-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
متجلببات يتخلين عن الجلباب في نهاية الصيف

اللباس الشرعي يتحول إلى موضة صيفية

نسيبة علال
  • 15217
  • 6
اللباس الشرعي يتحول إلى موضة صيفية
ح.م

ظهرت مؤخرا بعض قطع الحجاب والجلباب، بألوان صيفية مبهجة، وتصاميم عصرية إلى حد كبير، خرجت بهذه الثياب من إطار اللباس الشرعي الذي له مواصفات وشروط، إلى اللباس العصري الذي يتماشى وآخر صيحات الموضة.

الجلباب موضة صيفية لدى البعض

انتشرت في شوارعنا مؤخرا ظاهرة غريبة، إذ بمجرد بداية موسم الحر، حتى تتهافت الفتيات على اقتناء الجلابيب العصرية، التي باتت تملأ السوق، يخترن الألوان الملفتة، وينسقنها مع أحذية صيفية مكشوفة، وبعضها بكعب عال، دون أن ننسى الحقائب المطبعة والمزركشة، بل إن بعض الفتيات تستعمل مع جلابيبها الصيفية إكسسوارات وقبعات ملائمة لها، والمظهر على العموم لا يوحي بامرأة ملتزمة، وإنما بشخصية عاشقة للموضة وجدت في الجلابيب تصاميم مريحة وفضفاضة وسهلة اللبس.

الأغرب من كل هذا، ما لاحظناه في السنوات القليلة الماضية، من كون الفتيات المتجلببات بهذا النوع من الجلباب العصري، يتخلين عنه بمجرد برودة الطقس ودخول موسم الخريف، فيعدن إلى ارتداء الحجاب العادي، أو المعطف مع التنورة او البنطال، وكأن هذا اللباس لم يعد صالحا.. هذا ما تفسره الأخصائية الاجتماعية، ميم بركان، على أنه ظاهرة أخلاقية بالدرجة الأولى.. فبعض الفتيات في المجتمع الجزائري لا يلبسن هذا النوع من الثياب المحتشمة عن قناعة، ورغبة في الستر والاحتشام وتتبع تعاليم الدين، وإنما يسرن وفق تيارات الموضة الجارفة، خاصة أن الترويج لجلابيب البنطال العريض، وجلابيب القطعتين الملونة والمزينة بالخرز والأحجار اللامعة والسلاسل المعدنية، أصبح يؤتي أكله، عن طريق استعمال الإشهارات الممولة على وسائل التواصل الاجتماعي، بتوظيف عارضات مثيرات، وابتكار تصاميم شبابية وأنيقة.

قمنا بزيارة إلى بعض المحلات بالعاصمة والبليدة، وتجولنا بصفحات بيع الجلباب، فلفت انتباهنا الغياب شبه التام للجلباب الشرعي الذي يجب أن يكون طويلا يغطي القدمين، وذا قماش فضفاض وغير شفاف، وغير لاصق، وأن يكون بقطعة أو قطعتين إحداهما حجاب، كل ما صادفناه هو تصاميم جريئة جدا مقارنة بلباس شرعي، عبارة عن تنورة مع خمار طويل، تشبه لباس الصلاة، محفوفة بالدونتيل أو الأشرطة أو مرصعة بالخرز والأحجار اللامعة، أو بنطال عريض يشبه “سروال المدور”، الموجود في عاداتنا وتقاليدنا، وهذا السروال يحفه مطاط من أسفل ما يعني أنه لا يغطي قدم المرأة، وهذا التصميم حسب الباعة هو الأكثر رواجا هذه السنة، لأنه لباس عملي وشبابي بامتياز ويمكن اعتماده مع الأحذية الرياضية.

متجلببات يعترفن

بعد سؤالنا عن حكم نزع الجلباب بعد اعتماده، أخبرنا الشيخ محمد دحمان، إمام مسجد بتيبازة، أن الفتاة التي تلبس لباسا شرعيا ساترا وتلتزم بشروط الدين في لبسها، ثم تعود إلي العري أو إلى اللبس الفاضح آثمة، ومع البحث لم يقدم لنا الإمام حجة واضحة، أو دليلا من القرآن والسنة.

