-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المسكوت عنه

نورهان بليدي
  • 888
  • 2
المسكوت عنه
ح.م
الكبت الجنسي ظاهرة مسكوت عنها

بينما تصارع أجيال كاملة من الشباب والشابات عندنا في الجزائر والعالمين العربي والاسلامي، ممن تجاوزوا الثلاثين والأربعين سنة، من دون زواج، معضلة “الكبت الجنسي” المسكوت عنها، باعتبارها واحدة من أهم “الطابوهات” المجتمعية، التي ترفض السلطات الدينية والسياسية التطرق إليها أو محاولة البحث عن حلول ناجعة لها، يجد الغرب الذي يعيش حالة غير مسبوقة من الإشباع والترف الجنسي، متسعا من الحرية لمناقشة كيفية وطرق إتاحة الفرصة للأطفال القصر ممارسة حقهم في الجنس، باعتباره حقا طبيعيا للإنسان مباشرة بعد البلوغ.

المفارقة عايشتها بتفاصيلها، أنا التي أعرف حالة الكثير من الأصدقاء والصديقات في أوطاننا العربية، ممن فاتهم قطار الزواج كما يقال عندنا، ولم تتح لهم فرصة معرفة عالم الجنس إلا عبر الأفلام، عندما تابعت النقاش الذي احتدم في فرنسا مؤخرا، حول مشروع قدمته الحكومة الفرنسية، يتضمن السماح بممارسة الجنس لمن هم في سن ال 15 سنة، في وقت ناقش فيه مسؤولون فرنسيون موضوع أن السن المناسبة لممارسة الجنس هي 13 سنة، علما أن فرنسا التي يعتبرها الكثيرون عندنا مثالا يقتدى، لم تكن قبل هذا تملك أي تشريع يمنع الجنس مع أطفال تحت سن معين.

ما أردت قوله، أن التطرف في المنع والاباحة، أصبح مثيرا للقلق بين عالمين مختلفين حضاريا وعقائديا، فبينما يبالغ الغرب في توفير سبل الاشباع الجنسي للإنسان الغربي، منذ ما قبل نعومة أظافره، لتفادي تراكم العقد النفسية والكبت المفضي إلى الانعزالية وقمع الإبداع، نبالغ نحن في منع الطبيعة البشرية من أن تجد متنفسا لها، تحت مسوغات شرعية خاطئة وأخرى اجتماعية غاية في التعقيد، تكون من نتائجها كبح التطور الحضاري لمجتمعاتنا، عبر تعطيل العقل من خلال سجنه داخل إطار ضيق من المكبوتات الجنسية غير القابلة للتفريغ.

والمثير أن ديننا الحنيف، كان قد حظ على تزويج الشباب، في سن مبكرة، فلدينا أمثلة كبيرة عبر تاريخنا الحافل، عن الزيجات التي حدثت في سن مبكرة جدا، تمكنت من بناء عائلات متماسكة، وحضارة قوية، فطالب بالتيسير في المهور (التمسوا ولو خاتما من حديد)، وشرع التعدد بضوابطه، ولم يترك من سبيل لحل المشكلة الجنسية إلا ودعا إليها، بينما تعيش مجتمعاتنا اليوم حالة معاكسة تماما لهذه الروح، عبر التعسير في المهور، وغلاء الظروف المعيشية، وسن قوانين منافية لطبيعة هذه المجتمعات، فتمنع التعدد الحلال، وتجعل من الفتاة ما دون 18 قاصرا جنسيا، وتفرض قوانين مرعبة تجعل من الاقبال على الزواج بالنسبة للرجل أشبه بالإقبال على حبل المشنقة بما تفرضه من نفقة وبيت زوجية حتى وإن كان عاطلا عن العمل والمرأة عاملة، وإلا فالنتيجة أن يدفع الثمن من عمره في السجن.

لا أدري بأي لغة يمكنني أن أشرح الحالة التي تؤرقني، هل ألعن الغرب الذي لا يجرم ممارسة طفلة في الحادية عشرة أو 13 الجنس مع رجل في سن والدها، أم أوفر تلك اللعنات لمجتمعات تعيش النفاق ليل نهار، وترفض أن تواجه مصيرها البائس  وهي ترى رجالا في العقد الخامس من العمر لم تتح لهم فرصة أن يمارسوا حقهم الطبيعي كما تفعل البغال والنعاج، أوترى نساء في الأربعين من العمر ما زلن عذراوات، تبكين الشباب الضائع والأمومة المغتالة.

لكن السؤال الأهم، وبينما رأينا كيف أن الحكومة الفرنسية ومعها حكومات الغرب يناقشون باهتمام كبير قضية الاشباع الجنسي لشعوبهم (وقد حققوا لهم أيضا الاشباع المعرفي والحياتي والرفاه الاقتصادي والحرية السياسية والمالية)، هو هل ستواصل حكوماتنا ، ومعهم من يسمون برجال الدين، إنكار هذه القنبلة الموقوتة إلى أن يأتي يوم وتنفجر فيه على الجميع؟. هل سيستمر الانكار والهروب إلى هذا الحد، بينما تثور حملات مجنونة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب غلاء المهور تقول (خليها _ تبور)، على شاكلة (خليها _ تصدي) ضد شراء السيارات؟ وربما كان رد الفعل غدا من طرف النساء ضد الرجال بحملة (خليه_يرشى).؟

أسال الله أن لا تبور بناتنا، وأن لا يرشى شبابنا، وأن يقيض الله لهذه الأمة من يعيد لها روحها ودينها وعزها وفخارها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • simo

    الظاهر من كلامك ان الزواج ليس سوى اشباع رغبات جنسية وفقط من خلال قولك: لم تتح لهم فرصة أن يمارسوا حقهم الطبيعي كما تفعل البغال والنعاج
    - ايضا مقارنتك غير وتدليلك بامتلة عن حالهم فيه امورا دسيسة ونوايا مخباة وان كانت نيتك غير ذلك فانت مخطا في المقارنة بين سلم وكافر...
    -
    ختاما بدل كل هذه المقارنة كان عليك الاشارة او التعريج الى وضع المجتمع وحالة الغلو في المهور .

  • حل وحيد

    كيف تنازع وتثابر وانت حر طليق انه الزمن لن تعيش الا سويعات تتسخ بغبار المدن تسمع الحروب والاغتيال الموت الدفن والبعث انه مقال ظاهره جميل وباطنه رؤوس شياطين يحمل الندم والوهم والعجز والكسل لا غريب الا الشيطان وانت غريب عن امة رسول الله كلنا نبور ولكن هناك بوار من بوار كما هناك زواج من زواج فليس كل متزوج سعيد بعلاقته الحيوانية فلعل ذلك صعب ومعقد خصوصا الخصائص البيولوجية التي تخدم الطبيعة ولا تخدم التصنع والحيل الاجتماعية المنافقة للراحة الحياتية فالسعادة اكيد انا متزوجة لكن لست هذا ما اريد ...الخ