-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الله لا تربّح المحرّضين!

جمال لعلامي
  • 1160
  • 4
الله لا تربّح المحرّضين!
أرشيف

البلديات ومعها وزارة التغبية تقص على الناس نكتة جديدة، مفادها أن الإطعام المدرسي سيكون من حق أبناء الأمهات العاملات فقط وحصريا، أي إن “وليدات” الأمهات الماكثات بالبيت، غير معنيين بهذه الوجبات التي كثر عليها القيل والقال، بعدما تحولت في الكثير من المناطق إلى وجبات لتسمين المفسدين وتجويع التلاميذ “الزوالية” القادمين من الربوات المنسية !
هذا هو التمييز والمفاضلة بعينه، وهذا هو الغباء والاستفزاز و”الحقرة” والتحريض على “خلاها”، فهل يُعقل يا عباد الله، أن يُحرم أبناء الغلابى ممّن استحدثت هذه المطاعم في الأصل من أجلهم؟ وهل يُعقل أن يستفيد منها أبناء الأثرياء ومزدوجي الوظيفة، ويُمنع من خدمتها أولئك المعدومون والمقطوعون من شجرة أو حجرة مرمية هناك في أعالي الجبال والمداشر؟
..”الله لا تربّح”، من يفكر هكذا، ويريد أن يفرض أفكاره على فئات المجتمع، خاصة تلك الشرائح المقطّعة إربا إربا، ولكم أن تتصوّروا كيف يفكّر هؤلاء ويُريدون من حيث لا يدرون أو يدرون نشر القلاقل والأقاويل، والأخطر من ذلك قد يتسبّبون في إثارة فتنة بين الأمهات العاملات والأمهات “العاطلات”، في معركة سينخرط فيها كذلك أزواجهم وأبناؤهم !
منطق الأمهات الماكثات بالبيت، يقول، بأنه من المفروض أن أبناء الأمهات الموظفات هم الذين لا يأكلون في المطاعم، لأن أمهاتهم باستطاعتهن توفير مصروف “الصاندويش”، أما الأمهات “البطالات” فلا يلمكن ربما حتى “بقشيش” طهي صحن “ماقرون” لاستقبال أبنائهن الذين يعودون من المدارس إلى البيت عند منتصف النهار !
في الحقيقة، فإن هذا النقاش والجدال، هو قنبلة أخرى، لا داعي لرميها بين “أفخاذ” هؤلاء وأولئك، ففيها ضرر كبير، ولا فائدة مرجوة منها، طالما أن المشكلة في المدارس، تبقى أعمق وأخطر من هذه “الكانتينات” التي أصبحت توزع على المتمدرسين حبة بيض مغلية وعلبة ياوورت، في تجاوز مفضوح، ونهب مقنن للقيمة الحقيقية لوجبة التلميذ المدرسية !
أتذكـّر أننا كنا نأكل في المطاعم المدرسية خلال الزمن الجميل، نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، مثلما نأكل في بيوتنا، وهناك نوع من التلاميذ كانوا يأكلون فيها أحسن ممّا يأكلون في بيوتهم، بسبب العوز والفقر والحاجة وعدم استطاعة الأولياء آنذاك مواجهة متطلبات الحياة، لكن اليوم ونحن في عصر “الفايسبوك” و”الكيراتين” يُراد للتلاميذ أن يتمرمدوا في مطاعم “البايلك” في ضربة موجعة إلى المدرسة العمومية !
من يُريد تقسيم المتمدرسين إلى نوعين، نوع يدخل المطاعم، ونوع لا يدخلها حتى “تشتغل” أمه خارج البيت، سيندم آجلا أم عاجلا، لأنه يدفع بالأمور إلى التعفين، والكراهية والأحقاد بين جيل صاعد يمقت المتآمرين والانتهازيين !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • شخص

    من يريد حذف البسملة و التربية الإسلامية و يفرض الفرنسية بالقوة (بدل الإنجليزية) و و و غيرها من القرارات التي لا تصدر حتى عن أعداء الجزائر و الإسلام. من يفعل كل ذلك، لا نستغرب بعدها يخرج بهذه القرارات !

  • ابن الشهيد

    أقسم لك با للله ياسي جمال لو ينزعوا هده المطاعم أحسن ،تعرف لمادا عملوها خصيصا لسرقة المال العام قانونيا ،الممونون للمدارس والثانويات والجامعات يدفعون حتى يحصلون على عقد التموين والبعض منهم يكون شريكا والا لا يمكنك ا، تتحصل على العقد لو تبوس عينك ؟ ادن على النظام ان كان صادقا في الدعم الأجتماعي أن يغلق الباب والنافدة التي يأتي منها الريح ولكن هدا النظام هو من يعمل بهده الطريقة مثل قفة رمضان والدعم للمواد الأساسية مثل الحليب والزيت والسكر كلها كلام في كلام مادام صاحبها لا يتقاضها فعليا ،انها سائبة وتحسب على الغاشي ،من الصعب أن نكون جيلا بعقلية بن غبريط ولا سلوكيات لا فالان ؟

  • صنهاجي قويدر

    ربما يأتي يوم حتى حق التعلم يكون فقط لابناء الامهات العاملات ، وعندها ستصبح البيوت خالية على عروشها تغلق صباحا ولا تفتح الا بعد المغرب للنوم فقط بعد أن تتعشى العائلة في الخلاء المخلي من مرتب الام العاملة هذا يعني ان الطفل سوف ينسى وجه امه ووجه ابيه , وعندما يكبر سوف ياخذهما في سيارة اجرة الى معتقل دار العجزة و-لااثم عليه -لانهما عقاه قبلان يعقهما ، اما المطعم فهو بالدرجة الاولى مرتع للمدير و الطباخات والمعلمين والمعلمات ، المدير ياكل في مكتبه والمعلمون ياكلون قبل التلاميذ والطباخات لا يخرجن بعد الظهيرة الا والقفف مملوءة بما لذ وطاب ثم تاتي العصافير تقتات من بقايا الطيور الجارحة

  • عبدالنور

    فقط الجزائر ماضيها احسن من حاضرها ... اواخر السبعينات...الله يرحمك يابومدين. .. قالوا الاشتراكية مشي مليحة. . رغم ان من جاء وراءه هم من دمر انجازاته وماترك خلفه من خزينة ممتلئة ونظام في كل شيء . ..من اجل أطماع شخصية واتباعا للشيطان الاكبر ذو الرؤوس الثلاث 'امريكا' وفرنسا وبريطانيا.