-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قالوا إن المسئولين يقدّمون لهم العون أمام الكاميرات ويغيبون بعدها

المتضررون من التقلبات الجوية يلجأون للاحتطاب لمواجهة الصقيع بسكيكدة

إسلام بوشليق
  • 505
  • 0
المتضررون من التقلبات الجوية يلجأون للاحتطاب لمواجهة الصقيع بسكيكدة
الشروق

شمر، المتضررون من التقلبات الجوية الأخيرة بمختلف قرى ولاية سكيكدة، وهذا على غرار سكان تيزغبان، ولمقاتل، والولجة بأولاد أعطية، والركوبة بوادي الزهور، وحي الطرانشي بأخناق مايون، وأولاد أحبابة، وقنواع، والزيتونة، والشرايع، الذين زارتهم “الشروق”، على سواعدهم بعد ما تأكدوا، بأن مختلف السلطات وخاصة الأميار، تقدم لهم يد العون تحت أعين كاميرات مختلف القنوات الفضائية الخاصة والجرائد وتغيب بعد غيابها، حيث يواصلون فك العزلة على أنفسهم وإزاحة الثلوج المتجمدة في شكل صقيع، التي تحاصرهم وتهدد حياتهم بالطرق البدائية بالعصي والهراوات.

وقال أحد سكان الولجة للشروق: “مطالبنا بسيطة جدا، فهي لا تتجاوز الحصول على العلف للمواشي وقارورات غاز البوتان لتدفئة منازلنا”، هي مطالب بسيطة، لكنها بالنسبة لهم فهي مهمة، وعندما تقترب منهم تسمع معاناتهم بأنهم ملوا من الوعود المعسولة المتمثلة في ربط منازلهم بغاز المدينة، لكن هذه الوعود أكل عليها الدهر وشرب ولم تر النور بعد، خاصة ببلدية قنواع، ليواصلوا رحلة البحث الطويلة للفوز بقارورة غاز في ظل شحه هذه الأيام، بسبب الطلب الكبير عليه، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين لعودتهم إلى عادتهم القديمة المتمثلة في الاحتطاب من الغابات الكثيفة التي تحيط بأكواخهم القصديرية لمكابدة برد الشتاء وتدفئة أجسادهم، حيث تسير النسوة لساعات من الزمن على الأقدام باعتبار أن السيارة لا يمكن أن تتجاوز تلك التضاريس الوعرة للظفر بحزمة من الحطب لكثرة الطلب عليها لتدفئة لياليهن، بعض النسوة في أم الطوب يستعن بالحمير لحمل أغصان الأشجار، فيما أن النساء مضطرات لحمل الأشجار على أكتافهن، كما يجدن أنفسهن مجبرات أيضا لجمع العلف للمواشي، حتى نحن في رحلة استطلاعنا عانينا الأمرّين للوصول إلى قرية الطاحونة بسيارتنا أين سلكنا طرقا وعرة وصعبة للغاية ولم تتوقف سيارتنا عن الاهتزاز من كثرة الحفر التي يخلفها كل شتاء ومياه الثلوج الذائبة، وعلى طول الطريق كانت الكلاب تنبح منبهة السكان بوجود غرباء عن المنطقة.

وبعد أن وصلنا راجلين إلى قمة الجبل أين تتواجد منازل السكان، تأكدنا بأنهم يعانون يوميا مرارة الحياة وينتظرون كل يوم بفارغ الصبر من يأتي وينظر لحالهم ويخرجهم من عزلتهم، نباح الكلاب كسر سكونهم الذي كان يخيم على المكان، وجوه العجائز شاحبة وأخرى محمرة تسكنها تجاعيد لتقدمهن في السن يحملن الأطفال الصغار فوق ظهورهن لتهدئة روعهم، والرجال حمل بعضهم الحجارة لطرد الكلاب وعيون ملؤها الأمل يترقبون من ينظر لحالهم خاصة عند تساقط الثلوج أين تغطي بعض الطرقات وأسقف المنازل وسفوح الجبال، فما عليهم سوى انتظار اللحظة التي ستذوب فيها تلك الأكوام الهائلة من الثلوج ليلتحقوا بالغابة للاحتطاب بعيدا عن أعين أعوان مصالح الغابات الذين منعوهم من ذلك، لأن التساقط الكثيف للثلوج يفرض عليهم قوته ولا يسمح لأحد مهما كانت مرتبته بمواجهته وهو ما يقرر مصيرهم ومتى يغادرون منازلهم ومتى يظلون فيها مختبئين وهم يرتعشون من شدة البرد.
وعليه فإنهم يجددون طلبهم للجهات الولائية من خلال “الشروق” التي زارتهم في عزلتهم وعلى رأسها الوالي عبد القادر بن سعيد المطالب بزيارة المنطقة للوقوف على مشروع توصيل سكناتهم بشبكة غاز المدينة، لأن معاناتهم متواصلة، خاصة مع حلول فصل الشتاء، مما يجعلهم مجبرين على البحث عن قارورات غاز البوتان مع تحمل أسعارها وعناء نقلها إلى المنزل، مضيفين أنهم يضطرون في بعض الأحيان إلى استعمال مادة المازوت، خاصة عندما لا تستطيع الشاحنة المخصصة لتوزيع قارورات غاز البوتان الوصول إلى أحيائهم بسبب تراكم الثلوج، كما أضاف سكان قنواع وقرى بني زيد أنهم باتوا يحلمون بمشروع الغاز الطبيعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!