-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المال السّايب!

جمال لعلامي
  • 866
  • 2
المال السّايب!

خبران مثيران وعجيبان، الأول يحرّض على الانتحار فالقفز من أعلى قمة الأسكرام، والثاني يحرّض على الفرار دون عودة: شراء “نصائح وإرشادات” من مكاتب دراسات أجنبية مقابل 10 آلاف مليار.. وتخصيص 20 ألف مليار لـ”إنقاذ” شركة الخطوط الجوية الجزائرية من الإفلاس!
هل يُعقل أن يتم شراء هذه النصائح بكل هذه الملايير من مخابر أجنبية؟ أوليس للجزائريين القدرة والكفاءة لإنتاج النصائح؟ ثم لماذا انتظار وضعية الإفلاس بشركة مثل الجوية الجزائرية، التي من المفروض أنها الرقم الثاني من حيث الأهمية والجدوى بعد “البقرة الحلوب”، ليتم “نتف” أو اقتراض 20 ألف مليار من البنوك أو الخزينة من أجل إحياء شركة أصبحت ميّتة أو تكاد!
حكاية “الأبقار الحلوب” تتعدّد وتتجدّد ولا تتبدّد، وهذه الملايير “الضائعة” أو التي ستضيع، أصبحت لا تسرّ لا عدوّا ولا صديقا، وتصوّروا شركة بقوة “الجوية الجزائرية”، أو سوناطراك مثلا، تلجأ إلى الاستدانة والعيش بـ”الكريدي”، وهما “البقرتان” اللتان من المفروض أنهما تضمنان الحليب واللبن وحتى “الرّايب” و”الياغورت” والجبن للجميع!
بإمكان الجزائريين، أو جزء منهم، بيع النصائح والإرشادات بالعشرة ملايير التي سيدفعونها لمكاتب الدراسات الأجنبية، “المتعوّدة دايما” على بيعنا “الهفّ”، والدليل واقع الكثير من الشركات العمومية التي أفلست بطريقة احتيالية، وقبلها عمليات خوصصة الشركة وغلقها وبيعها بالدينار الرمزي بعد تسريح عمالها بالجملة والتجزئة!
من العيب والعار أن تفلس شركة من عيار “الجوية الجزائرية” أو سوناطراك أو سوناكوم أو الحجّار، مثلما كان من عجائب الدنيا، عند ما أفلست قلاع من شاكلة “سونيباك” و”سونيتاكس” و”السامباك” و”لوناكو”، هذه القواعد الخلفية التي وفرت في وقتها للجزائر ظروف قفزة نحو المستقبل بخطى ثابتة ومضمونة وبنتائج معلومة الخاتمة!
المشكلة ليست في الملايير التي تـُصرف هنا وهناك، على هذا أو ذاك، ولكن الإشكالية في طريقة صرف هذه الأموال وعلى الوجهة التي تـُصرف عليها، ولذلك فإن عملية طبع الملايير من العملة الوطنية لمواجهة أزمة السيولة المنجرّة عن تراجع أسعار البترول، لن تكون بالضرورة ناجحة، ما لم يُعرف مصير كلّ سنتيم مطبوع ومصيره في الينبوع!
إن سوء التسيير وتسيير السوء، هو سبب “خلاها” في كثير من حالات وملفات المال العام، الذي حوّله البعض إلى “مال سايب”، وطبعا المثل الشعبي الشهير يقول بأن “المال السّايب يعلّم السرقة”، ولذلك لا غرابة في العشرة آلاف مليار لشراء النصائح “الجايحة”، ولا في العشرين مليار لإنقاذ “الجوية” من السقوط بعد ما فشلت في الطيران!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • السبتي بومعراف-مواطن مغفل

    المال السايب يعلم الطمع وفساد الطبع-اخانا جمال لعلامي- ومن يعرف الغابة لا شك انه يعرف الذئب والذئاب قضى عليها ارهاب حرائق الغابات لشيئ في نفس يعقوب. فظهرت وتوالدت وتكاثرت ذئبان بشرية لا يعرف عمق خبثها حتى السلوقي المتمرس في الصحراء والحضنة والاوراس والتل. ذكر احد قراء جريدتكم الغراء منذ سنوات، انه يجب على صناع القراءر ان يشركونا في عائدات الفساد، لان للفساد عائدات حقيقية، والخطوط الجوية الجزائرية تجد فيها كل شيئ، الا الانضباط والاخلاق والاستقبال الجيد خاصة من المضيفين الذين لا علاقة لهم بكرم الضيافة وانتم تعرفون من هم؟؟؟؟؟الطيارون الجزائريون من احسن ما كونت الجزائر، لكن الجوع المستدام كبييييير

  • الطيب

    هذه الجماعة التي نشتري منها " النصائح " بكذا من الملايير ...ذكرتني ببائع " حبة الفهامة ! " في السوق . حيث ينادي : حبة الفهامة !...حبة الفهامة ! ... سلعة اليوم ما شي كل يوم !؟ فاقترب منه أحدهم و قال له : ما هذه الحبة !؟ فرد عليه صاحبنا : ذق حبة من عندي و تعرف عليها بنفسك ..فعندما ذاقها و جدها مجرد " بعرة !! " فرماها و قال له هذا بعر !! ...فرد عليه صاحبنا : و انا واش راني نهدر من الصباح ها هي طلعتلك الفهامة و عرفت أنها بعر ...و راك ذقت غير حبة وحدة و فهمت !!