-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المداخلة.. ومنطق احتكار السُّنة!

حسين لقرع
  • 4910
  • 18
المداخلة.. ومنطق احتكار السُّنة!
ح.م

يبدو أن السلفيين المداخلة في الجزائر، وفي مختلف بلدان العالم أيضاً، قد أصبحوا يفكّرون بمنطق “من ليس معي فهو ضدّي”، لذلك لم يعودوا يتحرَّجون من إقصاء شتى الفِرق الإسلامية المخالِفة لهم من دائرة أهل السُّنة والجماعة، وحصْرِ ذلك في فرقتهم وحدها والادِّعاء بأنها هي “الفرقة الناجية” التي تحتكر الحق وتدخُل الجنة، وما عداهم من فِرق “أهلُ ضلالٍ وبِدع وأهواء”!
ما معنى أن يطعن الشيخ فركوس في شتى الفِرق الإسلامية المعروفة كالأشاعرة والصوفية والإخوان المسلمين وجماعة الدعوة والتبليغ، بل حتى السلفية التي ترفع رايات الوطنية والحزبية.. ويحكم عليها بالخروج من دائرة أهل السُّنة والجماعة؟! من أعطاه الحق في إقصاء الآخرين والزعم –ضمنيا- بأنَّ الفرقة التي ينتمي إليها هي فقط من تنتسب إلى السُّنة وتحتكر الحق؟! إذا لم يكن الإخوان والتبليغ والصوفية والأشعريون وغيرُهم.. من أهل السُّنة والجماعة، فإلى من ينتمون إذن؟!
إنها قمّة الشطط والغلوّ ورفض الآخرين الذين لا يحملون القناعاتِ والأفكار نفسها والتشنيع عليهم وبخسهم حقهم وإنكار كل فضلٍ لهم على الأمة.. هو منطقٌ احتكاري يمارس الوصاية على السُّنة الشريفة ويدّعي احتكار تمثيلها، وينكر على شتى فِرق المسلمين حقّها في الاختلاف..
تُرى أين المصلحة في تقسيم الأمة إلى سلفيين مداخلة ينتمون وحدهم إلى أهل السُّنة والجماعة، وباقي الفِرق التي لا تنتمي إليهم كما يزعم شيوخ هذا التيار؟ ما الذي يمكن أن تجنيه الأمَّة من هذه التصنيفات الإقصائية الاتهامية والعدائية غير تغذية الفتن والانقسامات والاصطفافات التي لا تزيد المسلمين إلا تباعدا وتدابرا وتباغضا وعداوات مجانية؟
الأمة الإسلامية الآن تعيش أسوأ أحوالها، وتعاني الكثير من الأمراض التي جعلتها في ذيل ترتيب أمم العالم، وفي مقدمتها الفقر والجهل والتخلف واستبداد الحكام والخلافات القُطرية والاضطرابات والفتن الطائفية والمذهبية، وتغوّل الاحتلال الصهيوني الذي ابتلع فلسطين ووضع يده على المقدّسات، وانحياز أمريكا والقوى الكبرى إليه… وعوض أن يفكّر علماء الأمة وفقهاؤُها في كيفية المساهمة في إنقاذها وانتشالها من براثن التخلف والفوضى والفتن، وهو أحد أهمّ واجباتهم، أصبحوا يساهمون في تعميق انقساماتها وضعفها من خلال مثل هذه التصنيفات التي لا فائدة تُرجى منها ولا تزيد عامّة المسلمين إلا ارتباكا وحيرة.
ماذا كان يضرُّ الشيخَ فركوس لو احترم حق كل فرقةٍ من الفرق الإسلامية، القديمة والحديثة معاً، في الاختلاف والتمايز وغلّب لغة التعايش ومنطق “لكم دينكم ولي دين”، وترك أمرَ الجميع إلى الله؛ فهو وحده “أعلمُ بمن اتقى”؟!
ختاما، ندعو عامَّة المسلمين، وهم السواد الأعظم من هذه الأمة لحسن الحظ، إلى أن يواصلوا النأي بالنفس عن هذه التصنيفات المقسِّمة لصفوف الأمة الواحدة.. لا تكترثوا بمن يقول: نحن سلفيون أو نحن إخوانٌ أو صوفية أو أشاعرة… واكتفوا بالقول: نحن مسلمون وكفى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • رشيد سعدي

