-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

المرأة والإسلام

سناء الشعلان
  • 1309
  • 5
المرأة والإسلام
ح.م

المرأة كيان له رؤيته ومداركه وحاجاته وآماله المتباينة والمختلفة وفق معطيات ظروفه وزمنه ومتغيرات حياته ووجوده وأولوياته؛ ولذلك فأولويات المرأة ونظراتها في تنشئة الأجيال تختلف وتتباين، ولكن على المرأة، وهي المعوّل الأوّل عليه في التربية وتوجيه دفّة الأهداف ،أن تجعل من العدل والمساواة والحرّية والتحضّر والسّلام والعلم والارتقاء أهدافاً رئيسية ومركزية في خطتها الإنسانيّة في تربية الأجيال، وبخلاف ذلك،سيكون دورها سلبي، وستتعرقل أو تتشوه أو تحيد عن هدفها السّامي مسيرة الأجيال.
وكي نفهم أدوات المرأة المسلمة التربوية علينا ابتداءً ً أن نتدبّر حقوق المرأة في الإسلام، ونتعرّف عليها عبر الإسلام نفسه لا عبر آراء المفترين كي نرى أيّة حقوق وأيّ رقيّ قد وهب الإسلام المرأة، الحقيقة يجب أن يكون السّؤال : هل ستتمكّن الإنسانية في يوم من أن تهب المرأة حقوقها كما وهبها الإسلام حقوقها؟
والجواب يبقى بالتأكيد رهين الوقائع والمعطيات، ويبقى الإسلام هو الأرض الرحبة والعادلة التي تعطي المرأة كلّ الحقوق التي عليها أن تطالب بها بكلّ قوة وشجاعة، لا أن تبحث عنها بغباء رعناء في أرض الغرباء وديانات الآخرين ودساتير الأعداء.
وعلى المرأة أن تجاهر بالطلب بحقوقها، وعليها أوّلاً أن تحدّد مطالبها، وتنظّمها، ثم تضع آلية وتنتخب أدوات ونساءً ليقمن بدور الرّيادة والتمثيل وتقعيد الحقوق ، ورسم خطط الوصو ل إليها بعيداً عن كلّ الأضواء الحارقة التي هي في حقيقتها ليست أكثر من شرك يضعه الرّجل من أجل استعباد المرأة بأشكال جديدة تحت أغطية التّحرر والفجور وإشباع الرّغبات بكلّ الطّرق البهيمي
ومن أهم أشكال اضطلاع المرأة بهذا الدّور أن تقوم باستبعاد الرّجل الرّجعي الذّكوري السّلطوي الذي بات يعتقد أنّه بذكائه ودهائه يستطيع أن يدجّن المرأة من جديد بسياسة العصا والجزرة عبر لبوس التحضّر الذي يلبسه ليخفي تحته أبويته السّلطوية التي تشتهي استعباد المرأة بكلّ الأشكال والصّور.
وقد يقول قائل إنّ المرأة قد نالت كافة حقوقها، وقد انتهى الأمر. أعتقد أنّ هذا الحكم يحتاج إلى إعادة نظر ، فإن كان المقصود به أنّ المرأة قد نالت بعضاً من حقوقها بعد كفاح مرير وحرمان طويل، فهذا صحيح، وإن كان المقصود به أنّ المرأة قد أثبت أهليتها وقدرتها في المهمات التي أُنتزعت انتزاعاً مهمة الاضطلاع بها، فهذا صحيح أيضاً، أمّا إن كان المقصود هو أنّ المرأة قد نالت غاية ما تريد وتتمنّى، وقد آن لها أن تركن إلى السكون، فهذا غير صحيح،فالمرأة في المجمل في هذا العالم لا تزال منقوصة الحقوق بشكل أو آخر، ولا تزال حتى في عقر معاقل الحرية المزعومة تتعرّض لأبشع أنواع الاستغلال وأقذرها، لذلك يبدو أنّ الحرب والرحلة لا تزالان طويلتين أمام المرأة.ومن المبكّر للغاية أن نحكم على هذه التجربة الاستثنائية.
وقد تطرح الكثير من القضايا غير المهمة،فقط من أجل إجهاض تجربة نضال المرأة أو تضليها،فيطرح البعض مثلاً قضية الموضة وملابس المرأة ومظهرحا الخاص، وهذا القضاياشخصية للغاية، وذاتية، يجب أن لا تُقتحم أو تُطرق، مادامت حرّية المرأة في هذا الشأن لم تصبح نوعاً من التعهير، وهي يجب أن تنحّى عن النقاش بنفس القوّة التي يصمّم البعض من المشكوك في أهدافهم وإخلاصهم ونواياهم في طرحها، فمن المريب أن يصمّم البعض على أن يجعل هذه القضية هي مركز حريّة المرأة، وجوهر تفعيل إنسانيتها، علماً بأنّ هذه القضية شكلية تماماً، ولا تشكّل من بعيد أو قريب أداة للحرّية .
وللمرأة أن تحتار شكل عنايتها بإنسانيتها كامرأة دون أيّ تدخّل أو إملاء أو اقتراح، فالمرأة العظيمة عبر التاريخ لم تكن امرأة حفلات وصالونات ولاهثة وراء آخر صرعات الموضة ، بل كانت امرأة متعلّمة سامية الأخلاق، عظيمة الإرادة والأهداف والشكيمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • كلمة انصاف2