فتوجهنا بالسؤال إلى سمية، التي وجدناها بصدد اقتناء جلبابين باللونين الأزرق الملكي، والوردي، من إحدى علامات الجلباب الشهيرة بباش جراح، فطلبنا منها أن تطلعنا عن سبب اختيارها لهذه الألوان للباسها الشرعي، فقالت: “حرارة الجو في فصل الصيف تستدعي الابتعاد عن الألوان الغامقة، كالأسود والكحلي والبني..” وأضافت سمية بأسلوب هزلي ساخر: “… حتى أتمكن من تنسيقه مع إكسسوارات صيفية”. في المحل ذاته، التقينا س، فتاة أخرى يبدو أنها في الثلاثينيات من العمر، لا ترتدي جلبابا، ولكنها مصرة على تجريب واحد باللون البرتقالي الفاتح، في بادئ الأمر ظننا أنها تحاول لبس الجلباب لأول مرة، ولكن بعد حديثنا إليها، تبين أنها زبونة وفية، وأنها منذ فترة تقتني جلبابا أو جلبابين في بداية الصائفة، تقول: “أحب لبس الجلباب، فهو ساتر، ومريح وسهل الارتداء، لو لم أكن سيدة عاملة لما تخليت عن لبسه في نهاية العطلة..”.

تتخلى عاشقات الجلباب والألبسة الشرعية الملونة عن هذه الموضة الصيفية، ويفضلن استبدالها، بألبسة كلاسيكية وعملية أكثر، بحجة العمل والدراسة والمواصلات، فيعدن إلى اللباس العادي بعد أن يكوّن عنهن محيطهن صورة بأنهن التزمن.. هذه التصرفات، بالإضافة إلى التغييرات الكثيرة التي مست الجلباب وحولته من لباس إسلامي إلى لباس عصري لجلب الأنظار واستعراض إمكانيات الفتاة في تنسيق وتزيين القطع الصيفية، أفقدت الجلباب شرعيته، بل وساهمت بشكل واسع في ارتداد الكثير من الراغبات في لبس الجلباب وحتى الحجاب، فبعد أن كان أثار ارتداء الحجاب والقمصان القصيرة مع تنورات أو بنطلونات، جدلا واسعا ثم تحول مع الوقت إلى عادة جزائرية بامتياز ترتدي المرأة من خلالها ما يريحها وتجده مناسبا لمشوارها، مس هذا الأمر حتى الجلباب وأصبحت النساء يعتمدنه مثله مثل الجلابة أو الملاية أو غيرها، خاصة ببعض المشاوير، أو بفترات معينة من السنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • علاوة

    إلى علب
    واش دخلك ياعليلو في لباس النساء ؟ ولا ترموا المحصنات القانتات .....

  • أستاذ الشريعة

    كيف نعرف أنها إمرأة كاملة مادمت الأرجل " الثوابت " عير ظاهرة للعيان بوضوح ؟ قد تكون معاقة ومن ذوي الأحياجات الخاصة وذلك لا يفيد نشر مباديء ديننا الحنبف ، كذلك لا يمكن لها القيام بواجباتها الدينية " الأركان الخمسة " أيضا الوجبات الزوجية الكاملة .

  • علي

    مثل الذي يعلم ان الصلاة فرض عليه ويتركها
    نفس الكلام ينطبق على فتيات هذا الزمان يعلمن ان الحجاب فرض ويتعمدن نزعه في اوقات
    وارتادئه باوقات اخرى و استعماله كوسيلة في السرقة او الغش بالامتحانات .
    شوهوا صورة الحجاب واخذوا وزره ووز من عمل مثلهن .
    " وليحملن اثقالا مع اثقالهم "

  • علي

    الشيخ لم يقدم لكم دليل
    الدليل هو قول الله بسورة البروج والآية يحفظها حتى الصغار بالمدارس القرآنية
    وهي تتحدث عن الفتنة
    " ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق "

    لم يعد لنا الوقت لنضيعة مع نساء هذا الزمان ارتدوا الجلباب او تعروا ,
    يعرفون كل شيء ويتجاهلونه عمدا
    سيقفون بين يدي الله ويسالون ويحاسبون عن افعالهم وعقاب العارف والمتعمد اشد واعظم من الجاهل الذي لا يعلم

    مثل الذي يعلم ان الصلاة فر

  • محمد

    ماعليش تتبع الموضة غيل تستر روحا برك

  • omar

    جاء في المقال (أخبرنا الشيخ محمد دحمان، إمام مسجد بتيبازة، أن الفتاة التي تلبس لباسا شرعيا ساترا وتلتزم بشروط الدين في لبسها، ثم تعود إلي العري أو إلى اللبس الفاضح آثمة، ومع البحث لم يقدم لنا الإمام حجة واضحة، أو دليلا من القرآن والسنة.)
    اقول وهل تعري البنت والكشف عن مفاتنها يحتاج الى دليل ...حتى نطمئن الى حرمته
    فهذا حرام مجتمعا قبل ان يكون حراما دينيا
    كما أن الامور المعلومة من الدين بالضرورة لاتحتاج الى سرد ادلة وللتاكد اسأل اي بنت متبرجة وستقول لك التبرج حرام