    أعجب من كاتب المقال في تناقضه فهو يقول "يبدو أن السلفيين المداخلة في الجزائر، وفي مختلف بلدان العالم أيضاً، قد أصبحوا يفكّرون بمنطق “من ليس معي فهو ضدّي”" ثم يقول: "من أعطاه الحق في إقصاء الآخرين"
    فنقول له: من أعطاك الحق في تصنيف الشيخ فركوس ونسبته إلى المدخلية، هل صرح هو بهذا؟ أم أنه اتباع الظن ومجاراة الناس في ابتداعهم المصطلحات وإلصاقها بالآخرين.
    كلمة الشيخ طويلة وفيها استشهادات بنصوص قرآنية والرد عليها إنما يكون بالكلام العلمي لا العاطفي، وكل كلام خارج النقد العلمي فإنه لا يساوي المداد الذي كتب به. أنصحك بمراجعة كتب الفرق لتفهم معنى كلام الشيخ، والسلام.

  • SAID

    تعجبني حكاية المرجعية الدينية و الفتاوى المستوردة. وكأن الجزاءر عندها نبي خاص بها ولم يأتي من الحجاز. أولا خلي يفهمونا مرجعيتهم مرة أشعرية و مرة صوفية و مرة مالكية. و الإمام مالك بريء منهم. ثانيا إن كان فركوس مخطيء لماذا لا تبينون عقيدتكم الأشعرية الفاسدة ولما تخفون طقوسكم الصوفية الخرافية أمام الناس لتفعلوها فقط في الزوايا. لما لا نراكم تتهجمون على عباد الأضرحة كما تتهجمون على من قال لكم لا معبود بحق إلا الله

  • abdelbasset

    عليّ نحت القوافي من معادنها *** وما عليّ إذا لم تفهم البقرُ

  • Lyceedirecteur@gmail.com

    الاسلام عانق هذه الارض الطيبة من 13 قرنا ،
    لا لفتاوى الفرقة المستوردة .
    لسنا اذنابا للذين افتوا بقتل الجزاءريين واليوم ينبطحون للرقص والراي .
    صبوا افكاركم واعمالكم نحو الاهداف الاسمى للامة .
    هل تحفظ 60 حزبا ايها المدخلي ؟
    واثق من الاجابة . انت بارع في الخطب لا غير

  • محمد

    من أين أتى حديث الفرقة الناجية؟ وكل الآيات والأحاديث تقول أن من قال "لاإله إلا الله" صادقا موقنا بها، يدخل الجنة ، وهم يقولون، لا..نحن فقط من يدخل الجنة ..ومعظم المسلمين لن ينجوا..عجبا والله. من أين أتو بهذا الدين ، الذي يترك القرآن ، ويترك حفظه كاملا وفهمه بتدبر، ويستمع لفلان وعلان. ويشطبون على القرآن بأحاديث غير متواترة؟

  • مصطفى

    ماذا كان يضرُّ الكاتب لو احترم حق الشيخ فركوس، في الاختلاف والتمايز وغلّب لغة التعايش ومنطق “لكم دينكم ولي دين”، وترك أمرَه إلى الله؛ فهو وحده “أعلمُ بمن اتقى”؟!
    حسنوا من مستواكم الفلسفي و تعلموا وثابروا ياأهل الفتن قبل أن تتحدثوا
    أغثيتم قلوبنا أغثى الله قلوبكم
    أما السلفية فهي الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سواها فهي الباطل فالحق واحد لا يتجزأ
    المداخلة زلزلوا قلاع الشرك والبدع بالحجة الصافية النقية البينة بكلام الله و سنة نبيه بفهم السلف الصالح لا بالمتزندقين المأسلمين المخنثين
    حتى وإن كثرت ذنوبي فإني أحبهم في الله

  • عمر عمران

    أستاذ حسين، عندي جواب على سؤالك: ( من أعطاه الحق في إقصاء الآخرين ؟؟؟؟ ) وأرجو أن تكون العلامة 10/10
    وقد استعملت بعض الغش لأنني ( نقّلته ) من كتاب عن تاريخ العصور الوسطى لأوربا.
    الجواب باختصار شديد: إنه الحق الإلاهي.

