-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الماديات..داء جديد ينخر جسد المجتمع ويقطع صلة الرحم

صالح عزوز
  • 1739
  • 0
الماديات..داء جديد ينخر جسد المجتمع ويقطع صلة الرحم

أصبحت الماديات سببا مباشرا في خلق الصراعات العائلية، بل ووصلت في الكثير من الأحيان إلى أن حولت العلاقات بين الإخوة إلى جحيم، ونار أتت على الأخضر واليابس، ورحل العديد منهم إلى الدار الآخرة، وهو لا يحدث أخاه لسنوات طويلة.. والغريب، أن هذه الصراعات أصبحت مثل موروث بين الأفراد، تبقى نارها مشتعلة لا تنطفئ.

الحديث عن هذه الماديات، يدفعنا دائما إلى الحديث عن أهم شيء أصبح اليوم بمثابة سيف للقطيعة بين الأفراد إن صح القول، وهو الميراث، الذي أصبح الشغل الشاغل اليوم، وقضية يجب الوقوف عليها دائما وفي كل وقت، لأنها حولت العديد من العلاقات بين الأفراد إلى جحيم، والسبب دائما هو تعنت بعض الأفراد، بالرغم من أن الأمر واضح وضوح الشمس، في كيفية تقسيم هذا الميراث بين الأفراد من كلا الجنسين، وموضح ومفصل، لا يمكن لعاقل أن ينكره أو يتعدى حدوده، لكن وللأسف، ونتيجة للجهل وطغيان المادة على العلاقة بين الأفراد، حتى ولو كان الأمر يتعلق بالإخوة، وهي أقدس رابطة إن صح القول، لكنها لا تصمد أمام الجشع والطمع الذي ران على قلوب البشر.

وصلت الحال في هذه القضايا التي لا تنتهي إلا في أروقة المحاكم، أن فرقت الأهل وزرعت ضغينة قارة لا تزول بزوال جيل من الأجيال، وأكثر من هذا، كانت السبب المباشر حتى في وقوع جريمة قتل من أجل تسوية هذه القضايا، فلم يفلح كلا الطرفين، بين من سكن السجون وبين من سكن القبور، والسبب هو حطام زائل مهما كثر، سواء كان مالا أم سيارات أم عقارات.. فهل حقا يطيب لك هذا، وإن عرفت أنه ليس من حقك، فهو موزع بينك وبين إخوتك ربما، أو بين أبناء العمومة وغيرها من العلاقات. وهو أمر غريب ومؤسف في نفس الوقت، فكيف بأن يرتكب الواحد منا جريمة قتل في حق رحمه.

لا يتوقف الأمر عند لميراث فحسب، بل فيه من الأمور المادية الأخرى، التي كانت سببا في قطع العلاقات بين الأفراد، وهي اليوم معلقة بين السماء والأرض، وقد أصبحنا اليوم نعيش في مجتمع طغت فيه الماديات بشكل كبير، حتى أصبح العديد من الناس لو خيروا بين المادي والمعنوي في العلاقات لاختاروا المادي، دون تردد، حتى ولو كانوا مع الأقربين. وحينما طغى المادي، زالت الكثير من الروابط الأسرية والعائلية، التي كانت في ما مضى هي الأصح في استمرار هذه العلاقات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!