الاقتباسات والتخلي عن الإبداع، والجمهور في الحقيقة لا يحتاج إلى مسرحية فلسفية على غرار ما يقدمه شكسبير، ويجب التعامل مع الجمهور انطلاقا مما يفهمه وما يعيشه، من حالات وظواهر اجتماعية، ومن ثم الانتقال إلى المسرحيات الفلسفية المعقدة، التي تتطلب جهدا لحل طلاسمها.

ما رأيك في محتوى المهرجان المحترف للمسرح وما يقدمه من عروض؟

انطلاقا مما يقدمه من عروض، أتساءل: ألا توجد هناك رقابة على الأعمال التي تطرح وتعرض؟ لأنه من المفروض  أن تكون هناك لجنة قادرة على اختيار مسرحيات في المستوى، وتكون هذه اللجنة محلفة ويكون أعضاؤها ذوي خبرة في هذا الميدان ومثقفين ولديهم أعمال تشهد على تمكنهم، يمكنها العمل دون تمييز، للوصول إلى أعمال ذات جودة، وتكون كاملة من كل النواحي، لأن الملاحظ اليوم في الاختيار، أنه قد أصبح عشوائيا، ويمكن لكل من هب ودب أن يشارك بمسرحية، ما عدا ثلاثا أو أربع مسرحيات ذات مستوى رفيع يمكن الحكم عليها أنها مسرحيات متكاملة من كل النواحي.

طرحت مؤخرا إشكالية مسرح الجنوب الذي يقام في المسرح الوطني بالعاصة، كيف تعلقين عليها؟

أولا، المسرح لا يملك مكانا واحدا، ولماذا نسميه مسرح الجنوب، في الأصل المسرح لا يملك لا مكانا ولا زمانا.. بالنسبة إلي، الجنوب ليس منعزلا عن الجزائر، حبذا لو كان في كل مكان مسرح خاص بتلك المنطقة، لخلق التنافس بين كل ربوع الوطن، فلماذا نأتي بالمسرح من الجنوب من نقاط بعيدة تصل إلى 2000 كلم أو أكثر ليقام في العاصمة؟

تعتقدين أن من ينجح في التمثيل يجب عليه المرور على المسرح؟

نعم، حقيقة لا يعترف بها الكثير، لكنها تبقى حقيقة، نعم توجد هناك استثناءات لم تمر على الركح، لكنها حققت التميز، لكن الواقع يقر أن أغلب من نجحوا في التمثيل كانوا من قبل مسرحيين، كلثوم، نسرين، سيد أحمد أقومي، فتيحة سلطان، بوبكرة، رويشد، قريقش..

ما هي أصعب حلقة للتمثيل في رأيك؟

بالنسبة إلي الصعب ليس في التمثيل أمام الكاميرا، الصعب بالنسبة إلي هو التقمص، ما نلاحظه في الجيل السابق في هذا الميدان هو العفوية، لهذا صنعوا التميز، غير أننا اليوم نرى البعض سقط في التصنع، وهذا الأخير يحدث بداخلك صراعا.. وأرجع لأطرح من خلال هذه النقطة، مشكلة التكوين في الجزائر، لأن هناك شبانا لديهم طاقات وجب الاهتمام بها، من خلال تربصات وتكوين طويل المدة، وليس مجرد ورشات لعشرة أيام أو خمسة عشر يوما.

ماذا عن الكاستينغ في الجزائر؟

هو أكبر كذبة في هذا المجال، وجعل من أجل تغطية النفقات والإشهار فقط، والفنانة أكبر ضحية في هذا الميدان، ولا أتحدث عن أشباه الممثلات، اللواتي سمحن للذي يدير الكاستينغ بالاطلاع على أمور أخرى في اختياره، بدل النظر إلى الإمكانيات والقدرات. كما أن الكاستينغ، يجب أن يقسم إلى من يختار الأدوار الرئيسة وآخر للأدوار الثانوية، لكن في الجزائر يوضع الكل في قرعة واحدة، وهذا يخالف المهنية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سي الهادي

    ( جهل الشعب وسيطرة الرداءة واستكان الشباب للكسل والتوقف على الإبداع ) نفس المرض ينهش كل مؤسسات الأمة والسبب الذهنيات المتحجرة التي تمكنت من السيطرت وتوقيف دور مسار الحياة الطبيعية في الجزائر على مقياس السنة ال 20 هجرية .