  • رضا الجزائري

    قال ابن خويز منداد من المالكية: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها. [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/96] فهل كان ابن عبد البر مدخليا ؟

  • محمد

    يوجد فرقة ناجية واحدة كما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم...فمن هي ....

  • Karim

    قال الشيطان " أنا خير منه" و "قالت اليهود و النصارى نحن أبناء الله و أحبائه" و يقول اليهود نحن شعب الله المخطار. .........
    و السؤال يطرح نفسه.

  • Sami ali

    الفرقة الناجية علمها عند الله

  • فوضيل

    إن كان الجزائريون "في غالبيتهم" مسلمين، مع اختلاف أنواع تديّنهم (وهذا هو التقدير الصحيح)، على الطائفة السلفية أن تدرك بأنها لا يمكن بحكم حديثها عن الشعب المسلم أن تتكلم باسمه أو تمثله، لا نقبل أي نوع من أنواع التجاوز أو التسلط أو احتكار الحقيقة باسم الدين ...أن يكون المرء مسلما اليوم، هو أن يؤمن بالدين الإسلامي بالشكل الذي يرتاح إليه ضميره، ويقتنع به عقله، غير أن ذلك لا يُخوّل له مطلقا أن يستهجن اختيارات الآخرين أو فرض نمط تديّنه وإيمانه على الآخرين، لأنه يبقى في النهاية اختيارا فرديا حرّا.

  • عبد الرحمان العنابي

    الشيخ الدكتور ربيع المدخلي أصول الديانة عنده هي القرأن ثم السنة الصحيحة ثم الإجماع ثم القياس وهي أصول وضوابط أهل السنة فالإعتبار بالحقائق لا التسميات فكيف تريدون أن تصنفو الصوفية عباد الصالحين والمتمسحين بالأعتاب والمتبركين بالأحجار والأشجار فكيف تصنفونهم أهل سنة ؟ وكذاك الأشاعرة والأحزاب السياسية الجامعة لكل الفرق الضالة من شيعة وخوارج وصوفية و و و كيف تصنفونهم أهل سنة ؟ فالسنة هي السير بالقرأن وصحيح السنن والإجماع والقياس كأصول الشيخ ربيع المدخلي والشيخ الدكتور فركوس ود جمعة الجزائري و و و

  • فاتح الجزئري

    الحق واحد جل وعلا ، وسبيله واحد لايتعدد وهو سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ، وهذا الأمر منذ أكثر من 14قرن ، قال تعالى :(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) إتبعوا الرسول الرباني ، ما كان رسولكم أشعريا ولا صوفيا ولا إخوانيا. يكفي فرقة ، يكفي بدعة ، الدين للعلماء المتقين ليس للأدباء أو الكتاب أو الأحزاب أو المغرورين بالشهادات الخاوية ، طبعا كل منهجه حسب البلد الذي درس فيه ؟!؟!؟!؟!

  • فاتح

    كل طريقة وكل نحلة يحدثها الناس تخالف شرع الله، فهي داخلة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وداخلة في الحديث الصحيح: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)) قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ((الجماعة)). وفي رواية أخرى: ((ما أنا عليه وأصحابي))، فكل طريقة أو عمل أو عبادة يحدثها الناس يتقربون بها إلى الله ويرونها عبادة ويبتغون بها الثواب وهي تخالف شرع الله فإنها تكون بدعة، وتكون داخلة في هذا الذم والعيب الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشيخ ابن باز رحمه الله

  • أبو أنس

    ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. فلك أن تعتبر من هذا الحديث يا صاحب المقال

  • kaouachi

    كل من يدعي العصمة فهو جاهل وكل سيخ او زعيم او مرشد يقول لا اريكم الا ما ارى فهو جاهل وكل من لا يستشير ذوي الاختصاص وذوي الراي والمشورة قبل اصدار اي قرارفهو جاهل

  • korr

    كلام الشيخ فركوس نابع كله عن علم ودليل، أمّا كلامك وما هذيت بمحض جهل وتخريف
    إذ كان الأجدر بمن ينتقد على الشيخ فركوس كلامه أن يناقشه علميا؛ بالحجة والبرهان، فالكلّ يحسن الانتقاد الأجوف الخالي من الحجج.