-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المدارس الخاصة إلى أين؟

المدارس الخاصة إلى أين؟
ح.م

التّجاهل الرّسمي للفوضى المسجّلة على مستوى المدارس الخاصة والطّرق الملتوية في الحصول على تراخيص فتح هذه المدارس، التي لا تحترم دفتر الشّروط المحدِّد لفتح المؤسسات التعليمية يحتِّم على المهتمين بالوضع التربوي التحرك لإعادة القطار إلى السكة.

ماذا يعني أن تكون اللّغة الفرنسية هي اللّغة المعتمَدة للتخاطب مع التلاميذ؟ وهل يحقّ للأولياء التّواطؤ مع المشرفين على هذه المدارس على تلقين التّلاميذ لغة وثقافة غريبة عن المجتمع الجزائري؟ وهل تقوم وزارة التربية الوطنية بدورها في مراقبة وتوجيه عمل هذه المؤسسات التّعليمية التي يُلزمها القانون تطبيق المناهج الرّسمية؟

ثم ماذا عن مستوى التّحصيل العلمي لتلاميذ هذه المدارس؟ وما حقيقة التّقارير عن المستوى الضحل للمتمدرسين فيها إذا استثنينا قدراتهم الضّعيفة في الحديث باللغة الفرنسية؟ ومتى كانت هذه اللّغة المحاصَرة في بلدها الأصلي مؤشرا على التّقدم والتّطور والعلمي؟

وليت الأمر توقف عند التعامل مع التلاميذ باللّغة الفرنسية، بل إن بعض المدارس تطبق البرنامج الفرنسي “عيني عينك” تحت أنظار الوزارة والمسؤولين ولا أحد يحرِّك ساكنا لوقف هذا الانحراف الخطير، واسألوا في ذلك النائب عمراوي مسعود عن التفاصيل.
أما الخطير في الموضوع فهو السماح بتحويل بنايات صُمّمت في الأصل للسكن إلى مؤسسات تربوية، وغالبا ما تكون هذه المدارس في أزقة ضيّقة ولا تتوفّر على مساحات وفضاءات لقضاء فترات الراحة خارج الحجرات الدراسية، وهو عيبٌ كبير يجعل التّلميذ يقضي يوما كاملا داخل الحجرات الدراسية أو في الأروقة.

أما ما يتعلق بالتّأطير؛ فإنّ المعلومات الواردة قد تكون الطامة الكبرى، ففي أحسن الحالات تتم الاستعانة بفئتين من الأساتذة، الفئة الأولى هم الأساتذة المتقاعدون من القطاع العام، الذين قضوا أزيد من 30 سنة في التدريس، وعلى الرغم من كفاءتهم وقدراتهم التي لا يمكن أن نشكّك فيها، إلا أن أغلبهم خارت قواه ولم يعد قادرا على العطاء بسبب عامل السّن.

أمّا الفئة الثّانية، فهي من الخريجين الجدد من الجامعة، وهؤلاء يلتحقون مباشرة بالتّدريس بعقود غالبا ما تكون مؤقتة، ولا يستفيدون من التكوين، ولا يخضعون للتفتيش والتّرسيم والمتابعة وغيرها من الإجراءات التي تعدُّ من الثوابت في القطاع العام، ومن سابع المستحيلات أن يلتحق الأساتذة المتخرجون من المدارس العليا، وهم زبدة الجامعة الجزائرية، بهذه المؤسسات الخاصة.

