-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أولياء يدسون كورونا في أوساط المتمدرسين

المصابون بالوباء يلقون بأطفالهم في المدارس وانعدام الوعي يفاقم الخطر

نسيبة علال
  • 851
  • 0
المصابون بالوباء يلقون بأطفالهم في المدارس وانعدام الوعي يفاقم الخطر
ح,م

يعتبر الشعور بالمسؤولية والالتزام بالوعي والحماية، من أكثر الأسلحة نجاعة لمحاربة الأوبئة والفيروسات، وعادة هذه السلوكيات لابد من أن تنبع من الأسرة، حتى تتعمم في المجتمع، غير أن ما نلاحظه في الفترة الأخيرة من انتشار وباء كورونا، وخاصة مع بداية السنة الدراسية هو تملص الأولياء المصابين بالفيروس من الحس الاجتماعي، بحيث لم يجد الكثير منهم أي حرج في إرسال أبنائهم إلى المدارس رغم احتمالية كونهم ناقلين للمرض.

الأسرة التربوية تستنجد

دق أساتذة ومعلمون ناقوس الخطر حول الوضعية التي تعيشها المدارس الابتدائية خاصة والمتوسطات والثانويات، فالانتشار الرهيب لفيروس كورونا في هذه الأوساط بعد بدء التمدرس، أصبح كابوسا تعيشه الأسرة التربوية والتلاميذ، والسبب الأول الذي يراه المختصون يعود إلى عدم الوعي من قبل الأولياء، الذين لا يكترثون بإرسال أبنائهم إلى المدرسة دون أقنعة واقية، بحيث إن أغلب الكمامات التي يستعملها الأطفال التي تباع في المحلات بطرق عشوائية تحمل تصاميم ملفتة ومغرية، لا تخضع البتة إلى شروط الوقاية. تؤكد السيدة كربوش سلمى، معلمة بمدرسة ابتدائية بالبليدة: “.. يتنافس التلاميذ على من يرتدي الكمامة الأجمل، ولا يمكنهم التمييز ما إن كانت فعالة لوقايتهم أم لا، ناهيك عن كون جميع المدارس تجبر تلاميذها على اصطحاب سائل معقم، لكن الأقلية فقط من تفعل ذلك..”.

أمهات ينشرن الكورونا في المدارس

موجة سخط عارمة عمت موقع فايسبوك الجزائري قبل أيام قليلة، انتفاضا على تعليقات بعض الأمهات على منشورات متعلقة بانتشار الفيروس في المدارس، إذ كتبت إحداهن: “أنا مصابة بالكورونا وابني معافى، لا يجب أن أوقف مستقبله وأمنعه من الدراسة..”، وكتبت أخرى: “عانيت لأسبوع كامل من أعراض خطيرة مرتبطة بالوباء، بينما لم يظهر ذلك على أفراد أسرتي، وكان جميعهم بصحة جيدة، ليس من الضروري توقيف أبنائي عن دراستهم..”. المتواصلون على الشبكة رد أغلبهم بحجج علمية وتبريرات على إمكانية أن يكون هؤلاء الأطفال وسيلة لنشر الوباء بين أصدقائهم ومعلميهم، وأنه يمكن أن يكونوا حاملين للمرض دون أن تظهر عليهم أي

أعراض، بينما اكتفى آخرون باتهام هذا النوع من الأمهات اللامسؤولات بالجهل والإرهاب، وبوابل من الشتائم واللعنات.

قنابل موقوتة مندسة في أوساط التلاميذ أبناء المصابين بكورونا

ظهور خبراء على وسائل الإعلام، على غرار رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور خياطي، وهو يؤكد أنه لا ضرورة من توقيف الدراسة بما أن هناك دولا تسجل سبعين ألف إصابة يوميا دون أن تلجأ إلى هذه الخطوة، مستدلا بقاعدة علمية تقول إن الأطفال بعيدون عن التأثر بهذا المرض، دفع أولياء إلى الخروج عن صمتهم وعرض تحاليل أطفالهم بمن في ذلك من هم في سن الثالثة، الذين التقطوا العدوى من أوليائهم ونشروها في العائلة، وحتى أطباء ومختصون عارضوا طرح البروفيسور. من جانب آخر، استغل أولياء من دون مسؤولية هذه التصريحات والأقاويل، ليسمحوا لأبنائهم بالذهاب إلى المدرسة، بينما يصارعون هم أو أفراد آخرون من العائلة فيروس كورونا القاتل. يقول السيد بشيري صفيان، مدير متوسطة: “بما أنني أقطن في الحي ذاته تصلني أخبار المصابين بالوباء، وأجدني في حيرة كيف لهؤلاء أن يدسوا قنابل موقوتة وسط التلاميذ، وليس لديهم أدنى فكرة عن عواقب إرسال تلميذ عائلته مريضة، ليحتك بعشرات الأطفال، مثله هم الذين ينقصهم الوعي..”، الأغرب من كل هذا، يضيف المدير، أنه واجه مؤخرا ولي تلميذين يصر على أن يلتحق ابنه وابنته بالصف، رغم إصابة والدتهما، واثنين آخرين من أخوتهما، وجدتهما الموجودة بالمستشفى، يقول المدير: “عندما طلبت من الولي توقيف ابنيه عن الدراسة إلى غاية تعافي العائلة، أجابني بأنه ليس هناك من يرعاهما في المنزل ويجب أن يقضيا يومهما بعيدين عن العائلة المصابة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!