-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المطالبة باستنساخ تجربة فرنسا لحل المشكل

المثول الفوري يخلق أزمة بين المتقاضين وأصحاب الجبة السوداء

الشروق أونلاين
  • 1767
  • 0
المثول الفوري يخلق أزمة بين المتقاضين وأصحاب الجبة السوداء
ح.م

اشتكى أصحاب الجبة السوداء من إجراء المثول الفوري للمتهمين، الذي دخل حيز التنفيذ عبر المحاكم الجزائرية، يوم 23 جانفي 2016، إذ تبيّن لهم وبعد 3 سنوات من التجربة، أنه إجراء خلق حالة فوضى، وتراكم لملفات المتقاضين، الذين يرفضون في الغالب دفع مستحقات المحامي.. طلب تأجيل القضية حيلة لجأ إليها بعض المحامين، لضمان تحصيل مستحقاتهم المالية من موكليهم، إلا أنها هضمت حقوق متهمين ببقائهم مدة أطول في السجن دون محاكمتهم.

قال المحامي لدى مجلس قضاء الجزائر، نور الدين بوعشة، إن المثول الفوري طرح إشكالا كبيرا في المحاكم، وتبيّن اختلاف واضح في تطبيقه من محكمة إلى أخرى، حيث ردّ وجود هذه المشاكل المترتبة عنه، إلى مسألة التنظيم، والتعامل معه، ووجود بعض النقائص في آليات مساعدة لتطبيقه كإجراء يخدم المتقاضي والمحامي معا.

وفي هذا السياق، كشفت المحامية، سعاد مهدية مقراني، عن الكثير من المشاكل التي تسبب فيها إجراء المثول الفوري للمتهمين، والذي جاء عوضا عن التلبس، ويكون إيداع السجن من اختصاص قاضي جلسة الجنح، حيث قالت إن مئات المحامين، تأسسوا للدفاع عن المتهمين، ووقفوا معهم أثناء التقديم أمام وكيل الجمهورية، وبعد مثول هؤلاء المتهمين أمام قاضي الجنح بإجراء المثول الفوري، تنكروا للدفاع، ورفضوا دفع مستحقاته.

وأكدت المحامية مقراني، أنها وقعت ضحية للكثير من المتقاضين الذين خضعوا للمثول الفوري، إذ بمجرد أن يأمر القاضي بإيداعهم السجن، أو يفصل في قضيتهم مع صدور حكم بسجنهم أو إطلاق سراحهم، يرفضون دفع مستحقات الدفاع عنهم، أو المرافعة لصالحهم أمام قاضي الجنح.

ويكون عادة المتابعون بقضايا القيادة في حالة سكر، وحيازة المخدرات المتمثلة في الكيف المعالج، والضرب والجرح، أكثر المتهمين الذين يحالون بموجب إجراء المثول الفوري على قاضي الجنح، ويُصدر ضدهم حكما مع الإيداع أو إطلاق سراحهم، حسب ما أكده لنا بعض المحامين، ويتهرب هؤلاء المتقاضون من دفع مستحقات المحامي، ويتحايلون عليه، ويكون إصدار الحكم بالسجن، عائقا أمام الدفاع الذي لا يمكن أن يجبر موكله بعد أخذه للمؤسسة العقابية على دفع المال.

وطلبات تأجيل قضايا المثول الفوري، لضمان تحصيل المحامي لمستحقاته من المتهم، خلق حسب الأستاذة سعاد مهدية مقراني، مشكلة تراكم الملفات، وأوضحت أن تأجيل قضايا المتابعة في حالة تلبس حسب الإجراء القديم، كان يبقي الموقوف في السجن قبل محاكمته لمدة يوم أو يومين فقط، أما تأجيل قضايا المتابعين بالمثول الفوري، يبقيهم في المؤسسة العقابية مدة 15يوما أو أكثر قبل محاكمتهم، وهو ما تسبب في تراكم الملفات، وزيادة الضغط على قاضي جلسة الجنح.

مشاكل كثيرة خلفها المثول الفوري، فحسب أصحاب الجبة السوداء، فإن قاضي الجنح يعالج الملفات التي أمامه وفي الأخير يلتفت إلى ملفات المثول الفوري، وهم المتهمون المتابعون بمختلف الجنح والذين يضافون إلى المتهمين المبرمجة قضاياهم من قبل.

وقالت المحامية، سعاد مهدية مقراني، إن قضاة الجنح يضطرون إلى تأجيل القضايا المبرمجة أو النظر فيها بطريقة سريعة من شأنها هضم حقوق المتقاضين، قصد الالتفات لملفات الماثلين فورا أمامه.

كما أن الجلسة تطورت في ظل وجود متهمين محاليون أمام القاضي بموجب إجراء المثول الفوري، وهذا أرهق المحامين وأعوان الأمن والقضاة الذين لا يطلعون بشكل دقيق على تفاصيل الملفات المطروحة أمامهم.

ودعا أصحاب الجبة السوداء، إلى تكليف قاضي خاص بملفات المتابعين بإجراء المثول الفوري، وإعفاء القضاة الذين تطرح أمامهم عشرات الملفات لقضايا مبرمجة مسبقا، وهو ما تطبقه فرنسا. وترى مقراني، أن القاضي المتخصص في قضايا المثول الفوري، أصبح ضروريا بعد الفوضى التي سببها هذا الإجراء، خاصة وأنه أدى -حسبها- إلى تراكم مئات الملفات ومعالجتها بما وصفته بـ”ليكيداج” لملفات المثول الفوري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!