إنّ أقل الواجب أن يُفتح تحقيقٌ عاجلٌ حول المدارس الخاصة، ومعاقبة كل من تورّط في التّدريس باللّغة الفرنسية أو يطبّق البرنامج الفرنسي، لأن ذلك اختراقٌ خطير يتعارض مع قوانين البلاد، وكذا سحب الاعتماد من المدارس التي لا تحترم دفتر الشروط، ولا توفّر مرافق شبيهة بتلك التي توفرها المدارس العمومية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • جزائري وفقط

    نريد مدرسة تكون فيها الكلمة لأولياء التلاميذ في اختيار اللغة التي يدرس بها فلذات أكبادهم ويومها الكل حر في اختياراته أما أن يقرر أي من هب ودب مستقبل أبنائها فتلك هي الكارثة التي ليس هو من يدفع ثمنها ويواجه عواقبها بل المعني وأوليائه

  • victime d'arabisation

    اذا كان التدريس باللغة الفرنسية جريمة في منظورك فماذا تقول لعشرات الالاف من طلبتنا الذين يحاولون في كل سنة الالتحاق بالجامعات الفرنسية ?وماذا عن حادثة تدافع عشرات الالاف من طلبتنا أمام المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة يوم 29 اكتوبر 2017 والذي يتكرر في كل سنة من أجل امتحان المستوى الذي يعتبر الخطوة الأولى للالتحاق بالجامعات الفرنسية والتي تناقلتها كل وسائل الاعلام العالمية ? وماذا عن الالاف من أبناء جاليتنا التي تعيش في فرنسا والذين لا يفقهون الا اللغة الفرنسية ? .. ثم ماذا عن الذين يتظاهرون بدفاعهم المستميت عن اللغة العربية لكن كلهم يتسابقون لحجز مقاعد لأبنائهم في
    جامعات فرنسا ..منافقين

  • جزائر العجائب

    كل الطلبة الجزائريين يرغبون ويحاولون ويحلمون .. بالالتحاق بالجامعات الفرنسية يا سي رشيد والأدلة لا تنتهي
    جاء في جريدة الرائد 29 - 10 - 2017 : طوابير أمام المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر بسبب اختبارات اللغة
    في عربي بوست : السبت 08 - 02 - 2020 طوابير ومعاناة أمام المعهد الفرنسي.. طلبة جزائريون يصابون بالإغماء من أجل فيزا الدراسة في فرنسا
    العربي الجديد : 29 - 10 - 2017 طوابير من طلاب الجزائر أمام المركز الثقافي الفرنسي ... الهجرة بأي ثمن
    القدس : 08 - 02 - 2020 : صور تدافع آلاف الطلبة أمام المعهد الفرنسي تحرج السلطات الجزائرية والفرنسية

  • العاتري

    ما يحز في النفس أن السلطة تمنع تدريس اللغة الانجليزية كلغة ثانية ،وفي المقابل تتساهل في الدوس على اللغة الوطنية والأفضع من ذلك أن كثيرا من أطفالنا الصغار في الشمال الجزائري يخضعون للمسخ وغسيل المخ في رياض الأطفال باستعمال اللغة الاجنبية نطقا وتعليما ...ولعمري أأيقاظ بنو جلدتنا أم نيام فإن كانوا لحينهم نيام فقل قوموا فقد طال المنام ..

  • سليمان

    أظف الى ذلك تضخيم النقاط على حساب المستوى الحقيقي للمتمدرسين

  • نمام

    تدهور القدرة والشرائية وظنك العيش اصبح الوالد بين انياب وحش المال لقد فقدنا البوصلة الاخلاقية واصبحت الدروس الخصوصية تدر ذهبا بعد ان كان التعلم و العلم لا يمكن شراؤهما وحق اساسي اليوم للبيع و مثله مثل اي سلعة بدون نظرات هناك فشل سياسي و حكومي صارخ فلننظر لكشوف ابنائنا كشوف سوداء غير مراقبة علميا تجعل ابناءنا عرضة للانتهاك و الاستغلال للتحسن ادفع و هذه الدروس خارج المنظومة غير خاضعة للوائح المنظمة ولا يمكن قياسها على الاداءالتربوي عنوان المدارس للغات وهي تدرس الرياضيات و والعلوم و الفيزياء دون مراقبة صحية احيانا يحشرون فوق الاربعين والثمن يرتفع بدون وازع وبدت خلاوة المال احلىمن الايمان