-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"تهاني كوبيي كولي" تفضح مرسليها

المعايدة الإلكترونية.. حنين إلى الزيارات والتهاني التقليدية

محمد لهوازي
  • 1987
  • 0
المعايدة الإلكترونية.. حنين إلى الزيارات والتهاني التقليدية
ح.م

“عيدك مبارك سعيد”.. ثلاث كلمات ربما يزيد عليها التمني بقضاء عيد سعيد مع الأهل والأقارب، لكن المفارقة أن الأهل والأصدقاء هم من يبعثون بهذه الرسائل على الفيسبوك وتويتر فيما بينهم، مستفيدين بما تتيحه هذه الوسائل من تواصل عن بعد.

لكن حالة من الحنين إلى الماضي تظهر بين مستخدمي هذه الوسائل، حيث يرون أن هذا التقليد الجديد أثر بشكل كبير على التواصل الحقيقي بين الناس في هذه المناسبات، وباعد أكثر بينهم.

وجرت العادة في الأعياد على تجمع الأهل والأصدقاء وقضاء الوقت معا، وهي فرصة للتواصل العائلي الذي تؤثر عليه مشاغل الحياة.

تهاني مستنسخة

وتعجّ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، قبيل إعلان العيد، بتهاني عيد الفطر، كثير منها عبارة عن تهاني منقولة، أو ما يسمّى “تهاني كوبيي كولي”. وهناك من يبعث رسائل تهنئة جماعية عبر الهاتف، دونَ أنْ يُرفقها حتى باسمه.

وثمّة منْ يُرسل تهنئة كُتبتْ بصيغة المؤنث إلى صديق، كما حصل مع أحدهم، الذي توصّل بتهنئة من شخص كانتْ مكتوبة إلى فتاة، وهُو ما يؤكّد أنّ كثيرا من أصحاب “تهاني كوبيي كولي” لا يكتفون فقط بالنسخ واللصق، بلْ يبعثون تهانيهم حتى دونَ قراءة مضمونها، من باب “القيام بالواجب” فقط.

وقبل وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، كان اللجوء إلى الهواتف هو الطريق الأسهل بالنسبة لهؤلاء الذين لا يستطيعون الالتقاء بسبب البعد الجغرافي.

ويتساءل محمد “أين التهنئة بالعيد في التلفونات؟ لماذا لا نسمع صوت بعضنا؟”.

وحلت الكلمات المقروءة محل الصوت والرؤية في كثير من الأحيان، وهو ما ينتقده كثيرون حتى ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أنفسهم.

وينصح كريم أصدقائه بالقول: “فى هذا اليوم العظيم لا تجعل التهنئة بالعيد على الفيسبوك بديلا عن الزيارات التي تزيد أواصر المحبة.. كل عام وأنتم بخير”.

لكن على الجانب الآخر، يرى كثيرون أن الفيسبوك وتويتر قرب كثيرا من المسافات بين الذين يتعذر كثيرا لقائهم، فأصبحت التهنئة الإلكترونية ناقلا للمشاعر الطيبة بين الناس.

وبينما يلجأ البعض إلى كلمات تقليدية عامة كمنشور على صفحته، يصر آخرون على إرسال رسائل تحمل خصوصية إلى أصدقائهم وأحبائهم.

وكما لتطبيقات التواصل الاجتماعي فوائد كثيرة إلا أن لها العديد من السلبيات والأضرار، فقد أكدت العديد من الأبحاث على تأثير استخداماته لأوقات طويلة على صحة القلب وضعف البصر وقلة المناعة وضعف الأداء العقلي، أما علماء النفس والاجتماع فأكدوا أن إدمان الانترنت خاصة مواقع التواصل الاجتماعي يقود إلى العزلة، وتجعل الإنسان يعيش في عالم غير ملموس ومخاطبة أشخاص غرباء لا يمكن التواصل معهم مباشرة، وحرمانه من التواصل الحقيقى وفوائده الصحية، حيث أن الالتقاء “وجها لوجه” فى الحقيقة يمنح الجسم فوائد عديدة لا نلمسها، فاللقاءات المباشرة تحفز الجسم على مزاولة وظائفه الطبيعية مثل إفراز هرمونات الاكسيتوسين والتي تحفز الجسم على التفاعل عاطفيا مع مقابليه وجينات أخرى لها علاقة بالجهاز المناعي، هذا بخلاف تمضية الساعات الطويلة أمام هذا العالم الاجتماعي الالكتروني الافتراضي خاصة في ساعات الليل يؤثر على صحة الفرد الطبيعية من النوم.

نصائح المختصين

وينصح المتخصصون في مواقع التواصل الاجتماعي مستخدميه بإتباع بروتوكول وفن التهنئة في المناسبات تتمثل في الآتي:

– لا داع لأن تكتب رسالة تهنئة فيسبوكية وترسلها فى محادثة جماعية لـ100 صديق فهذا يسمّى إزعاجا ، وسوء استخدام للفيسبوك.

– يقتضى الاستخدام السليم لخاصية الإشارة إلى الصور في فيسبوك “tag” الإشارة لوجه إنسان لا تتعامل مع عبارة “رمضان سعيد” بنفس المبدأ.

– كتابة رسالة تهنئة واحدة وإرسالها للجميع سلوك لا ينصح به، أمّا إعادة إرسال التهاني فهذا يترك انطباعا سيئا لدى المتلقّى وتدل على عدم الاهتمام، فما فائدة التوصّل بنفس الرسالة حرفيا من طرف عدّة أشخاص وكأنك تتعامل مع روبوتات وليس مع بشر.

– كن “ذوّاقا” وأنت تكتب تهنئة مثل “عيد سعيد” او “رمضان كريم” فلا داعي لكتابة كلمات فجة في معناها أو غير لائقة ولكن يجب أن تنتقى كلماتك في المعايدة.

– عدم اقتحام الرسائل الخاصة للمعارف والأصدقاء حتى لو لإرسال معايدات وتهاني وخاصة في أوقات متأخرة ربما تكون غير مناسبة لاستقبالها أو الرد عليها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!