    و في هذه الامور كلها تتقاسم الحقوق و الواجبات مع الرجل كل حسب طاقته مقدوره حدوده و تجاوبا مع حتميات الحياة.

  • كلمة انصاف1

    المراءة و الاسلام موضوع لا يمكن حصره في بضع جمل. فالاسلام شامل كامل يصلح لكل زمان و مكان, فماذا اعطى الاسلام للمراة?! الاسلام اعطى للمراة حقوق لم تكتسبها حتى في عصرنا الحذيث و لن نتحذث عن الماضي البعيد. حق الميراث حق البيعة السياسية حرية اختيار الزوج و الرضى به حق الميراث حق التصرف في مالها بكل حرية حق الخلع و طلب الطلاق حقوقها كزوجة كريمة مصانة تعاشر بمعروف حق زيارة اهلها حقها في المهر ... فماذا طلب منها الاسلام? ان تؤمن بربها و لا تركع لغيره لا تبدي زينتها الا لي ذوي محرم لا تزني لا تسرق لا تكذب لا تخون لا تقتل لا تخضع بالقول..

  • مستغرب

    قرات عدة مقالات نفس الكلام يعاد ويردد و مدام المراة كما تقولين لم تاخذ كامل حقوقها
    فلو تكرمت بالمقال القادم لتذكري لنا الحقوق التي لا يزال على المراة ان تحارب لاجلها وتنتزعها

    لديك تناقضات بالبداية تحدثت عن حقوق المراة بالاسلام وباخر فقرة قلت ان مسالة ملابس المراة وشكلها لا يجب ان يكون محور نقاش ؟
    بالعكس لان الاسلام بالاصل لم ياتي لارضاء الاذواق سواء امراة او رجل بل لحفظ كرامة بني آدم بعد ان قام الشيطان بتعريتهم واخرجهم من الجنة
    على المراة ان تترك الموضة والملابس جانبا وتترك مخاطبة غريزة الرجل بمظهرها
    و تخاطبنا بما لديها من افكار اين وصل مستواها وماذا قدمت لامتها ومجتمعها

  • لا اظن التعدد حلال

    التعدد ايضا يرضي جميع الاطراف

  • خليفة

    كان ينبغي على الكاتبة ان توضح ما هي الحقوق التي كفلها الاسلام للمراة ، و ان توضح ما هي مطالب الحركة النسوية في وقتنا الحالي ، و هل ادركت المراة معنى الحرية التي تطالب بها ؟ و هل مطالب المراة في المدينة هي نفسها مطالب المراة الريفية؟