-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لا تظهر سوى في شهر رمضان الكريم

“اللوطو”.. اللعبة التي حوّلت المقاهي إلى فضاءات للقمار

الشروق
  • 2296
  • 1
“اللوطو”.. اللعبة التي حوّلت المقاهي إلى فضاءات للقمار
أرشيف

بدأ شهر العبادة وبدأ معه “ضجيج” الأرقام، بعودة لعبة لا تظهر سوى بظهور هلال رمضان، حيث غزت في هذا السياق لعبة “اللوطو” أغلب مقاهي قرى ولاية بجاية وبدرجة أقل تلك المتواجدة منها بالمدن الحضرية، لتكون بذلك هذه اللعبة ميزة السهرات الرمضانية بهذه الولاية، بالرغم من أننا في شهر التوبة والعبادة، وهي اللعبة التي انتشرت ليس فقط في بجاية إنما بولايات عديدة من الوطن.
في الوقت الذي يتوجه فيه جموع المصلين، بعد الإفطار، صوب المساجد للصلاة وترتيل القرآن والدعاء، فإن الكثير من الشباب وحتى الكهول يقصدون من جانبهم، المقاهي التي تحوّلت هذه الأيام إلى أشبه بفضاءات للقمار، فرغم أن بعض هؤلاء لا يبحثون سوى على فضاء لقضاء سهراتهم، إلا أن بعضهم الآخر من “المدمنين”، تراهم منهمكين مع القريصات وأوراق اللوطو وكأنهم قد أبحروا في عالم متعة الربح والفوز بمبلغ مالي وبجانبهم علبة سجائر أو كيس شمة وفنجان قهوة.

قواعد غريبة!

أما عن هذه اللعبة، فهي تعتمد على المشاركة بمبلغ مالي يحدد غالبا بـ 20 دينارا فأكثر وذلك حسب المناطق، حيث يتسلم المشارك مقابل ذلك جدولا محددا في ورقة مستطيلة الشكل مدونة عليها أرقام من 1 إلى 99 قبل الشروع في عملية سحب الأرقام من داخل كيس بصفة عشوائية، وأول من يتمكن من ملء جدوله يتحصل على مبلغ مالي يختلف حسب عدد المشاركين، وذلك بعد خصم فائدة صاحب المقهى، يحددها بنفسه والتي تمثل غالبا نصف المبلغ الذي تم جمعه، بالإضافة إلى خصم حق المكلف بسحب الأرقام وكذا نصيب القابض الذي يقوم بجمع مبلغ المشاركة عن كل مشارك، وتتواصل هذه اللعبة في الغالب إلى غاية الواحدة صباحا أو أكثر، ولا تمارس هذه اللعبة سوى في شهر رمضان، وهي المفارقة التي لم يفهمها الكثير.

ندم .. لكن بعد فوات الأوان!

ونظرا لتزامن انتشار هذه اللعبة، التي تدرج حتما ضمن خانة القمار، وشهر العبادة، فقد منعت في هذا الصدد، لجان بعض القرى، هذه اللعبة بمقاهيهم، حتى لا يضيع أبناؤهم في الأوهام ويبتعدون بذلك عن الطريق الصواب، وهو ما استجاب له أصحاب عديد المقاهي، وفي المقابل فقد تم تنظيم دورات كروية تزامنا والشهر الكريم لفائدة شبابهم، في الوقت الذي ظل فيه ضجيج الأرقام ميزة أغلب المقاهي الموزعة عبر عديد القرى، حيث يرفض بعض المشاركين في هذه اللعبة، استلام ما ربحوه من أموال، كونه بكل بساطة من المال الحرام.
وقد أشار أحد الشباب، الذي كان مدمنا على هذه اللعبة، قبل استفاقته، حيث أصبح اليوم يقصد المساجد بدل المقاهي، أن مثل هذه الألعاب تفرغ الجيوب، وأن لعبة اللوطو تبدأ بمحاولة بسيطة لتجريب الحظ، قبل الوقوع في بحر الإدمان، وبعدها يدخل المدمن، الذي يبحث عن وسيلة لاقتناص فرصة الربح من أجل تحقيق ما لم يتحقق بالجهد والعمل، في نفق مظلم ومسدود، يخسر فيه ماله ووقته وأسرته وحتى علاقاته الاجتماعية- مضيفا- أن الرابح الوحيد في هذه اللعبة ليس إلا صاحب المقهى، أما “الزوالي” فلا يجني من وراء هذه العادة الغريبة، سوى الندم وعض الأنامل غيضا وحسرة على واقع بئيس لم يستطع التخلص منه، وما يترتب عن ذلك من تأثيرات نفسية، كون المدمنين على مثل هذه اللعب، لا يحصدون من وراء سعيهم سوى خسارات متكررة يعقبها إدمان على القمار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Moh

    علاه قليل مسابقة رمظان لي يبتها التلفزيون الجزائري في كل رمظان ملايين تشتري قسيمة الاشتراك و وفي الآخير إالفائزيكون واحد كلهم داخلين في مظمون اللوطو و القمار