-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المال الدراما والسياسة

زهية منصر
  • 291
  • 0
المال الدراما والسياسة
أرشيف

بعد مرور الأسبوع الأول من رمضان كشفت أغلب الأعمال العربية أنها لم تكن مستقلة عن الأزمات السياسية التي عرفتها المنطقة العربية، فعمل مثل هارون الرشيد لم يسلم من الانتقادات بتهم الطائفية وإثارة النعرات، حيث تم منعه من طرف نظام الأسد، وقال البعض إن إيران تقف وراء هذا المنع لأن العمل خالف الحقائق التاريخية في تناوله لنكبة البرامكة، وهذا تجني على الحقيقة التاريخية، مسلسل أبو عمر المصري رغم تربعه حتى الآن على عرش الأعمال المعروضة في رمضان، لكن وجهت له عدة انتقادات من بينها أن السيناريو يسيء لدولة السودان عندما قام العمل باتخاذ السودان كبلد يدرب الجماعات المسلحة أي أنه يدّعم الإرهاب، مسلسل آخر وجهت له اتهامات بتزييف التاريخ وهو مسلسل “المهلب بن أبي صفرة” الذي اندلعت بسببه أزمة بين الإمارات وسلطنة عمان، بعد أن قام منتج العمل بنسبة القائد الأموي إلى الإمارات، بينما تاريخيا ينسب القائد الأموي إلى سلطنة عمان، الأمر الذي لم يعجب العمانيين الذين يفاخرون بأن “أمير المشرق وخراسان” وُلد وتوفي على أرض السلطنة قبل 1316 عام،
تؤكد هذه الأعمال أن المال الذي يشكل عصب الصناعة الدرامية بإمكانه أن يفرض نفسه كموجه للعمل، ويصبح الأمر أكثر تعقيد إذا ارتبط هذا المال بالسياسة وسعى لصناعة حقائق غير موجودة أو غير محسومة تاريخيا، ومع الانتشار الجماهيري لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تساهم هذه الأعمال في خلق أزمات جديدة بين الدول وتأجيج نار الفتن والنعرات، وهكذا يصبح الفن عاملا آخر من عوامل الفُرقة، بعدما كان في السابق يرفع كشعار يجمع بين الدول العربية التي طالما فرقتها السياسات القطرية والمصالح الضيقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!