“الكشّاف” مهنة ترافق المهربين في ولاية تبسة

عندما تتعرف على عالم المهربين، في لاية تبسة، فستعرف ضمن قواميسهم كلمة الكشاف، ومهامه تتبع وكشف الطريق للمهربين وأجره لا يقل عن 4000 دج يوميا.

أعمار محترفيها تبلغ قرابة 20 سنة أحدهم من الذين توقفوا عن ممارسة المهنة، تحدث للشروق: توفي أبي وترك لي مسؤولية العائلة، فكيف لنا أن نعيش وسط مجتمع لايرحم فسألناه لماذا لم تتجه للعمل سيما وأنك متحصل على شهادة جامعية، فأنت بهذه الطريقة تتسبب في خسارة للاقتصاد الوطني فأجاب بأنه في ذلك الوقت كان مقتنعا بأن العمل عند دولة لا فائدة منه فهي لا تعترف إلا بشهادة الميلاد والوفاة؟.

ثم أكمل حديثه: ما كان يهمني هو القوت لإخوتي وبأي طريقة، والحمد لله أنني لم أدخل عالم تهريب المخدرات والاسلحة، بل مواد عامة يحتاجها الناس من مركبات تستعمل في تهريب الوقود ولوحات ترقيمها من كل الولايات الجزائر وبومرداس ووادي سوف وخنشلة وقسنطينة وسطيف، خزانها يسع من 120 لتر إلى 360 لتر، بغض النظر عن سيارات المرسيدس 240 التي شهدت تعديل في خزانها بخزان سيارة زفران، وسعته 150 لتر وعلى طول الطرق المؤدية الى المناطق الحدودية سيما منطقة بئر العاتر، لا تحتاج الى وقت كي ترى سيارات من نوع آخر بترقيم أجنبي، كتب على لوحتها الامامية الزرقاء دبي تصدير، الملقبة بالقرش وسرعتها 220 كلم في الساعة إلى جانب تويوتا من نوع مازدا 2200 المعروفة باسم البطة، وسرعتها 180 كلم في الساعة، أما البومة فهي سيارة مازدا، وسيارات اخرى غريبة كنوع مازدا المعروفة ببوطريبيشة، وسميت بهذا الاسم تشبيها بهذا الطائر السريع الحركة والتخفي ناهيك عن سيارة المرسيدس الملقبة بالعقاب، كلهم مركبات بمحركات قوية تتجاوز القيمة المالية للواحدة اكثر من 300 مليون يستعملها المهربون الذين لم يكتفوا بوقود تبسة فحسب بل تعدوا الى ولايات مجاورة كخنشلة وأم البواقي وباتنة ووادي سوف.

صحيح أن التهريب نقص بشكل كبير في سنة 2019، لكن أرقام الخريف الحالي توحي بأن بعض الشبكات التي ضربت في الصميم في الأشهر الأخيرة من حراس الحدود والدرك، عادت للنشاط واسترجع بعض الكشافين من الشباب مهنتهم التي جعلتهم يطلقون كل المهن ويعتبرون الشهادة الجامعية لا طائل منها، ويتمنى الاولياء وسكان الولاية التعجيل بالإصلاحات الفلاحية والصناعية وحتى المنجمية لأجل القضاء نهائيا على آفة التهريب التي قتلت العباد والبلاد.