-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المبيوع والحبّ المخدوع!

جمال لعلامي
  • 607
  • 0
المبيوع والحبّ المخدوع!
ح.م

الكثير من نواب “الموالاة” كسروا قاعدة “العشق الممنوع” مع الحكومة الجديدة التي لم “تتزوّج منهم”، ولم تسمح بأن “يتزوّجوا منها”، ولذلك شقوا عصا الطاعة فجأة ودون سابق إنذار، في محاولة لركوب “الحراك” داخل برّ-لمان، في إطار “تسخين البندير” تحضيرا للتشريعيات المبكّرة، التي بدأت روائحها تتصاعد من طرف سياسيين وقيادات حزبية!

حتى “عيد الحبّ” الذي تزامن هذه السنة مع عرض مخطط عمل الحكومة أمام البرلمان، لم يفلح في لمّ شمل “المتخاصمين” من النواب والوزراء، وقد ظهر بعض ممثلي الشعب في صورة “الأسد” الذي ينهش “الأرانب” من أجل البقاء، فقضية تجديد الهيئة التشريعية هي بالنسبة لهم قضية حياة أو موت، وطبعا مثلما يقول المثل الشعبي “ما يسلك فيها غير طويل العمر وقاسح الكبدة”!

لكن الظاهر، أن ما كان بين النواب والوزراء، في عهد النظام السابق، مجرّد حبّ مغشوش ومخدوع، لا يُمكنه أن يستمرّ، ولهذا انتهى واندثر على أيدي حراك شعبي سلمي كفر بالجهاز التنفيذي السابق مثلما لم يؤمن بالهيئة التشريعية التي ينادي هؤلاء وأولئك بحلّها وإنهاء عهدتها!

لم يعد للحبّ ولا للكراهية أيّ معنى، بين النواب والوزراء، فالصنف الأول محسوب على “الماضي”، والصنف الثاني يُراد له أن يمثل الحاضر والمستقبل، في انتظار تنفيذ مشروع التغيير وبناء الجزائر الجديدة، التي لا يمكنها أن تكون إلا بحكومة جديدة وبرلمان جديد، وعقليات جديدة ومتجدّدة كذلك!

المصيبة أن بعض النواب “القدماء”، حسب ما نقلته أصداء وكواليس وألسن طويلة، والعهدة على الراوي، مازالوا بالذهنيات القديمة والأفكار البالية، حيث تزاحموا خلال عرض مخطط عمل الحكومة، لاصطياد الوزراء وتسليمهم “ملفات” و”أظرفة”، يُجهل إن كانت تتعلق بشكاوى وانشغالات مواطنين زوالية، أم أنها طلب تدخلات ووساطات لتسوية مشاكل شخصية وعائلية لا علاقة لها بالتمثيل البرلماني؟

المطلوب من النواب أن يتكلموا بلسان المواطنين “المعذبين” في أطراف الجزائر العميقة، والدفاع عنهم “ظالمين أو مظلومين”، كما أن المطلوب من الوزراء خدمة البلاد والعباد بتنفيذ البرامج والوعود الحكومية، المستنبطة أساسا من برنامج رئيس الجمهورية المنتخب، وعندها قد يكون هذا التشخيص، واحدا من المفاتيح التي بوسعها تغيير الوضع ولو تدريجيا!

الأهمّ في المهمّ أن يتوفّر “الحبّ” بين النائب والمواطن، وبين الوزير والمواطن، أمّا الحبّ بين النائب والوزير، فيبقى كمن يمضغ الماء، طالما أن النواب والوزراء مجبرون “بلا مزيّتهم” على حبّ واجباتهم والمسؤوليات الموكلة إليهم، فانتخابهم وتعيينهم كان لهذه المهمة حتى وإن كانت مستحيلة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!