-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المضروبون “بالضرائب”

عمار يزلي
  • 391
  • 0
المضروبون “بالضرائب”
ح.م

لا أحد يجهل كيف كان، ولا يزال المواطن، رغم الرغبة في التغيير، هو القاعدة الجبائية الكبرى التي تدفع الضرائب على مختلف مستوياتها وأنواعها، اقتطاعا وقبل أن تصب في حسابه، فيما كان رجال المال و”العمايل السودة” يتهربون، بالقانون الذي خاطوه على حسابهم في الوزارة الأولى في غرف “البغل ـ مان”، كي يدفع المواطن عنهم الضريبة، فيما هم يستفيدون من كل التسهيلات والإعفاءات..

نمت على هذه الذكريات الأليمة، لأجد نفسي أنا جامع الضرائب، في عز “التكشف” والأزمة المالية. بدأت بتعداد عدد الموظفين والعمال، الذين يمكن اقتطاع الضرائب مباشرة من جلودهم.. فوجدت عددهم يزيد عن 10 ملايين. رفعت نسبة التحصيل الضريبي إلى الضعف، ليصبح العامل والموظف تخصم من مرتبه 70 في المائة، لأجل الضرائب: مقابل العمل، التقاعد، التنفس، خنق حركة المرور، المشي، الصخب والصراخ، إزعاج السلطات، الحماية الأمنية للمنشآت الأمنية! “حق اللي راك عايش”، حق اللي عندك الجنسية الجزائرية، حق اللي راك تهدر وما يديرولك والو، حق اللي متزوج وحق اللي راك عاد عازب، حق اللي عندك سكن أو ما عندكش ما يهمش! حق اللي عندك باسبور، حق اللي عندك بيرمي، حق اللي عندك بطاقة تعريف، حق اللي قريت أو ما قرييتش كيفكيف، حق اللي عندك اللي يقرا أو اللي ما يقراش! حق اللي تسافر، حق اللي تاكل وتشرب وتروح للمرحاض! حق اللي راك تصلي وما يرفدوكش! أضف إلى ذلك، أخذ الجزية عن يد ونحن صاغرون! صرنا نأخذ من المواطن الجزية، ليس لكونه غير مسلم! لأن الجزية لا تؤخذ إلا من غير المسلمين من أهل الكتاب من الذميين الذين يرغبون في البقاء على دينهم! لا! إنما تؤخذ الجزية لكونك مسلما! المسلم عليه أن يدفع الجزية إلى بيت مال غير المسلمين لكي نتركه يصلي ويسلم ويحج ويعمر ويصوم ويقول: “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله”! وما نديروله والو!! المهم أن حجم الضرائب زاد بعد هذا الإصلاح الضريبي إلى 90 في المائة، وبقيت فقط 10 في المائة من المرتب الصافي للمواطن لكي يعيش “العزة والكرامة”!

خرج المواطنون يشتكون في الشوارع بأن أصحاب المال والأعمال والشكارة قد سلبوهم أرزاقهم ودمروا معيشة الضنك أصلا بسبب الغلاء وندرة المواد في السوق، بعد احتكار أصحاب المال والاقتصاد الخاص كل أشكال التجارة الداخلية والخارجية، لكي لا يفكر المواطن في شراء منتج آخر غير منتجهم المحلي، ولو اضطر إلى الموت جوعا أو عطشا، إلا أن يكون من عندهم، وهم أصحابه ومسوقوه أو منتجوه أو بائعوه! اشتكوا وبكوا، وضربوا بالغاز و”الهراوات المسيلة للدموع” والدم، وقرر المواطن السكوت والصمت والتوجه نحو التسول والنشل، لأنهم لم يتعودوا على العمل! فلقد عودناهم على الكسل والاتكال، ففقدوا القدرة وخاصية العمل، وصار العمل عندهم هو الربح السريع بلا عمل، المتمثل في التسول في أحسن الأحوال، والسرقة في أهون الحال والجريمة في أحسن الأهوال!

رقيت من منصب آمر الميزانية والخزينة إلى وزير الهم والدراهم، وأنا أنوي “التشرشح” لرئاسة حزب بالشكارة، لكي أكمل للناس ديونهم، ولأتمم عليهم نقمتي ولكي أرضى له الاستسلام دينا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!