-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الله لا تربّح..!

جمال لعلامي
  • 869
  • 2
الله لا تربّح..!

البلديات ومعها وزارة التغبية تقص على الناس نكتة جديدة، مفادها أن الإطعام المدرسي سيكون من حق أبناء الأمهات العاملات فقط وحصريا، أي إن “وليدات” الأمهات الماكثات بالبيت، غير معنيين بهذه الوجبات التي كثر عليها القيل والقال، بعدما تحولت في الكثير من المناطق إلى وجبات لتسمين المفسدين وتجويع التلاميذ “الزوالية” القادمين من الربوات المنسية !
هذا هو التمييز والمفاضلة بعينه، وهذا هو الغباء والاستفزاز و”الحقرة” والتحريض على “خلاها”، فهل يُعقل يا عباد الله، أن يُحرم أبناء الغلابى ممّن استحدثت هذه المطاعم في الأصل من أجلهم؟ وهل يُعقل أن يستفيد منها أبناء الأثرياء ومزدوجي الوظيفة، ويُمنع من خدمتها أولئك المعدومون والمقطوعون من شجرة أو حجرة مرمية هناك في أعالي الجبال والمداشر؟
..”الله لا تربّح”، من يفكر هكذا، ويريد أن يفرض أفكاره على فئات المجتمع، خاصة تلك الشرائح المقطّعة إربا إربا، ولكم أن تتصوّروا كيف يفكّر هؤلاء ويُريدون من حيث لا يدرون أو يدرون نشر القلاقل والأقاويل، والأخطر من ذلك قد يتسبّبون في إثارة فتنة بين الأمهات العاملات والأمهات “العاطلات”، في معركة سينخرط فيها كذلك أزواجهم وأبناؤهم !
منطق الأمهات الماكثات بالبيت، يقول، بأنه من المفروض أن أبناء الأمهات الموظفات هم الذين لا يأكلون في المطاعم، لأن أمهاتهم باستطاعتهن توفير مصروف “الصاندويش”، أما الأمهات “البطالات” فلا يملكن ربما حتى “بقشيش” طهي صحن “ماقرون” لاستقبال أبنائهن الذين يعودون من المدارس إلى البيت عند منتصف النهار !
في الحقيقة، أن هذا النقاش والجدال، هو قنبلة أخرى، لا داعي لرميها بين “أفخاذ” هؤلاء وأولئك، ففيها ضرر كبير، ولا فائدة مرجوة منها، طالما أن المشكلة في المدارس، تبقى أعمق وأخطر من هذه “الكانتينات” التي أصبحت توزع على المتمدرسين حبة بيض مغلية وعلبة ياوورت، في تجاوز مفضوح، ونهب مقنن للقيمة الحقيقية لوجبة التلميذ المدرسية!
أتذكـّر أننا كنا نأكل في المطاعم المدرسية خلال الزمن الجميل، نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، مثلما نأكل في بيوتنا، وهناك نوع من التلاميذ كانوا يأكلون فيها أحسن ممّا يأكلون في بيوتهم، بسبب العوز والفقر والحاجة وعدم استطاعة الأولياء آنذاك مواجهة متطلبات الحياة، لكن اليوم ونحن في عصر “الفايسبوك” و”الكيراتين” يُراد للتلاميذ أن يتمرمدوا في مطاعم “البايلك” في ضربة موجعة إلى المدرسة العمومية !
من يُريد تقسيم المتمدرسين إلى نوعين، نوع يدخل المطاعم، ونوع لا يدخلها حتى “تشتغل” أمه خارج البيت، سيندم آجلا أم عاجلا، لأنه يدفع بالأمور إلى التعفين، والكراهية والأحقاد بين جيل صاعد يمقت المتآمرين والانتهازيين !
نـُشر في 11 12 2018

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • rachid

    Elle est où dans tous ça madame la ministre

  • ابن الجبل

    مادامت المدرسة عند غير أهلها ، فانك تسمع ومازلت تسمع !! .